تراجعت أسعار النفط لتسجل أدنى مستوى لها خلال 5 أشهر عند تسوية جلسة أمس الجمعة، وهو أسوأ أداء أسبوعي منذ أبريل (نيسان) الماضي، بفعل المخاوف من الموجة الثانية لكورونا وتداعياتها الكارثية على الطلب العالمي والإمدادات.
كما تأثرت أسعار النفط سلباً بقيود الإغلاق الجديدة في فرنسا وألمانيا مع تزايد الإصابات بالفيروس بوتيرة قياسية، وهو ما يؤثر في استهلاك الخام عالمياً، ويقلص من حجم الطلب المتأثر بالفعل.
ومع مخاوف الطلب، سجلت أسعار النفط خسائر أسبوعية بلغت نحو 10.1 في المئة، بينما وصلت الخسائر الشهرية إلى نحو 11 في المئة. وعند تسوية تعاملات الجمعة، تراجع سعر العقود الآجلة لخام نايمكس الأميركي تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل بنحو 1.3 في المئة إلى 35.69 دولار للبرميل. كما هبط سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي التسليم نفسه 1.4 في المئة إلى مستوى 37.14 دولار للبرميل.
101 في المئة نسبة امتثال أعضاء أوبك
وبحسب مسح حديث، ارتفع إنتاج نفط أوبك خلال أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بفعل إعادة تشغيل مزيد من المنشآت الليبية وزيادة الصادرات العراقية.
ووفق وكالة رويترز، فقد ضخت منظمة البلدان المصدرة البترول المؤلفة من 13 عضواً 24.59 مليون برميل يومياً في المتوسط على مدار أكتوبر الحالي، بزيادة بلغت 210 آلاف برميل يومياً عن سبتمبر (أيلول) وفي تعزيز جديد من أدنى مستوى في ثلاثة عقود المسجل في يونيو (حزيران) الماضي.
وبلغت نسبة التزام دول أوبك + المقيدة باتفاق خفض الإنتاج نحو 101 في المئة من التقليص المتعهد به في أكتوبر الحالي، أي دون تغيير عن نسب الامتثال خلال سبتمبر الماضي.
وكانت أوبك بلس قد أجرت خفضاً غير مسبوق بلغ 9.7 مليون برميل يومياً، بما يعادل 10 في المئة من الإنتاج العالمي بدءاً من مايو (أيار) الماضي، بينما تعتزم تقليص تخفيضات الإنتاج في يناير (كانون الثاني) المقبل من 7.7 مليون برميل يومياً حالياً إلى 5.7 مليون برميل يومياً.
إلى أين وصل الإنتاج الأميركي والروسي والليبي؟
على صعيد الإنتاج، فقد قدمت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء الماضي، أدلة جديدة على تخمة متنامية، فقد زادت مخزونات الخام الأميركية 4.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 أكتوبر، وهي زيادة فاقت المتوقع.
ووفق بيانات حديثة لشركة "بيكر هيوز"، فقد ارتفع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة للأسبوع السادس على التوالي، بينما تراجعت منصات الغاز الطبيعي. وأشارت إلى ارتفاع منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بنحو 10 منصات خلال الأسبوع المنتهي، أمس، لتصل إلى 221 منصة. في حين تراجع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بنحو منصة واحدة، ليصل إلى 72 منصة خلال الأسبوع الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بينما ذكرت وكالتا "إنترفاكس" و"تاس" للأنباء، نقلاً عن بيانات رسمية أن روسيا أبقت بوجه عام إنتاجها من النفط ومكثفات الغاز من دون تغيير في أكتوبر الحالي، مقارنة مع سبتمبر الماضي. وتشير البيانات إلى أن إنتاج روسيا اليومي من النفط ومكثفات الغاز في الفترة من أول أكتوبر الحالي إلى 29 من الشهر نفسه بلغ في المتوسط 1.359 مليون طن (9.96 مليون برميل يومياً). وفي سبتمبر الماضي ارتفع الإنتاج إلى 9.93 مليون برميل يومياً.
في الوقت نفسه، يتزايد الإنتاج من ليبيا بشكل متسارع، وهو ما يمثل صداعاً مزمناً بالنسبة إلى تحالف أوبك بلس، خصوصاً في ظل الإغلاقات المتوقعة من جراء الموجة الثانية لكورونا. وتشير البيانات المتاحة إلى أن إنتاج الخام بشركة سرت التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط بلغ أعلى مستوى في 7 سنوات عند 80 ألف برميل يومياً.
وكان مصدر ليبي بقطاع النفط قد قال في تصريحات، الخميس الماضي، إن إجمالي إنتاج البلد العضو في أوبك يقارب 700 ألف برميل يومياً. ويتعافى الإنتاج من نحو 100 ألف برميل يومياً في سبتمبر (أيلول) الماضي، أي قبل شهرين تقريباً.
وفي مذكرة بحثية حديثة، توقعت شركة "بترو لوجيستيكس"، التي تقيم الإمدادات عبر تتبع شحنات الناقلات، انخفاض إمدادات منظمة أوبك قرابة 500 ألف برميل يومياً خلال أكتوبر الحالي.