لم تعد مهمة القوات المشتركة الجنوبية في محافظة الضالع اليمنية الدفاع عن مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها من غزو الحوثيين فحسب، بل التقدم شمالاً للسيطرة على مناطق في إب، كمرحلة أولى تسبق الوصول إلى تحرير العاصمة اليمنية صنعاء.
وتصدرت جبهة الضالع كل ساحات القتال اليمنية، من ناحية اشتداد المعارك وعدم توقفها، وسجلت الأسابيع القليلة الماضية تقدماً ملحوظاً للقوات المشتركة، وتراجعاً نسبياً للحوثيين، الذين خسروا المئات من عناصرهم، سقطوا ما بين قتيل وجريح وأسير.
معركة طويلة ومستمرة
وقال المتحدث الرسمي باسم محور الضالع القتالي فؤاد جباري، "المعركة مع الميليشيات الحوثية عسكرية وسياسية طويلة، وتمكنت القوات المشتركة الجنوبية من وقف زحفها باتجاه الضالع التي أصبحت مؤمّنة، بل ودحرها شمالاً عشرات الكيلومترات، وتحوّلت المقاومة من موقع الدفاع إلى الهجوم، والتمركز في مواقع استراتيجية عسكرية كبيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أضاف، "حققنا تقدماً كبيراً بالوصول إلى البوابة الجنوبية لمحافظة إب وسط اليمن، وفي حدود ماوية بتعز، بعد دحر الحوثيين لأكثر من 20 كيلومتراً نحو إب، كما أن لدينا القدرة على التقدم أكثر، والخطط والاستراتيجيات جاهزة."
وتابع جباري، "إضافة إلى ذلك، أحرزنا تقدماً في الجوانب اللوجستية والتنظيمية، وكذلك الفنية والعسكرية، ومن اكتساب خبرات قتالية وإنشاء معسكرات وتدريب الآلاف من الرجال على مختلف الفنون القتالية، حتى أصبحوا في قمة الجاهزية".
مسرح العمليات
ويشرح المسؤول العسكري طبيعة مسرح العمليات في مختلف المحاور القتالية شمال وغرب الضالع، بالقول "جبهة الضالع واسعة وعريضة، لا تنحصر فيها المواجهات في إطار جغرافي محدد، إنما هناك محاور قتالية عدة نخوض فيها اشتباكات بشكل شبه يومي، ابتداء من محوري مريس شمال شرقي المحافظة، مروراً بالفاخر في الشمال، الذي يتكون من قطاع هجار (باب غلق) والفاخر حبيل العبدي وقطاع صبيرة- الجب، إلى جانب محور مديرية الحشاء في الشمال الغربي للمحافظة الذي يتكون من قطاعات بتار وحبيل يحيى والثوخب، وأيضاً محور تورصه الأزارق، الذي يقع في أقصى الجنوب الغربي مع حدود محافظة تعز بمديرية ماوية".
وأوضح "كل هذه المحاور والقطاعات نخوض فيها أشرس المواجهات مع العدو، وتقدر مساحتها بأكثر من 50 كلم بالقياس الجوي، وسط تضاريس وعرة تتكوّن من وديان وجبال شاهقة وهضاب، وهذه التضاريس لا شك تعرقل بشكل كبير عملية التقدم عكس الصحاري والمناطق الساحلية".
أسباب أخّرت الحسم
وحول العوامل التي أجلت حسم المعركة شمال الضالع لصالح القوات المشتركة على رغم التقدم الكبير الذي حققته، قال جباري، "لدينا القدرة على التقدم أكثر وأكثر نحو محافظتي إب وذمار، لكن هناك أموراً جعلتنا نتريث، أهمها تحويل أطراف في الحكومة الحرب جنوباً، تحديداً في محافظة شبوة، وما هو حاصل الآن في إبين، من قيام هذه الأطراف بفتح جبهة هناك، وتهدد بالتوجه نحو العاصمة عدن".
وواصل، "كل هذه الأحداث جعلتنا نعيد حساباتنا في عملية التقدم نحو مناطق الشمال، لأن من الغباء أن نتقدم لنحرر محافظات شمالية في ظل وجود من يريد من قوى الشمال إسقاط الجنوب بيده مرة أخرى، لذلك توجد أولويات نعمل عليها".
ضربات استباقية
وتطرق جباري إلى التصعيد الحاصل في جبهة مريس والفاخر قائلاً، "في الآونة الأخيرة يوجد تصعيد لعملياتنا القتالية في تلك الجبهة، ويأتي هذا التصعيد كضربات استباقية لتحركات العدو، الذي كان يحشد ويستقدم التعزيزات الكبيرة أخيراً، في إشارة إلى محاولة شن هجمات باتجاهنا، لذلك صعّدنا من عملياتنا القتالية، واستهدفنا أماكن تمركز قوتهم في أكثر من مكان، وتمكنا من شل قدراتهم وإفشال كل مخططاتهم الهجومية، وأينما وجد التهديد فوراً نزيله".
ويشير جباري إلى أن جبهات محور الضالع تعتبر الأقرب والبوابة الأنسب لتحرير العاصمة صنعاء، بعد ما حدث من انهيارات للقوات الحكومية في نهم والجوف ومأرب، شرق اليمن، لصالح ميليشيات الحوثي، منوهاً بأن الحرب في حقيقتها سياسية، لكن بطابع عسكري.
الرد الحوثي
التقدم الذي حققته القوات المشتركة لم تعترف به الجماعة الحوثية، بل قللت من أهميته بحسب وسائل إعلامها، وبينما لم تتمكن "اندبندنت عربية" من التواصل مع مصدر مسؤول في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، للحصول على رد، فإن وكالة أنباء سبأ اليمنية في نسختها الحوثية، نقلت عن محافظ الضالع في حكومة "أنصار الله" الحوثية محمد صالح الحدي، دعوته الموالين لهم إلى تثبيت الأوضاع الأمنية وتعزيز التلاحم والاصطفاف للتصدي للمخططات.
وقال الحدي، "المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن تتطلب تضافر الجهود، لترسيخ أمن المحافظة واستقرارها، باعتبار ذلك مسؤولية جماعية".