في إطار الإجراءات التي تتخذها الحكومة البريطانية للحد من تفشي وباء "كوفيد-19"، وضع رئيس الوزراء بوريس جونسون نظاماً من ثلاثة مستويات لقيود إضافية سيتم تطبيقها في إنجلترا. وفي المقابل، كثفت كل من ويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية من الضوابط التي تعتمدها في هذا الإطار.
وفيما لا تزال انعكاسات هذه الإجراءات على المسافرين غير واضحة تماماً، سنحاول من خلال الأسئلة والأجوبة الآتية إبراز أوجه الاختلاف في التدابير المتخذة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
ما "المستويات الثلاثة"؟ وماذا تعني بالنسبة إلى المسافرين في المناطق المصابة بكورونا؟
توضح الحكومة البريطانية أنها تستهدف "تبسيط القواعد المحلية وتوحيدها عن طريق اعتماد نظام من ثلاثة مستويات يعكس درجات التأهب أو الإنذار بشأن كوفيد Covid Alert Levels على المستوى المحلي في إنجلترا.
المستويات تم تحديدها وفق المقاييس التالية: حال تأهب متوسط، وتأهب عالٍ، وتأهب عالٍ جداً، وهي تعرف تباعاً بالمستوى 1، والمستوى 2، والمستوى 3.
ويتضمن مستوى التأهب "المتوسط" الذي يشمل معظم أنحاء البلاد، ببساطة الإجراءات الوطنية التي دخلت حيز التنفيذ في الخامس والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي، مثل "قاعدة الستة" (تحظر تجمع أكثر من 6 أشخاص في مكان واحد)، وإغلاق الحانات في الساعة العاشرة ليلاً، ويتم تطبيقه في مناطق من إنجلترا التي ما زالت معدلات الإصابة بالفيروس فيها منخفضة.
في المقابل، يستهدف مستوى التأهب العالي بشكل أساسي، الحد من انتقال العدوى من أسرة إلى أخرى "من خلال منع أي اختلاط بين الأسر أو بين مجموعات الدعم داخل أماكن السكن (بحيث يسمح لشخص يعيش وحده أو لأم عازبة مع أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، أن يختلطوا مع أسرة أخرى).
في ما يتعلق بالأماكن المفتوحة، بما في ذلك الحدائق الخاصة، يتم تطبيق "قاعدة الستة"، وتشمل هذه الفئة مناطق عدة في شمال غربي إنجلترا، وشمالها الشرقي، وأجزاءً من ميدلاندز، إضافة إلى العاصمة لندن، ومعظم مقاطعة إيسيكس.
وتوضح الحكومة أنه "يتعين على الناس أن يعملوا على تخفيض عدد الرحلات التي يقومون بها حيثما أمكن ذلك. وإذا اضطروا إلى الانتقال، فعليهم إما السير على القدمين، وإما ركوب دراجة إذا كان ذلك ممكناً، أو أن يقوموا بالتخطيط لذلك مسبقاً، والعمل على تجنب ساعات الذروة والمسارات المزدحمة الخاصة بوسائل النقل العام".
أما مستوى التأهب "العالي جداً" فيعني عدم السماح بأي اختلاط اجتماعي داخل الأماكن المغلقة وفي الحدائق الخاصة، لكن في ما يتعلق بالأماكن العامة المفتوحة، مثل الحدائق والشواطئ، فيتم تطبيق "قاعدة الستة". هذا المستوى من التأهب ينطبق في الوقت الراهن على منطقة مدينة ليفربول ولانكشاير، وقد امتد ليشمل منطقة مانشستر الكبرى.
ووفق هذه الدرجة من التأهب يمكن الإبقاء على الحانات مفتوحةً فحسب، إذا كانت تقدم خدمة المطاعم، ولا يمكنها تقديم الكحول إلا عندما يطلب الزبائن وجبة طعام "رئيسة".
وفي ما يرتبط بالجانب الأكثر أهمية في هذا المستوى من التأهب، تقول الحكومة إنه بالنسبة إلى المسافرين، سيتم نصح الناس بعدم السفر إلى المناطق ذات المخاطر العالية، أو الخروج منها، باستثناء الذين يضطرون إلى الانتقال بداعي العمل أو الدراسة أو الوصول إلى الخدمات المتعلقة بفئات الشباب اليافعين، أو للاضطلاع بمسؤوليات في مجال الرعاية.
