يتوجه ملايين الأميركيين اليوم الثلاثاء إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وصناعة الفارق في انتخابات تاريخية يترقبها العالم، وتنتظرها دول انقسمت حول نهج دونالد ترمب الذي طالما صعب التنبؤ به، وسياسات جو بايدن المتماهية مع التوجهات التقليدية للمؤسسة السياسية في واشنطن.
وبينما يترقب العالم مساء الثلاثاء نتائج انتخابات تاريخية قلب فيروس كورونا موازينها، يكافح الديمقراطيون لإعادة السيطرة على البيت الأبيض مجدداً، ويعلق مسؤولو الحزب وأنصاره آمالهم على فوز بايدن، لإنقاذ القيم الديمقراطية التي يتهمون ترمب بتقويضها، إضافة إلى تحسين استجابة البلاد للوباء العالمي الذي يوجه لها ضرباته القاسية منذ مارس (آذار) الماضي.
وفي الضفة الأخرى، يعول أنصار الرئيس الـ 45 على إعادة انتخابه لمواصلة النمو الاقتصادي، وتكريس سياساته المناوئة للهجرة، والتي من شأنها تقليل معدلات البطالة وحماية وظائف الأميركيين، كما يحظى ترمب بإشادة من بعض الشرائح نظير حزمه في تطبيق القانون والنظام لإيقاف الفوضى المدنية التي عمّت البلاد خلال الصيف الماضي، حين اندلعت مظاهرات عنيفة، لم تخلُ من العنف والتخريب.
ولايات الجنوب الشرقي
على الرغم من إدلاء ما يقرب من 100 مليون شخص بأصواتهم مبكراً عن طريق البريد أو شخصياً، أي ما يقرب من ثلثي العدد الإجمالي في انتخابات 2016، يكافح الحزبان الجمهوري والديمقراطي لتأمين الأصوات الكافية للفوز بالولايات المتأرجحة، عبر حث المواطنين على الخروج إلى مراكز الاقتراع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى بعد ساعات قليلة من نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجه الأنظار إلى الولايات المتأرجحة التي ستحدد سيد البيت الأبيض الجديد أو المتجدد، ومنها فلوريدا وجورجيا وكارولاينا الشمالية التي ستغلق فيها صناديق الاقتراع مبكراً بعد السابعة مساء. وإذا فاز جو بايدن بأي من الولايات الثلاث، سيصبح المرشح الأوفر حظاً بالظفر بالرئاسة، وإذا لم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة له في ولايات الجنوب الشرقي، فإن الحسم سيكون في أريزونا وبنسلفانيا التي ستغلق صناديق الاقتراع فيها الساعة الثامنة مساء.
ويتوقع مراقبون أن تستغرق بنسلفانيا أياماً لفرز بطاقات الاقتراع بالبريد، مما يعني أنه قد لا تكون هناك نتيجة حتى وقت لاحق من هذا الأسبوع. ومن دون ولاية بنسلفانيا، سيحتاج المرشح الديمقراطي إلى الفوز بكل من ميشيغان وويسكونسن، وأريزونا حيث يتقدم بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي، وإحدى دائرتي الكونغرس اللتين تمنحان الأصوات الانتخابية بشكل منفصل في مين ونبراسكا.
ترمب واثق على الرغم من تقدم بايدن
على مدار الأسابيع الماضية، قللت استطلاعات الرأي من حظوظ الرئيس ترمب، غير أنه سارع عشية يوم الانتخابات، بإقامة تجمعات انتخابية كبيرة متنقلاً ما بين ولاية وأخرى لحشد أنصاره، ليتمكن المرشح الجمهوري من تحقيق مكاسب منها، مثل تقدمه الأخير في ولاية آيوا بنسبة 48 في المئة.
وأعرب ترمب اليوم الثلاثاء عن ثقته بالظفر بأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض، وأضاف وهو يعدد الولايات الحاسمة بالنسبة للانتخابات، "نعتقد أننا نحقق فوزاً كبيراً جداً في تكساس وفلوريدا وأريزونا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا في كل مكان".
ويرفض الرئيس الجمهوري الطامح إلى الظفر بأربعة سنوات مقبلة في المكتب البيضاوي، معظم استطلاعات الرأي التي تجريها الشركات والمؤسسات الإخبارية، مذكراً بما حدث عام 2016 حينما أظهرت هذه الاستطلاعات هيلاري كلينتون في المقدمة. واليوم، وعلى الرغم من تأخره في بعض الولايات المتأرجحة، يؤكد ترمب قدرته على الفوز، ولم يظهر متردداً ولو للحظة في تجمع انتخابي بولاية ميشيغان، حيث قال "إنهم ليسوا متقدمين، نحن نرى الأرقام الحقيقية".
أصوات بنسلفانيا قد تتأخر
من المتوقع أن تؤدي الملايين من بطاقات الاقتراع بالبريد إلى تأخير فرز الأصوات، لا سيما في ساحات القتال في ويسكونسن وبنسلفانيا، غير أن ترمب أكد ضرورة أن ينتهي العد بحلول ليلة الانتخابات، في حين ذكّرت حملة بايدن ومنصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" الناخبين بأن نتائج الانتخابات قد لا تكون معروفة الثلاثاء، نظراً إلى وجود عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد، والتي قد يستغرق عدها وقتاً أطول من المعتاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة من السباق، ركزت حملة المرشح الجمهوري على الولايات المتأرجحة التي أظهرت استطلاعات الرأي وجود تقارب بين المرشحين فيها، واجتذبت التجمعات التي أقيمت في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن ونورث كارولينا وفلوريدا وولايات أخرى، الآلاف من أنصار ترمب.
كما اتفقت الحملتان على أهمية بنسلفانيا، الولاية الواقعة في حزام الصدأ، التي أولاها بايدن اهتماماً كبيراً، بخاصة وأن ترمب يعتبر أول رئيس جمهوري يفوز بالولاية منذ عام 1988 عندما تغلب على هيلاري كلينتون من خلال جذب حصة كبيرة من الطبقة العاملة من البيض قبل أربع سنوات.
وإذا انتهى الحال بالمرشحين إلى التعويل على بنسلفانيا، فربما يتأجل حسم الفائز، إذ كشف مسؤولون في ميشيغان وبنسلفانيا أن عد الأصوات قد يستغرق أياماً عدة، في حين تعتزم نيويورك وألاسكا عدم الإبلاغ عن أصوات البريد ليلة الانتخابات، وقد تحذو رود آيلاند حذوهما. وعلى أي حال، فإن النتائج التي قد تعلن لن تكون رسمية حتى يتم تصديقها خلال الأسابيع التالية للانتخابات.