أشارت دراسة حديثة إلى أن أعراض الإصابة بفيروس كورونا تزيد "طنين الأذن"، أو "التنيتوس" tinnitus، سوءاً لدى 40 في المئة من الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة في جهاز السمع.
تضمنت الدراسة مسحاً أُجري عبر الإنترنت استطلع آراء ثلاثة آلاف و103 أشخاص مصابين بطنين في الأذنين من 48 دولة مختلفة، معظمهم في المملكة المتحدة وأميركا.
وجد الباحثون من "جامعة أنجليا روسكين" Anglia Ruskin University البريطانية، الذين نشروا دراستهم في مجلة "فرونتيرز أوف بابليك هيلث" Frontiers of Public Health، أن الأعراض التي تظهر في الجسم نتيجة الإصابة بـكوفيد-19 فاقمت "طنين الأذن" لدى 40 في المئة ممن شملهم الاستطلاع.
من ناحية أخرى، لم يذكر 54 في المئة من المجيبين أن أي تغير قد طرأ على هذه الإصابة السمعية لديهم، في حين وجد أربعة في المئة أن حالتهم تحسنت فعلاً.
وعلى الرغم من أن الدراسة صبَّت معظم تركيزها على أشخاص يعانون أصلاً طنيناً في الأذنين، قال بعض المشاركين إن إصابتهم نشأت بعد ظهور أعراض فيروس كورونا لديهم.
وأشار التقرير، الذي تدعمه "جمعية طنين الأذن البريطانية"British Tinnitus Association، و"الجمعية الأميركية لطنين الأذن"American Tinnitus Association، إلى أن "أزيز الأذن" يمكن أن يكون عارضاً طويل الأمد لفيروس كوفيد-19، في بعض الحالات.
ومعلوم أن هذه الحالة التي تصيب جهاز السمع تسبب سماع ضوضاء، من قبيل الرنين، أو الأزيز، أو الهسهسة، في الأذنين. وتعتبر مشكلةً شائعةً، كونها تصيب نحو 15 إلى 20 في المئة من الناس.
ووجد الباحثون أيضاً أن عوامل الضغط النفسي التي ظهرت خلال الجائحة، من بينها المخاوف من التقاط عدوى كورونا، والهواجس المالية، والشعور بالوحدة، فضلاً عن مواجهة مشكلات في النوم، قد زادت طنين الأذن حدة لدى 32 في المئة من المجيبين عن الاستطلاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تعليق على نتائج المسح، قالت الباحثة الرئيسة في الدراسة، إلدري بيوكس، وهي زميلة بحوث في "علوم البصر والسمع" في "جامعة أنجليا روسكين"، إن "هذه الدراسة تسلط الضوء على التعقيدات التي تنطوي عليها الإصابة بـ"طنين الأذن"، وكيف أن عوامل صحية داخلية، مثل القلق المتزايد والشعور بالوحدة، وعوامل خارجية، مثل التغيرات في الروتين اليومي، يمكن على حد سواء أن تترك تأثيراً كبيراً في هذه الحالة".
أضافت "يبدو أن بعض التغيرات التي أسفر عنها (كوفيد-19) خلفت تأثيراً سلبياً في حياة الأشخاص الذين يعانون طنيناً في الأذنين، وقد أفاد مشاركون في هذه الدراسة أن أعراض (كوفيد-19) تزيد طنين الأذن سوءاً، أو تؤدي، في بعض الحالات، إلى ظهورها والإصابة بفقدان السمع".
ووجدت الدراسة أن تدابير التباعد الاجتماعي المعمول بها خلال الجائحة، والتي تمخضت عنها تحولات كبيرة في العمل ونمط العيش، فاقمت كذلك "الطنين" لدى 46 في المئة من المستطلعين، في المملكة المتحدة. أما المشاركون في المسح من الولايات المتحدة الأميركية، فوجد 29 في المئة منهم أن حالتهم تزداد سوءاً.
وتناول نتائج المسح أيضاً ديفيد ستوكديل، الرئيس التنفيذي لـ"جمعية طنين الأذن البريطانية"، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، فقال إنه "مع اندلاع الموجة الثانية من (كوفيد-19) واحتمال أن يفاقم الإغلاق الوطني الناجم منها مشاعر الضغط النفسي والعزلة، من الضروري جداً ألا نرى الأخطاء نفسها تتكرر كما في السابق، فيما يتعلق بتوفير الخدمات الصحية العامة للمصابين بطنين الأذن".
وأضاف "العلاج الطبي السيئ لـ(طنين الأذن) في المراحل المبكرة منه، يؤدي غالباً إلى حالات أكثر سوءاً بأشواط، ومن شأن الطنين الشديد أن يترك ضرراً كبيراً في الصحة العقلية والنفسية".
ووفق ديفيد ستوكديل "نظراً إلى أن الموجة الثانية من (كوفيد-19) تخرج عن السيطرة، حري بنظام الرعاية الصحية أن يحرص على أن يحصل أي شخص يصاب بطنين الأذن أو يعاني تدهوراً في حالته، على الدعم الصحي الذي يحتاج إليه من الاختصاصيين، وذلك في أسرع وقت ممكن".
© The Independent