أعلنت ديزني أخيراً عن الإعلان الدعائي لفيلمها المنتظر "رايا والتنين الأخير"، وهو الفيلم الأول الذي يمثل جنوب شرقي آسيا وثقافتها. فمع صدور الإعلان الترويجي للفيلم توالت ردود الأفعال من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. ويترقب الجمهور في جنوب شرقي آسيا الفيلم الجديد الذي يتضح أن أبطاله يمثلون المنطقة الآسيوية ويحتفون بتميزها الثقافي.
رايا والتنين الأخير
يحكي الفيلم عن "رايا" وهي أميرة محاربة في مهمة لإيجاد التنين الأخير الذي سيمنح أرضها المفككة السلام. وتدور أحداث الفيلم في مملكة أسطورية تسمى "كوماندرا" وهي صورة متخيلة عن أرض تستوطنها حضارات قديمة تبجل التنانين الأسطورية لقوتهم وحكمتهم. وهذه المملكة تحكمها خمس قبائل مختلفة. وكان من المقرر عرض الفيلم في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي ولكن جائحة كورونا أجلت العرض حتى مارس (آذار) المقبل.
وقدمت ديزني عدداً من الأميرات والأبطال الذين تعود أصولهم وحكاياتهم إلى أماكن مختلفة من العالم طوال السنوات الماضية. لكن ديزني الرائدة في مجال الإنتاج لأفلام الرسوم المتحركة لم تقدم من الثقافة الآسيوية سوى فيلم الأميرة "مولان" المستوحى من الثقافة الصينية والتاريخ الصيني الذي حقق إيرادات تقرب من 306 مليارات دولار في شباك التذاكر. وبعد خروج الأصوات الممتعضة لضعف التمثيل الآسيوي، أعلنت ديزني إنتاج فيلم مأخوذ من ثقافة جنوب شرقي آسيا وهو "رايا والتنين الأخير".
وفي أغسطس (آب) العام الماضي، خلال معرض "D23" الذي تقيمه ديزني سنوياً منذ أكثر من عقد لمحبيها من أجل مشاركة الأحداث الهامة عنها أوضحت عن فيلمها الجديد وكشفت أنه مستوحى من ثقافة دول جنوب شرقي آسيا كالفيليبين وماليزيا وفيتنام وتايلاند وكمبوديا ولاوس.
نكهة آسيوية أصيلة
استعانت ديزني بعدد من الشركات والخبرات الآسيوية كما أرسلت الفريق الإبداعي للفيلم في رحلات إلى جنوب شرقي آسيا للانغماس في ثقافة هذه البلدان كلياً قبل البدء في الإنتاج، كما سيشرف على التصميم والمفهوم الفني عدد من الفنانين والعاملين في الثقافة من جنوب شرقي آسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومما يميز فيلم "رايا والتنين الأخير" عن غيره أن الكثير من العاملين عليه ينتمون لجنوب شرقي آسيا ما جعلهم على دراية ومعرفة أكبر بموضوع الفيلم، فالكاتبة أديل ليم الماليزية، ويشاركها جوي نجوين الأميركي من أصل فيتنامي يكتبان سيناريو وقصة الفيلم، فيما أكد ممثل شركة ديزني المنتج أوسنات شورير أن الشركة بذلت قصارى جهدها في الاحتفاء بالتأثيرات الثقافية، وشكلت "مجموعة جنوب شرقي آسيا للتأكد من قصة رايا" وتضم عالماً للأنثروبولوجيا البصرية من لاوس ومجموعة من اللغويين والراقصين والموسيقيين من إندونيسيا وغيرها من دول جنوب شرق آسيا.
وأوضح نجوين أن الخبرات الحياتية للكاتبين استُخدِمت كثيراً في كتابة هذا الفيلم وعالجت الأحداث فيها، حيث أن الفيلم يعني للفريق المشارك فيه الكثير على المستوى الشخصي كونه يمثل ثقافتهم وملابسهم وفنونهم العسكرية ويشير إلى هويتهم الأميركية- الآسيوية. ويصف نجوين بطلة الفيلم بأنها تشبه الأطفال في جنوب شرقي آسيا وسيشعرون بأنها قريبة منهم لأنها منتمية إليهم ثقافة وشكلاً، فالبطلة لديها بشرة بنية وشعر ناعم كثيف وعينين داكنتين تجعلها أقرب للأطفال من أبطال ديزني الذين اتسموا في الغالب بسماتهم الأوروبية.
بطولة جنوب شرقي آسيا الأولى
اختارت ديزني الممثلة كيلي ماري تران للأداء الصوتي لشخصية البطلة "رايا" وهي ممثلة أميركية من أصل فيتنامي. وبهذا أصبحت تران الممثلة الأولى من أصل آسيوي التي تحصل على بطولة فيلم من أفلام ديزني. وشاركت كيلي في فيلم "حرب النجوم: الجيداي الأخير" في عام 2017 وأصبحت أول أميركية من أصل آسيوي تشارك في سلسلة أفلام حرب النجوم، وظهرت أيضاً في فيلم السلسلة الأخير بعام 2019.
وتقول تران أن تجربتها بالعمل في فيلم ديزني الأول المستوحى من جنوب شرقي آسيا جعلتها تشعر بأنها مرئية وأن العمل يمثل حالة ثقافية خاصة بالنسبة لها، حيث كانت تستعيد خبراتها في التعرف إلى بعض الأسماء والأماكن والكلمات من موطنها الأصلي.
ردود أفعال وتحليلات
عقب عرض الإعلان الدعائي الأول للفيلم، انهالت تعليقات الكثير من مستخدمي "تويتر" على الإعلان واختلفت وجهات نظرهم حول تفاصيل الفيلم، فقد كتب أحد المستخدمين المتخصصين قائلاً، "إلى أصدقائي من جنوب شرقي آسيا، عليكم معرفة التالي: رايا إندونيسية أو ماليزية، والتنين توك توك يمثل تايلاند والفنون الحربية مختلطة من بلدان جنوب شرقي آسيا ولكننا نراها في الإعلان من الفيليبين، والعمارة من كمبوديا (أنغكور وات) والملابس من فيتنام ولاوس". غير أن أحد المتابعين أكد أن السلاح الذي تستخدمه "رايا" في الإعلان الدعائي هو من الأسلحة التقليدية المستخدمة في الفيليبين في الفنون الحربية ويُدعى "أرنيس".
ومن تايلاند علقت إحدى المعجبات بالإعلان على "تويتر" مبينة أن افتتاحية ديزني المتغيرة هذه المرة تشير إلى جزيرة تايلاندية شهيرة تسمى فانج نجا في جنوب تايلاند، وأن الحُلي التي تلبسها الشخصيات الرئيسية مأخوذة من حُلي كان يرتديها الأطفال في حضارة سيام القديمة لكي تقوي روح الطفل الضعيف. فيما يراهن البعض أن ديزني قد تنجح في مزج الثقافات المتقاربة في دول آسيان وجعل الفيلم أكثر تشويقاً لارتباطه بجزيئات ثقافية وتاريخية في معظم دول جنوب شرقي آسيا.