"لقد اخترتم الأمل والوحدة والاحترام والعلم والحقيقة"، هكذا خاطبت كامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب، أمس السبت، المئات من الأنصار المتجمعين قبالة المنصة في مدينة ويلمنغتون، والملايين من الأميركيين خلف الشاشات، قبل أن تقدم الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي أقبل نحو خشبة المسرح مهرولاً، ليحظى باللحظة التي انتظرها لأكثر من أربعة عقود، شهدت محاولتين غير ناجحتين للوصول إلى البيت الأبيض.
بدأ بايدن خطابه للأمة الأميركية من محور الجدل الذي دارت حوله انتخابات 2020، وهو نزاهة صناديق الاقتراع، وهنا راح يدافع عن شرعية انتخابه، قائلاً إن الأصوات التي حصل عليها هي أكبر عدد يحصده مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تأييد 75 مليون شخص منحه نصراً جلياً ومقنعاً.
ولم يخلُ خطاب الرئيس المنتخب من لمحات ذكية، منها قوله إن أميركا تحني مجدداً قوس الكون الأخلاقي أكثر نحو العدالة، مجدداً بذلك مقولة مارتن لوثر كينغ، رائد حركة الحقوق المدنية الداعية إلى المساواة، "إن قوس الكون الأخلاقي طويل، لكنه ينحني إلى العدالة".
وفي سياق تلقي الولايات المتحدة الضربة تلو الأخرى من فيروس كورونا، استشهد بايدن بالكتاب المقدس، وقال إنه "يخبرنا أن لكل شيء موسماً، وقت للبناء، ووقت للحصاد، ووقت للزرع ووقت للشفاء". ثم أضاف، "هذا هو وقت الشفاء في أميركا".
وعبر سيناتور ديلاوير الذي يستعد ليكون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، عن تفاجئه بالاحتفال في الشوارع في جميع أنحاء البلاد، واصفاً ذلك بأنه "فيض من الفرح والأمل وتجدد الإيمان بالغد ليأتي بيوم آخر". كما أشاد بالعاملين في مراكز الاقتراع منذ الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) لإحصاء ملايين الأصوات، قائلاً "إلى كل من تطوعوا وعملوا وسط هذا الوباء، وإلى مسؤولي الانتخابات في الولايات، تستحقون شكراً خاصاً من الأمة بأسرها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يذكر بايدن في خطابه، اسم الرئيس ترمب، لكنه تعهد إنهاء الانقسام، والتأكيد على العمل كرئيس لكل الأميركيين. وشدد، "أتعهد بأن أكون رئيساً لا يسعى إلى التقسيم بل التوحيد، رئيساً لا يرى الولايات الحمراء والولايات الزرقاء، بل يرى الولايات المتحدة فحسب".
وفي ختام خطاب النصر، استذكر الرئيس المنتخب، الذي سيكون ثاني رئيس أميركي كاثوليكي بعد جون إف كينيدي، الترنيمة الكاثوليكية "على أجنحة النسر"، التي أشار إلى أنها "تجسد الإيمان الذي يسانده ويحفظ أميركا". بدأ التلاوة، "ويرفعك على جناحي النسر، يحملك على أنفاس الفجر، يجعلك تشرق كالشمس ويمسك بك في راحة يده".
وخارج مركز تشيس في ديلاوير، حيث انتخب بايدن، لأول مرة في مجلس الشيوخ الأميركي، تجمع أنصار الديمقراطيين في الولاية بنشوة قبل ساعات للاحتفال، وعقب الخطاب، انطلقت الألعاب النارية، ولونت الطائرات المضيئة سماء مدينة ويلمنغتون، بالرقم 46 الذي يمثل الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
ترمب يرفض نتيجة الانتخابات
بعد مرور أكثر من أربعة أيام على بدء عملية التصويت لاختيار الرئيس الأميركي، حسمت ولاية بنسلفانيا جدل انتخابات 2020، وقادت بايدن إلى الرئاسة، ليحمل لقب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية. وسارعت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الأميركية بإعلان النتيجة قبل دقائق من إعلان جو بايدن فوزه.
وفي سياق متصل، أعرب المرشح الجمهوري دونالد ترمب عن رفضه نتيجة الانتخابات، وأكد في بيان أن المعركة القانونية للحملة ستبدأ غداً الاثنين، مشدداً على أنه لن يهدأ حتى يحصل الشعب الأميركي على عدد الأصوات الصحيح الذي يستحقه وتستلزمه الديمقراطية. لكن إصرار الرئيس الخامس والأربعين، لم يمنع من حدوث بعض التراخي في محيطه، إذ كشف مصدر لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أن صهر ترمب، وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، قد فاتحه بشأن التنازل عن الانتخابات.
وقال ترمب في سلسلة تغريدات سابقة نشرها عبر تويتر، إن "البطاقات غير القانونية أسهمت في تغيير النتائج في بنسلفانيا والولايات ذات التقارب الشديد مع منافسه بايدن". وأضاف "خلال الساعات التي لم يُسمح فيها بالشفافية القانونية كانت الجرارات تغلق الأبواب والنوافذ مغطاة بورق مقوى سميك. حدثت أشياء سيئة في الداخل ولم يتمكن المراقبون من رؤية ما يحدث داخل غرف العد".