أعلنت قيادة الجيش المغربي، في بيان السبت 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن معبر الكركرات بين المغرب وموريتانيا أصبح "مؤمناً بشكل كامل" من خلال "حزام أمني يؤمّن تدفّق السلع والأفراد عبر الممر"، وذلك غداة العملية العسكرية التي أطلقها المغرب الجمعة "لتأمين" المعبر الحدودي في المنطقة العازلة، في حين دعت إسبانيا أطراف النزاع إلى "استئناف عملية التفاوض".
وأوضح البيان أنه خلال العملية التي نُفّذت الجمعة، فتح عناصر جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو" النار على الجيش المغربي، الذي ردّ على مصادر النيران وأجبر "عناصر هذه المليشيات على الفرار من دون تسجيل أي خسائر بشرية"، مضيفاً أن عناصر الجبهة أحرقت "معسكر الخيام الذي أقامته، وعمدت إلى الفرار على متن عربات من نوع (جيب) وشاحنات نحو الشرق والجنوب تحت أنظار مراقبي بعثة الأمم المتحدة (المينورسو)".
وزارة الخارجية المغربية أكّدت بدورها، في بيان، أن العملية التي أطلقها الجيش "لاستعادة حرية التنقل بمعبر الكركرات" ووضع حدّ "لممارسات البوليساريو الاستفزازية وتوغّلاتها غير القانونية في المنطقة"، تمّت "بشكل سلمي، ومن دون اشتباك أو تهديد لسلامة المدنيين".
وأكّدت الخارجية أن المغرب "يظلّ متشبثاً بقوة بالحفاظ على وقف إطلاق النار" المعمول به منذ عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة.
وكانت الخارجية المغربية، قالت في في وقت سابق الجمعة، إن العملية العسكرية في الصحراء الغربية تأتي بعد عرقلة أعضاء البوليساريو، منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول)، الطريق الذي تمرّ عبره خصوصاً شاحنات نقل بضائع نحو موريتانيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء.
بوليساريو: القتال مستمر
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، أكّدت جبهة "بوليساريو" المطالبة باستقلال الصحراء الغربية المتنازع عليها مع المغرب تواصل القتال السبت. وقال وزير خارجية الجبهة الصحراوية محمد سالم ولد السالك، لوكالة الصحافة الفرنسية، "تستمر المعارك بعد انسحاب القوات المغربية من الكركرات"، من دون الإدلاء بأي تفاصيل. وأضاف أن اتفاق وقف إطلاق النار "صار من الماضي".
زعيم البوليساريو إبراهيم غالي أعلن من جهته السبت، أنه أصدر مرسوماً يعلن "نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار" و"استئناف العمل القتالي دفاعاً عن الحقوق المشروعة لشعبنا".
ويأتي الإعلان غداة تنفيذ القوات المغربية عملية "لإقامة حزام أمني" في المعبر الحدودي في منطقة الكركرات العازلة على الحدود مع موريتانيا، بحسب ما أعلن بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية ليل الجمعة.
وتابع ولد السالك، "يجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن يفرضا على المغرب احتراماً تاماً لحدوده ولحدود جيرانه".
وقالت وزارة دفاع بوليساريو، في بيان ليل الجمعة، إن قواتها نفذت "هجمات مكثفة" على مواقع الجيش المغربي في المحبس وحوزة وأوسرد والفرسية "مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات". ولم يتسن لوكالة الصحافة الفرنسية التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر مستقلة.
ولم يعلن المغرب عن وقوع أي معارك مع مقاتلي بوليساريو، سواء في الكركرات أو غيرها من المواقع العسكرية على طول الجدار الذي يفصل قواته عن مقاتلي الجبهة الصحراوية على نحو 2700 كيلو متر، منذ نهاية الثمانينيات.
وأشار بيان القيادة العامة للجيش المغربي فقط إلى تعرض عناصره لإطلاق نار ردوا عليه أثناء تدخلهم في الكركرات الجمعة "من دون تسجيل أي خسائر بشرية".
إسبانيا تدعو إلى استئناف المفاوضات
في غضون ذلك، دعت إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية، الأطراف إلى "استئناف عملية التفاوض والمضي نحو حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء الجمعة.
وأضافت الوزارة أن "الحكومة الإسبانية تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة لضمان احترام وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية، مشيرةً إلى أنه "في الأيام الماضية، اتخذت إسبانيا خطوات في هذا الاتجاه ودعت إلى تحمل المسؤولية وضبط النفس".
والصحراء الغربية منطقة صحراوية شاسعة على الساحل الأطلسي لأفريقيا ومستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80 في المئة منها، ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، في حين تطالب جبهة بوليساريو باستقلالها.