بعد أربعة أيام فحسب من خسارة جوني ديب دعوى التشهير التي رفعها ضد صحيفة "ذا صن" الإنجليزية، واتخاذ المحكمة العليا بالعاصمة البريطانية لندن قراراً، باعتباره "معتدياً على زوجته" السابقة الممثلة آمبر هيرد، بضربها أكثر من عشر مرات، تعرض النجم الهوليوودي اللامع لخسارة جديدة، إذ استبعدته شركة Warner Bros من سلسلة أفلام "وحوش رائعة".
وفي منشور على "إنستغرام" تضمن بياناً رسمياً موقعاً بخط يد جوني، أعلن الأخير خبر استبعاده من السلسلة، التي صور بالفعل غالبية مشاهده بها في الجزء الثالث منها، وهو ما مثل "خيبة أمل" جديدة لعشاقه.
جوني ديب يرضخ
على الرغم من أن لهجة البيان تشير ظاهرياً إلى أن جوني راضٍ عن الوضع، وأنه وافق على الانسحاب طوعاً، فإن حقيقة الأمر هو رضوخ الفنان العالمي لما جاء في مقال صحيفة "ذا صن"، الذي أقام نجم هوليوود دعوى قضائية بشأنه.
واستنكر المقال إسناد الدور إلى جوني، نظراً إلى أنه يسيء معاملة النساء، وكانت طليقته آمبر هيرد هي الشاهدة الرئيسة، التي أدلت بتفاصيل عن ضربه إياها، خصوصاً بعد إفراطه في تناول الكحول والمواد المخدرة. وبعد جلسات المحاكمة، التي انطلقت يوليو (تموز) الماضي بلندن على مدار ثلاثة أسابيع، انتهى الحكم النهائي لصالح "ذا صن" وهيرد.
واعتُبر أن جوني "أخفق في إثبات براءته من تهمة الاعتداء البدني على زوجته السابقة"، ووصف محاميه الحكم بأنه "محير"، موضحاً أنه جرى تجاهل الأدلة التي عرضها ديب، وتفيد ببراءته، بل وتثبت أن آمبر هيرد (34 عاماً)، هي التي اعتدت عليه مراراً، وأصابته.
بيان متناقض
بحسب ما جاء في البيان الرسمي، الذي أراد ديب أن ينشره بنفسه حفاظاً على ماء وجهه، وكي يرسل إلى جمهوره رسالة مفادها أن الأمر لا يضايقه، وأنه يتفهم ما حدث، فإن شركة الإنتاج "وارنر براذرز" هي التي طلبت استبعاد ديب من العمل، بعد أن كانت تتحدى، وتتمسك بإسناد الدور إليه قبيل إصدار الحكم.
وهو التصرف الذي توقعه كثير من المتابعين، بعد إدانته قضائياً بضرب طليقته، ومن المتوقع أيضاً أن لا يحصل جوني على حكم إيجابي بشكل كبير في دعواه ضد آمبر هيرد بالتعويض بخمسين مليون دولار، التي أقامها ضدها بالولايات المتحدة.
وبدا البيان، الذي نشره النجم الأميركي، متناقضاً. ففي الوقت الذي أكد فيه أن حكم المحكمة الأخير "لن يعوقه عن التقدم في مشواره التمثيلي"، أعلن للجمهور "استبعاده من الفيلم" الذي يجسد فيه دور الساحر الشرير جيلرت جريندلوالد، وهي الشخصية التي تميز بها على مدار الموسمين السابقين، مشيراً إلى أنه يحترم قرار الشركة.
وتبحث "وارنر براذرز" حالياً عن ممثل بديل، ليؤدي الدور الرئيس بدلاً من ديب، الذي كان بالفعل أنهى معظم مشاهده بالعمل المقرر عرضه في صيف 2022.
استئناف ضد الحكم
وفي الوقت الذي التقطت فيه صور لآمبر هيرد، وهي تحتفل بانتصارها قضائياً في سهرات خاصة مع العائلة والأصدقاء، أعلن جوني ديب، خلال البيان، أنه يستعد للاستئناف ضد الحكم، مشيراً إلى أنه سيكافح حتى يثبت براءته، ومؤكداً أن كل المزاعم التي وجّهت إليه كاذبة، ووجه الشكر إلى محبيه الذين حرصوا على إرسال رسائل دعم متوالية، مشيراً إلى أنها كانت مشجعة له.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ما حدث مع جوني ديب ذكر الجمهور على الفور بوقائع كثيرة مشابهة، أبرزها ما تعرض له الممثل الأميركي كيفن سبيسي (61 عاماً)، بعد أن استبعد من الجزء السادس من المسلسل الشهير "هاوس أوف كاردز" على إثر اتهامات وجهت إليه بمحاولة الاعتداء الجنسي على عدة أشخاص، بينهم الممثل أنطوني راب. وهي واقعة تعود إلى عام 1986، ولم يكشف عنها راب إلا قبل سنوات قليلة.
وعلى الرغم من اعتذار سبيسي، في بيان رسمي، ممن أساء إليهم، فإن الأمر لم يفلح أيضاً؛ إذ استبعدته شركة "نتفليكس" من المسلسل الناجح، الذي قلت نسبة مشاهدته كثيراً، بعد اختفاء شخصية بطله الرئيس، كما استغنى عنه في فيلم All The Money In The World، بعد أن صور غالبية مشاهده في العمل، وطُرِح إعلان ترويجي للعمل يظهر فيه سبيسي، واستُعين بممثل بديل.
واللافت أن سبيسي حاول في بداية الأمر نفي المزاعم بفيديوهات ساخرة، لكنه في النهاية رضخ واعترف ببعض أخطائه، واعتذر للضحايا، حينما تكررت الاتهامات ضده، وعلى الرغم من إسقاط إحدى الدعاوى قبل عام، فإن الأمر لم يشفع له أيضاً.