لم يكن المزارع محمد أبكر، البالغ من العمر 50 سنة، يتوقع أن يتحول محصول البطيخ الوافر لهذا الموسم في مزرعته، التي تبلغ مساحتها 2 كيلومتر مربع، إلى عبء يثقله وصداع يؤرقه، بعدما فرض الحوثيون حصاراً على المناطق المحررة في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، ومنعوا المزارعين من تسويق محاصيلهم في الأسواق الرئيسة الخاضعة لسيطرتهم.
ويقول أبكر إنه استنفد كل الوسائل من أجل تصدير محاصيله من البطيخ والسمسم والمواشي، وباءت جميعها بالفشل. وكان قدره أن تتعفن محاصيله من البطيخ في مزارعه بعد اكتفاء السوق المحلية المحدودة وانسداد كل السبل أمامه لتسويقها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشكو المزارعون في شمال غربي اليمن من تلف محاصيلهم الزراعية، نتيجة القيود المفروضة عليهم من قبل الحوثيين منذ أكثر من عامين، حيث لا يتمكنون من الوصول إلى الأسواق الواقعة في محافظة الحديدة والعاصمة صنعاء.
ويتقاسم المزارع الطيب محمد، أحد المزارعين في شمال غربي اليمن، المعاناة نفسها، ما يكبد المزارعين خسائر فادحة.
ودعا الطيب السلطات الشرعية، التي تسيطر على مناطقهم، إلى ابتداع حلول عاجلة وتأمين منافذ بديلة لتسويق المحاصيل، ومساعدتهم على نزع الألغام المزروعة في مناطق زراعية واسعة، التي خلفها الحوثيون وراءهم قبيل انسحابهم منها.
وعلى الرغم من النداءات المتكررة لمزارعي محافظة حجة، إلا أن صداها لم يصل إلى آذان الجهات المسؤولة التي لم تحرك ساكناً ولم تقدم حلولاً تذكر، ما يعني استمرار ومضاعفة أوجاع المزارعين هناك.
وسعت "اندبندنت عربية" للحصول على تعليق من قيادات حوثية في حجة اليمنية في ما يخص اتهامات المزارعين والسكان، لكنهم رفضوا التعليق.