ويُفرض على الأفراد الذين هم خارج المناطق التي تشهد تفشياً عالياً للفيروس فيها، عدم الدخول إليها إلا للأغراض المذكورة أعلاه، أو إذا كانوا يعبرون فيها فقط، والمقصود بذلك عادةً السفر بالقطار، أو الوصول إلى أحد المطارات في المناطق "عالية المخاطر"، أو المغادرة منه.
هل يمكنني الانتقال من مناطق يطبق عليها مستوى تأهب عالٍ إلى أخرى مستوى التأهب فيها أدنى؟ وهل العكس صحيح؟
على الرغم من عدم وجود قيود قانونية على السفر بين المناطق ذات المستويات المختلفة من حالات التأهب، فإن الحكومة البريطانية تحض الناس على عدم الانتقال بين المناطق ذات المستويين العاليين. وينصح أي شخص في منطقة ذات مستوى "عالٍ" من التأهب بعدم الانتقال إلى المناطق ذات مستويي التأهب "المتوسط" أو "العالي جداً"، أو الخروج منهما.
أما بالنسبة إلى المناطق "ذات المخاطر المرتفعة جداً"، فتقول الحكومة إنه "يجب على الناس أن يتجنبوا السفر خارجها، أو الدخول إلى منطقة ذات مستوى مماثل من الخطورة. ولا يمكن للأشخاص الذين يعيشون في مناطق المستوى 2 (مرتفع) أو المستوى 3 (مرتفع جداً) في إنجلترا، السفر إلى ويلز.
ماذا عن الإقامة في فنادق أو غيرها من أماكن السكن المدفوع؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقول الحكومة "ينبغي على الناس تجنب المبيت في جزء آخر من المملكة المتحدة إذا كانوا مقيمين في منطقة ذات مستوى "عالٍ جداً" من التأهب، أو تحاشي المبيت في منطقة ذات مستوى تأهب "عالٍ جداً"، إذا كانوا يقيمون في أماكن أخرى من البلاد".
إذا كنت في أي الفئتين - غير قادر على مغادرة منطقة، أو غير قادر على دخولها - وحجزت في أحد المساكن، فيتعين عليك الاتصال بالمالك في أقرب وقت ممكن لمناقشة الخيارات المتاحة. ويتلخص الحل المثالي لكلا الطرفين في قبولهما إرجاء موعد المغادرة إلى أن تصبح الظروف أكثر استقراراً.
لديَّ حجز مسبق لرحلة بالقطار تشمل وجهته إحدى المناطق شديدة الخطورة أو تحتم العبور فيها، هل يمكنني المطالبة باسترداد أموالي؟
لا يقوم مشغلو القطارات عموماً بإعادة المبالغ المدفوعة مسبقاً، لكنهم سيسمحون لك بإعادة جدولة رحلتك. ويتقاضى البعض منهم رسوماً لتعديل السفر مقدارها 10 جنيهات إسترلينية (حوالي 13 دولاراً أميركياً)، بينما يقبل البعض الآخر بإجراء تغييرات مجانية.
إذا كان لديك حجز للسفر عبر منطقة عالية الخطورة، فيمكنك مواصلة القيام بذلك شرط اتباع نصائح الحكومة. ويتوجب عليك أن تكون على معرفة بجميع قواعد النقل العام، وبأي شروط إضافية من جانب المشغلين المستقلين. على سبيل المثال، الحجز الإلزامي للمقاعد، وعدم تناول الكحول، كما تفرض شركة "لندن والساحل الشرقي للسكك الحديدية" London and North Eastern Railway على متن قطاراتها.
أعيش في منطقة عالية المخاطر ولديَّ رحلة طيران أو عطلة محجوزة، هل يمكنني استرداد المبلغ المدفوع؟
ينبغي عليك من حيث المبدأ ألا تسافر (على الرغم من عدم وجود قانون يمنعك من السفر من إنجلترا). ويجب عليك بدلاً من ذلك، الاتصال بشركة النقل لمناقشة الخيارات المتاحة. قد يسمح البعض بإرجاء موعد الرحلة، أو الحجز من دون مشاكل، لكن البعض الآخر قد يقول إن "المقعد محجوز لك، والخطأ لا يقع علينا إذا كنت لا تريد استخدامه".
