بعد "رالي داكار" العالمي الذي استقبلته للمرة الأولى في الشرق الأوسط، أعلنت السعودية اليوم استضافتها إحدى جولات سباقات "فورمولا1" في مدينة جدة غرب البلاد.
وجاء الإعلان الرسمي، خلال مؤتمر صحافي عقده وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي، الذي وصف السباق بأنه "من أكبر وأهم السباقات العالمية المشوقة".
وقال الوزير خلال المؤتمر الذي أقيم على ضفاف البحر الأحمر، "يسرني في هذه اللحظة الإعلان رسمياً، وذلك بدعم ومتابعة ولي العهد، عن استضافة "فورمولا1" في المملكة، وعلى ساحلها الغربي هنا في مدينة جدة غرب السعودية. نسعد بكل العالم فأهلا بـ "فورمولا1"، وأهلاً بالأبطال".
من جهته، قال رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان الفيصل، "باسم كل محبي رياضة السيارات وعشاقها نرحب بـ "فورمولا1" في جدة، شكراً لقيادتنا ولوطننا على هذا الدعم الذي منحنا فرصة استضافة هذا الحدث العالمي، وننتظركم في 21 نوفمبر (تشرين الأول) 2021.
وتحظى رياضة "فورمولا 1" بجماهيرية كبيرة، وهي الأكثر متابعة بين رياضات السيارات، كما أن المسابقة التي ستستضيفها البلاد تُعد ضمن أكبر المسابقات، وأكثرها أهمية.
"فورمولا 1"
يتألف الموسم الواحد من سباق "فورمولا 1" من سلسلة من السباقات على حلبات خاصة تجمع نتائج كل سباق في الموسم، وتحدد جائزتان إحداهما للسائقين، والأخرى لمصنعي السيارات. ويشرف على تنظيم البطولة الاتحاد الدولي للسيارات بالتنسيق مع مؤسسة "فورمولا 1".
ويشترط حصول المتسابق على رخصة خاصة تُمنح من الاتحاد، وتقام المسابقة في 19 دولة مختلفة في الشرق الأوسط، منها البحرين، وأبو ظبي، وتنظمها السعودية عام 2021. من المقرر أن يبدأ سباق "فورمولا 1" عام 2021 في أستراليا في 21 مارس (آذار) المقبل.
منطقة القدية
تعمل السعودية اليوم على تصميم "حلبة القدية" إذ يصممها سائق سباقات "فورمولا 1" السابق النمساوي، ألكسندر فورز، وذلك استعداداً لاستضافة "فورمولا 1". وتقع منطقة القدية بالقرب من مدينة العاصمة الرياض، وتُعد الحلبة جزءاً من مجمع ترفيهي ورياضي جديد.
وفي هذا السياق صرح مايك راينينغر، الرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار في تصريح سابق له، بأن "الهدف هو جذب جميع فئات رياضة السيارات ذات المستوى العالي والعالمي".
وأضاف "نحن نبني مشاريع جديدة حتى نتمكن من استضافة أحداث عالمية، مثل MotoGP، وإحداث البطولات الإقليمية والوطنية، وصولاً إلى استضافة سباقات "فورمولا 1".
وتابع "نحن نبني المنشآت حتى نتمكن في نهاية المطاف من استضافة أكبر وأفضل الفعاليات الرياضية، ومن بينها سباقات السيارات في جميع الفئات". ولدى سؤاله عن الإطار الزمني الذي يمكن أن تستضيف فيه القدية سباق "فورمولا 1" قال "إن مشروعنا يسير بخُطى ثابتة لاستضافة سباق فورمولا 1، وسيكون كل شيء جاهزاً في بداية عام 2023".
بطولات سابقة
واستضافت السعودية خلال الأعوام السابقة عديداً من الفعاليات الرياضية الكبرى في 2020، منها البطولة الدولية لمحترفي الغولف، وهي واحدة من محطات الجولات الأوروبية للغولف أقيمت بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، كما انعقدت في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بطولة التنس العالمية في الدرعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستضافت البلاد كأس السوبر الإيطالي الذي جمع بين فريقي يوفنتوس وميلان، وفي أواخر عام 2019 أقيم ضمن "موسم الدرعية" نزال مثير وُصف بأنه يأتي "ضمن الأحداث البارزة في رياضة الملاكمة"، وهو الذي جمع الملاكم المكسيكي أندي روبز جونيور ومنافسه البريطاني أنتوني جوشوا في بطولة الوزن الثقيل.
وفي أقصى البلاد، شرقاً، استضافت المنطقة الشرقية، بطولة العالم للأندية لكرة اليد "السوبر غلوبال"، وأقيمت ثلاث سباقات لـ"فورمولا إي"، والتي ستستمر السعودية باستضافتها لمدة تسع سنوات مقبلة.
وبشراكة تمتد لعشر سنوات استطاعت السعودية من تنظيم النسخة الـ42 من رالي داكار لأول مرة على مستوى قارة آسيا، بعد أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
البلاد باتت حاضنة للرياضات العالمية
وفي تصريحات سابقة لوزير الرياضة في البلاد عبد العزيز بن تركي قال إن بلاده نجحت من خلال استضافتها الأحداث الرياضية البارزة في جذب آلاف المواطنين والمقيمين والسياح، وقال إن "الوقت قد حان لتستضيف السعودية الفعاليات الرياضية إلى جانب المنافسة عليها؛ إذ إنه من المستغرب أن تفوز في بطولة، وألا تسعى لاستضافتها، خصوصاً أن المملكة لديها القدرات والإمكانات اللازمة لضمان نجاح أي محفل وفعالية، مؤكداً أن استضافة البطولات الآسيوية ستعزز مكانة السعودية على الصعيد القاري".
وأشار في حديثه إلى أن المجتمع السعودي والرياضي لديه شغف كبير بالرياضات المختلفة، مثل التنس، والغولف، والملاكمة، وهو أمر كما يقول "سيدفع المسؤولين إلى استضافة مزيد من الفعاليات لتوسيع القاعدة الجماهيرية لهذه الرياضات، وهو ما سيؤدي إلى تحفيز المشاركة فيها بصورة احترافية".
انتقاد يطول السعودية
وخلال السنوات الماضية أثارت بعض المنظمات الحقوقية انتقادات ضد السعودية كلما أقدم البلد على تنظيم فعالية عالمية، وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت بياناً في وقت سابق قالت فيه، إن "تنظيم سباق (فورمولا 1) في السعودية سيصُبُّ في صالح الجهود المبذولة لتبييض سجلها في مجال حقوق الإنسان".
وقال رئيس الحملات فيليكس جاكنز "السلطات السعودية على ما يبدو لا تزال ترى الرياضة على مستوى النخبة كوسيلة لإعادة تسمية سُمعتها"، وهو الانتقاد الذي دفع وزير الرياضة في وقت سابق للقول إنه أمر طبيعي "فإن سعيت للتطوير ستتعرض للانتقاد، وإذا انغلقت على نفسك ستتعرض للانتقاد".
وقال "الجهات الإعلامية والدولية التي كانت تنتقد السعودية بأنها منغلقة على ذاتها الآن تنتقد، وتقول إنها آلية لتطوير سُمعة المملكة". وأضاف "نحن لدينا رؤية واستراتيجية للاستضافات الدولية، ونحن ساعون في ذلك".
يذكر أن جائحة فيروس كورونا قد أسهمت بإلغاء سباقات عديدة في بطولة العالم لسباقات "فورمولا 1" من موسم 2020، كما تأجلت سباقات أخرى للعام المقبل.