تجددت مخاوف الأسواق والمستثمرين من تأثير موجة انتشار جديدة لفيروس كورونا، وإرهاصات إغلاق الاقتصاد مجدداً، بعد أن ضربت إجراءات غلق الاقتصاد حول العالم خلال الفصلين الأول والثاني من هذا العام. والآن مخاطر تصاعد الوباء تهدد الانتعاش خلال الفصل الثالث.
وكانت أوروبا مركز الوباء بداية العام، والأرقام الحديثة تظهر تصاعد حالات الإصابة، أخيراً، مثلاً فرنسا سجلت رقماً قياسياً جديداً لعدد الإصابات، الخميس الماضي، إذ بلغت 30,000 إصابة جديدة في يوم واحد، وهو أعلى رقم يرصد منذ فبراير (شباط) الفائت. ووضعت السلطات الفرنسية العاصمة باريس في حالة ''تأهب قصوى''، إضافة إلى مزيد من التدابير والإجراءات.
وأعلنت بريطانيا 18,980 إصابة جديدة، الخميس، متجاوزة المتوسط الأسبوعي للإصابات، والإجمالي يقترب من 700,000 إصابة، وتعدت الوفيات 40,000 حالة في البلاد. أما ألمانيا فكشف معهد روبرت كوخ عن تسجيل البلاد إصابة 6,630 بالفيروس، الخميس، أيضاً، وهو معدل الإصابات الأعلى ليوم واحد خلال السبعة أشهر الماضية.
الاقتصاد الأوروبي وتداعيات كورونا
انكمش الاقتصاد الفرنسي 5.7- في المئة خلال الفصل الأول من العام الحالي، وكذلك 13.8- في المئة للفصل الثاني، أما الاقتصاد الألماني، الأكبر في منطقة اليورو، فانكمش 9.7- في المئة خلال الفصل الثاني، وكذلك في بريطانيا 2.2- في المئة للفصل الأول، وتبعه بانكماش أكبر في الفصل الثاني بلغ 20.4- في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعكس أرقام نمو الناتج المحلي في كل من "فرنسا وألمانيا وبريطانيا" حجم التأثيرات الاقتصادية لانتشار كورونا في المنطقة الأولى خلال النصف الأول من هذا العام، وبعد تخفيف القيود ورفع الإغلاق عقدت أوروبا آمالاً في انتعاش اقتصادي خلال الفصل الثالث من 2020.
ومن المتوقع أن تصدر البيانات في نهاية هذا الشهر، لكن تصاعد أرقام الإصابات يهدد هذا الانتعاش، ويقلل من سقف توقعات التعافي، بل يرفع من مخاوف ركود اقتصادي عميق في الفصل الأخير من هذا العام، في حال عادت أوروبا مرة أخرى إلى تدابير إغلاق الاقتصاد.
الأسواق الأوروبية ومخاوف الجائحة
وتراجع مؤشر يورو ستوك 600، الثلاثاء الماضي، بنحو 6 في المئة. وفي ألمانيا المخاوف دفعت المستثمرين إلى شراء السندات المحلية، إذ تراجع العائد على سندات العشر سنوات إلى 61 نقطة أساس، وهو المستوى لها منذ منتصف مارس (آذار) 2020، وعلى الرغم من الارتفاعات الطفيفة لمؤشرات الأسهم الأوربية، الجمعة، فإنها في طريقها لتسجيل خسارة أسبوعية، متأثرة بمخاوف انتشار الموجة الثانية لكورونا، وأيضاً متأثرة بحالة عدم اليقين التي تحيط بملف "بريكست" بعد تصريحات بوريس جونسون الذي يتوقع خروجاً من دون اتفاق، بينما المفاوض البريطاني لا يزال يرى أن الاتفاق ممكناً.
وكذلك تعقيدات الوضع الأميركي بشأن حزمة التحفيز المالي تضغط على الأسهم، إذ لا يتوقع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ أي تحفيز مالي قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. الحدث الذي يحمل كثيراً من الضغوط لمؤشرات الأسهم عالمياً.