وتوضح "الهيئة الناظمة للأسواق والمنافسة" Competition and Markets Authority أنه "في العادة يحق للمستهلك استرداد أمواله عندما يدفع بدلاً مسبقاً لقاء خدمات أو سلع لا يمكن تأمينها بسبب وباء كورونا"، لكن لا توجد بعد سابقة مثبتة لمعرفة ما إذا كانت قواعد الإغلاق التي تمنع السفر يجب أن تفضي دائماً إلى استرداد كامل المبلغ.
ما القواعد المتعلقة بالسفر من وإلى بلدان المملكة المتحدة؟
يفترض من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق عالية المخاطر في إنجلترا ألا يسافروا إلى أي مكان آخر، لكن تطبيق هذا المبدأ لا يحظى بغطاء القانون الإنجليزي. ونتيجةً لذلك، حظرت حكومة ويلز انتقال المسافرين إلى أراضيها من المناطق عالية المخاطر وعالية المخاطر جداً في إنجلترا، ومن الحزام المركزي لاسكتلندا (المنطقة ذات الكثافة السكانية الأعلى في الإقليم) بما في ذلك إدنبره، وغلاسكو، ومن أي مكان في أيرلندا الشمالية.
وضمن نطاق ويلز، لا يسمح لأي شخص موجود في منطقة يطبق عليها الإغلاق، بالسفر إلى الخارج لقضاء عطلة. ولا يمكن لأي شخص من منطقة منخفضة الخطورة في أي مكان آخر في المملكة المتحدة دخول هذه المواقع التي تشمل أجزاءً كبيرة من شمال ويلز وجنوبها. ويمنع كذلك السفر إلى أيرلندا عبر أحد موانئ ويلز.
ما تأثير التدابير الاسكتلندية الخاصة على منطقة الحزام المركزي؟
فرضت الحكومة المركزية في إدنبره قيوداً على المنطقة الممتدة من كلايد إلى فورث. وتقول في هذا الإطار "نحن لا نضع قيوداً إلزامية على السفر في هذه المرحلة، لكن ينبغي على المواطنين تجنب استخدام وسائل النقل العام ما لم يكن ذلك ضرورياً للغاية، على سبيل المثال، التوجه إلى المدرسة أو مقر العمل إذا لم يكن العمل في المنزل خياراً متاحاً".
ويُنصح الأشخاص المسافرون الذين تقودهم رحلاتهم عبر منطقة الحزام المركزي في اسكتلندا "بالتفكير في ما إذا كانوا فعلاً في حاجة إلى التنقل والسفر". أما الذين يعيشون في المنطقة فما زال بإمكانهم الذهاب في عطلة، واستخدام وسائل النقل العام عند الضرورة.
وتقول الحكومة الاسكتلندية لهؤلاء "يمكنكم السفر، طالما كنتم كمجموعة من نفس العائلة، أو مع أفراد من أقاربكم (ممن يعتبرون ضمن مجموعة المخالطة الخاصة بكم) فقط". وتضيف "تحققوا من التوجيهات المحلية في هذا الإطار قبل الانتقال إلى أجزاء أخرى من المملكة المتحدة".
ماذا عن أيرلندا الشمالية؟
يرى المجلس التنفيذي لأيرلندا الشمالية أنه "ينبغي على الأفراد عدم القيام بأي سفر غير ضروري"، خلال فترة الإغلاق التي تستمر أربعة أسابيع، والتي تهدف إلى الحد من تفشي الوباء. فقد تم إقفال مرافق قطاع الضيافة بأكملها، باستثناء خدمات التوصيل إلى المنازل والوجبات السريعة. إلى ذلك، تم إبقاء بعض الفنادق مفتوحة أمام الموظفين الأساسيين، أو للنزلاء الذين يقيمون لفترات طويلة، لكنها ستكون مغلقةً في وجه السياح.
تبقى الإشارة أخيراً إلى أن هذه الإجراءات تحظر السياحة في أيرلندا الشمالية إلى غاية الجمعة 13 نوفمبر (تشرين الثاني) على أقرب تقدير، لكن يبدو أن القواعد المطبقة لا تمنع السفر إلى خارج البلاد لقضاء عطلة.
© The Independent