شهدت فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ 36 عرض مجموعة أفلام عربية ومصرية، أثارت جدلاً وضجة بين مشاهديها من الجمهور والنقاد، أبرزها الفيلم اللبناني "مفقود"، الذي يشارك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.
ويناقش "مفقود"، الذي يُعد أول عمل روائي طويل لمخرجه بشير أبو زيد، مصير مفقودي الحرب الأهلية في لبنان، من خلال قصة شاب يدعى ساري، خُطف لسنوات طويلة.
"مفقود" يبحث عن الضائعين
يقول أبو زيد إن "فكرة الفيلم راودتني بعد انتهاء الحرب في لبنان، إذ أصبح مصير آلاف اللبنانيين مجهولاً بعدها، وعانى الآلاف فقدان ذويهم من دون أي أمل في رجوعهم"، مشيراً إلى أنه تأثر بقصة امرأة تبحث عن ابنها المفقود، قابلها أثناء تحضير العمل، قالت له إنها تنتظر خبر موته. وأضاف أن "الفيلم استغرق تحضيره حوالي خمس سنوات، وهو من وحي الخيال، ممزوج ببعض من الواقع في لبنان". ولفت إلى أن "العمل كان مكتوباً بالتسلسل الزمني للأحداث، لكن في مرحلة المونتاج وجدت أنه لا بد من حذف بعض المشاهد الخاصة بشخصيات غير محورية، فقررنا التركيز على الشخصيتين الأساسيتين".
وحول الصعوبات التي واجهت العمل، قال أبو زيد إن تمويل الفيلم كان أصعب مرحلة، خصوصاً أنها التجربة الأولى له في العمل الروائي الطويل. وأضاف "حاولت تقليص الموازنة قدر المستطاع، وساعدني الممثلون الذين لم يحصلوا على أجور ضخمة، كما عانيت أثناء التصوير في منطقة الغابات المليئة بالألغام منذ فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي يُعد جزء من التاريخ اللبناني".
"قابل للكسر" يناقش قضايا شائكة
وبثّ المهرجان الفيلم المصري "قابل للكسر" في عرضه الأول، إذ يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ويتناول عدداً من القضايا الشائكة، مثل الحببين أشخاص من أديان مختلفة والهجرة والعلاقات بين المسيحيين والمسلمين، إضافة إلى فكرة الإجهاض خلال الخلافات الزوجية.
وتدور الأحداث حول نانسي، الفتاة القبطية التي تريد الهجرة إلى كندا لتلحق عائلتها، لكنها ترتبط بأصدقائها ولها علاقات متشابكة وغامضة، وتقع في حب شاب مسلم يصغرها سناً، تربطه علاقة بفتاة من عمره. كما تقف نانسي إلى جوار صديقتها لبنى التي تحاول الإجهاض بعد انفصالها عن زوجها، وتشجعها على هذه الخطوة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة تحدّث فيها صناع العمل، إذ قال المخرج والمؤلف أحمد رشوان إن "الفكرة بدأت قبل سنوات، لكن التحضير الفعلي كان في عام 2018"، مشيراً إلى أن "الفيلم يطرح قضايا كثيرة بشكل غير مباشر ومن دون إصدار أحكام، فالأمر متروك للمشاهد ليقيّم ويحكم بنفسه وبحسب مشاعره".
وتحدثت بطلة الفيلم الفنانة حنان مطاوع، وقالت إنها تحمست للعمل "لأنه لا يشبه أي أفلام قدمتها من قبل"، لافتة إلى أن الشخصية الرئيسية تعيش "تحديات ومشاعر متضاربة ما بين الخوف والغضب والانفعال والحب، وهو شيء يصعب على الممثل نقله إلى الشاشة، لكن المخرج استطاع تقديم الفكرة ببساطة وبشكل غير مباشر".
يُذكر أن الفيلم حضره جمهور كبير، إضافة إلى صنّاع العمل، المخرج أحمد رشوان وأبطاله حنان مطاوع ورانيا شاهين وخالد خطاب ومحمد الموجي وناجي شحاتة وعمرو جمال، إلى جانب ضيوف المهرجان من الفنانين، مثل لقاء سويدان، ونورهان، وصبري فواز.
وفرضت الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا نفسها، إذ أوقف العرض في إحدى القاعات، بسبب تجاوز الحضور نسبة الـ 25 في المئة.