قفزت الأسهم الأوروبية، وزادت تطورات مشجعة بشأن لقاح ضد فيروس كورونا تكهنات بتعاف اقتصادي أسرع في أنحاء العالم، حتى في ظل ارتفاع معدلات الإصابة مما يضفي ضبابية على الآفاق في الأمد القصير. وقالت "أسترازينيكا" إن فعالية لقاحها الذي تطوره مع جامعة أوكسفورد قد تبلغ نحو 90 في المئة. لكن أسهم الشركة انخفضت بنسبة واحد في المئة.
وارتفع المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.5 في المئة، فيما قاد قطاعا الطاقة والبنوك المكاسب المبكرة.
وسجل المؤشر القياسي ثالث أسبوع على التوالي من المكاسب عقب تطورات إيجابية بشأن اللقاح في الآونة الأخيرة. وقفز سهم بنك "كريدي أغريكول" الفرنسي 3.9 في المئة بعد أن دشنت وحدته الإيطالية عرضاً لشراء البنك الإيطالي "كريديتو فالتلينيس".
تراجع مبيعات شركة "دانون"
في سياق متصل، أعلنت شركة "دانون" الفرنسية للصناعات الغذائية التي تراجعت مبيعاتها بسبب تفشي فيروس كورونا، نيتها إلغاء حتى ألفي وظيفة في مقارها في فرنسا والخارج لـ"تبسيط" تنظيمها وإعادة تحريك النمو.
وصرح رئيس مجلس إدارة "دانون" إيمانويل فابر لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه "سيتم تسريح 400 إلى 500 شخص من المديرين والمسؤولين في فرنسا".
وأعلن أن "عملية التسريح ستطال كافة بنى الفرق المشتركة كمقارنا في أمستردام وسنغافورة وباريس"، موضحاً أن الخطة التي تدعى "محلياً أولاً" ترمي إلى "توطيد القدرة على المستوى المحلي" وفي الدول التي تنشط فيها الشركة.
وجاء في البيان أن المجموعة تتوقع "تراجع نفقاتها العامة والإدارية بـ700 مليون يورو ما يمثل 20 في المئة من تكاليف بنية المؤسسة".
الناتج الإجمالي الأوروبي
في الوقت ذاته، استبعد كبير الاقتصاديين في المصرف المركزي الأوروبي فيليب لاين عودة إجمالي الناتج المحلي الأوروبي إلى مستويات عام 2019، قبل خريف العام 2022، معتبراً أن مؤشرات التعافي لن تظهر في الأسابيع المقبلة.
وصرح الاقتصادي الإيرلندي في مقابلة مع صحيفة "ليزيكو" الفرنسية بأن "ما نراقبه عن كثب هو تفشي الفيروس الذي يقيّد بشكل حتمي سلوك المستهلكين أكثر مما تفعل تدابير العزل"، مشدداً على أهمية "معرفة كم سيطول هذا الأمر".
وتابع "ما يبدو مؤكداً في المقابل هو أن الأسابيع الأخيرة من عام 2020 لن تشهد تحسناً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ضبابية الرؤية حتى 2022
وقال لاين "طالما أن اللقاح لم يوزَع على نطاق واسع، سنبقى في فترة ضبابية. اللقاح يمنح آفاقاً لنهاية العام المقبل وللعام 2022، وليس للأشهر الستة المقبلة". وأضاف أن "إجمالي الناتج المحلي لن يعود إلى مستويات عام 2019 قبل خريف عام 2022. التأثيرات ستكون طويلة الأمد، مثلاً على صعيد الثقة والادّخار والعودة إلى العمل. وعلى الرغم من اللقاح ستكون هناك خسائر مستدامة. الاقتصاد الأوروبي سيخرج من هذه الأزمة بضعف مستدام".
الذهب يتراجع
وعلى صعيد المعادن، هبطت أسعار الذهب حوالي اثنين في المئة إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر أثناء تعاملات يوم الإثنين 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بعد بيانات أفضل من المتوقع لنشاط الشركات في الولايات المتحدة وتفاؤل بتقدم في لقاحات للوقاية من مرض كوفيد-19 ، وهو ما عزز الآمال في تعافٍ اقتصادي أسرع ودفع المستثمرين للتوجه نحو الأصول العالية المخاطر.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية إلى 1834.95 دولار للأوقية (الأونصة)، وهو أدنى مستوى له منذ 21 يوليو (تموز) الماضي، قبل أن يقلص خسائره إلى 1.8 في المئة عند 1836.71 دولار عند الساعة 16:00 بتوقيت غيرينتش. وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.1 في المئة إلى 1833.30 دولار للأوقية.
ضعف الدولار يدعم المعدن الأصفر
وكان الذهب واصل صعوده مبكراً، إذ بدد ضعف الدولار الآمال في المزيد من التحفيز النقدي في الولايات المتحدة للتخفيف عن الاقتصاد المتضرر من الجائحة اضافة إلى التفاؤل إزاء احتمال توزيع لقاح كورونا في العام المقبل. وطمأن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الأسواق "بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي ووزارة الخزانة لديهما العديد من الأدوات المتبقية لدعم الاقتصاد"، بعد أن قرر سحب أموال عدد من برامج الإقراض لدى المركزي الأميركي بحلول نهاية العام. وقال مايكل مكارثي كبير الاستراتيجيين لدى "سي أم سي ماركتس"، "من المفارقات، أن الفشل في تقديم حزمة مالية يدعم الذهب"، مشيراً إلى أنه "ربما يكون هناك المزيد من التعويل على دعم المركزي الأميركي الذي سيكون على الأرجح في صورة سيولة وخفض أسعار الفائدة نتيجة لذلك".