Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في الذكرى السبعين لإنشاء حلف الناتو... هل كان يوم عمل عادياً؟

مصادر في المنظمة: روسيا الخطر الأكبر... استراتيجية مواجهتها تقوم على الردع إلى جانب الحوار

جانب من اجتماعات أعضاء حلف الناتو للاحتفال بذكرى التأسيس الـ70 (الموقع الرسمي للحلف)

في الوقت الذي يحتفل فيه حلف شمال الأطلنطي بمرور 70 عاماً على إنشائه، لم تكن الأجواء احتفاليَّة في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إنما بدا يوم عمل عادياً لمنظمة واجهت شكوكاً في جدواها من جانب رئيس أكبر أعضائها الولايات المتحدة.

 خلال الأعوام الماضية تعرَّض حلف الناتو لهزَّات هي الأكبر في تاريخه، بعدما صرَّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد انتخابه، بأن الناتو منظمة تخطاها الزمن، وانتقد عدم التزام الدول الأعضاء حصتها في موازنة الحلف، ومع شعور الزعماء الأوروبيين بتغيّر السياسة الأميركية دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنشاء جيش أوروبي موحد، وأخيراً الخلاف الكبير بين الناتو وتركيا بسبب شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس – 300".

 تنطلق في واشنطن، اليوم الخميس، اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ29 في الناتو، تزامناً مع الذكرى السبعين للمنظمة، وتركز الاجتماعات على 3 قضايا رئيسة، هي: مواجهة الخطر الروسي، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تقاسم الأعباء بعد انتقادات ترمب الدول الأعضاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أكدت مصادر في مقر الحلف ببروكسل لـ"اندبندنت عربية" أن الملف الروسي يُتعامل معه وفق استراتيجية مزدوجة، هي الردع واستمرار الحوار، وهما مساران متلازمان لا غنى عنهما، في مواجهة السلوك الروسي العدواني، حسب المصادر، التي ألقت باللوم على روسيا في توتر علاقات الجانبين، بعدما خفَّضت موسكو تمثيلها الدبلوماسي في الحلف إلى 20 دبلوماسياً، كما لم تعين سفيراً لدى الحلف منذ أقل من عامين.

ومثلما كان هدف تأسيس الناتو عام 1949 مواجهة النفوذ العسكري السوفييتي، يشدد مسؤولو الناتو في كل مداخلاتهم على الخطر الروسي الداهم حالياً، وهو ما قد يكون محاولة لإعادة تأكيد أهمية وجود الحلف، إذ تحدثت المصادر عن سلسلة من الإجراءات الروسيَّة، أدَّت إلى تفاقم الخلاف مع موسكو، بدأت بالحرب على جورجيا عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم 2015، إلى جانب التشكك في التدريبات العسكريَّة، التي يقوم بها الجيش الروسي، وأخيراً النمط الجديد من "السلوك العدائي الروسي"، وهو الهجمات الإلكترونيَّة على مؤسسات بعض دول الحلف للتدخل في شؤونها، مثل الهجمات الإلكترونية للتدخل في انتخابات بعض الدول، بجانب ما تحدثت عنه مصادر في الناتو حول محاولات موسكو دعم النزعات الشعبوية بتمويل أحزاب يمينية في دول كبرى، نحو حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا، بزعامة مارين لوبان.

وحول آليات التعامل مع التهديد الروسي وفق البند الخامس للحلف، الذي ينص على المواجهة الجماعية لأي تهديد يمس أي دولة بالحلف، أكد مسؤولون بالحلف أن نشر قوات تابعة للناتو في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا يعتبر ضمن خطة الردع، التي يتمسَّك بها الحلف، وفي الوقت نفسه تتواصل الدعوة إلى موسكو للحوار، لكن ذات المسؤولين استبعدوا تغيير السياسات الروسية، ما دام الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين، كما كشف مسؤول بالحلف عن تشغيل مركز لقيادة عمليات الدفاع السيبراني ضد أي هجوم محتمل بدءاً من العام المقبل.

 وكان الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ ألقى خطاباً أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في واشنطن أمس، في حدث هو الأول في تاريخ الحلف، حيث حذَّر من التهديد، الذي تشكّله روسيا للحلف، مشيراً إلى انتهاكها معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، ووصف ستولتنبرغ أميركا بالعمود الفقري للحلف، وأضاف أن واشنطن استفادت من خلال توسيع قاعدة أصدقائها، وأقر ستولتنبرغ وجود اختلافات بين أعضاء الحلف، تتعلق بالتجارة والاتفاق النووي مع إيران والتغير المناخي، لكنه أكد أن الناتو تمكَّن في الماضي من تجاوز الاختلافات والتركيز على الدفاع المشترك.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار