بعدما أعلنت ولاية بنسلفانيا، اليوم الثلاثاء، رسميا فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بأصواتها العشرين في المجمع الانتخابي، أعلن بايدن وبشكل رسمي أسماء فريقه في الإدارة الجديدة، والتي جاءت مطابقة لما كانت وسائل الإعلام قد ذكرته سابقا.
وفي كلمته خلال تقديم أركان إدارته قال الرئيس الأمركي المنتخب أن الولايات المتحدة باتت "جاهزة لقيادة العالم".
وأضاف إن فريقه "سيحافظ على أمن وسلامة بلدنا وشعبنا"، مقدمًا اختياراته لوزارة الخارجية، ومستشار الأمن القومي، ورئيس المخابرات، والوظائف الوزارية الرئيسية الأخرى.
وقال بايدن "إنه فريق يعكس حقيقة عودة أميركا. مستعدة لقيادة العالم وليس الانسحاب منه".
وتابع إن بلاده ستعزز تحالفاتها في آسيا والمحيط الهادئ، وقال إن اختياره لوزير الخارجية، أنتوني بلينكين، سيعيد بناء الروح المعنوية والثقة في وزارة الخارجية الأميركية، المسؤولة عن العلاقات الدبلوماسية للبلاد.
وأضاف إن فريق الأمن القومي التابع له سيقود الطريق ليعكس حقيقة أن "أمريكا عادت" إلى المسرح العالمي.
وخلال خطاب ألقاه في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، قال بايدن إن فريقه "سوف يجسد معتقداتي الأساسية بأن أميركا هي الأقوى عندما تعمل مع حلفائها".
وقال الرئيس الأميركي المنتخب إن المرشحين يظهرون "خبرة وقيادة وتفكيرًا ومنظورًا جديدًا وإيمانًا لا يلين بوعد أميركا".
وقال إنه يأمل من مجلس الشيوخ أن يعقد جلسة استماع عاجلة لمرشحيه.
نتائج بنسلفانيا
وبعدما تأكّد الأحد فوزه بولاية ميشيغان، أكّدت ولاية بنسلفانيا الثلاثاء، 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، رسمياً فوز جو بايدن بأصواتها الـ20 في المجمّع الانتخابي، في ضربة جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي واصل تشكيكه في نتائج الانتخابات.
وكتب الحاكم الديمقراطي لبنسلفانيا، توم وولف، على "تويتر"، أن مسؤولة الانتخابات في الولاية، كاثرين بوكفار، "أكّدت النتائج اليوم"، موضحاً أنه وقّع في ضوء ذلك الوثيقة التي تؤكّد فوز بايدن ونائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس في الولاية الواقعة شمال شرقي الولايات المتحدة.
وشكر الحاكم موظفي مكتب الانتخابات لـ"تنظيمهم انتخابات عادلة ومنصفة في مرحلة بالغة الصعوبة من تاريخ دولتنا وبلادنا"، مضيفاً "لقد تعرّضوا لهجمات دائمة وكان سلوكهم رائعاً".
تسليم السلطة
وفي خطوة تقرّبه أكثر من الإقرار بهزيمته أمام المرشّح الديمقراطي وإن لم يعترف بذلك بعد، أعطى ترمب، مساء الاثنين، رئيسة إدارة الخدمات العامة، إميلي مورفي، الضوء الأخضر للمضي قدماً في تسليم السلطة لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن على الرغم من خططه لمواصلة إقامة دعاوى قانونية.
وقال ترمب في تغريدة "أود أن أشكر إميلي ميرفي في إدارة الخدمات العامة على التزامها وإخلاصها لبلدنا. تعرضت (إميلي) للمضايقات والتهديد والإساءة ولا أريد أن أرى ذلك يحدث لها أو لأسرتها أو لموظفيها في إدارة الخدمات العامة".
وأضاف "قضيتنا تمضي بقوة وسنواصل المعركة... وأنا أؤمن أننا سننتصر، لكن لمصلحة بلادنا، أوصي بأن تقوم إميلي وفريقها بما يلزم في ما يتعلق بالبروتوكولات الأولية وأبلغت فريقي بأن يقوم بالشيء ذاته".
وبعد أقل من 24 ساعة، غرّد الرئيس الثلاثاء مؤكداً إصراره المضي في المعركة الانتخابية، وقال "تذكروا، إدارة الخدمات العامة كانت رائعة، وإميلي مورفي قامت بعمل رائع، لكن إدارة الخدمات العامة ليست من يحدّد من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة".
Remember, the GSA has been terrific, and Emily Murphy has done a great job, but the GSA does not determine who the next President of the United States will be.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 24, 2020
لكن رئيسة إدارة الخدمات العامة الأميركية قالت إن القرار الذي يسمح ببدء الانتقال الرئاسي إلى بايدن هو "قرارها وحدها" على الرغم من تغريدة ترمب التي أعلن فيها إنه أوصى بهذه الخطوة.
وكشفت مورفي في رسالة إلى فريق الرئيس المنتخب "نظراً للتطوّرات الأخيرة وما تضمّنته من مراجعات قضائية ومصادقات لنتائج انتخابية، فإنني أرسل إليكم هذه الرسالة اليوم لكي يتم توفير هذه الموارد والخدمات لكم".
وأضافت "أرجو أن تسجّلوا أنّني اتّخذت هذا القرار بشكل مستقلّ، على أساس القانون والوقائع المتاحة أمامي".
وتابعت "لم أتعرض أبداً لضغوط، مباشرة أو غير مباشرة، من أيّ مسؤول عن أيّ فرع من السلطة التنفيذية، أياً يكن"، سواء في البيت الأبيض أو وكالة الخدمات العامة، مشدّدة على أنّها تعرّضت "لتهديدات" استهدفتها شخصياً وأسرتها وموظّفيها "وحتى حيواناتي الأليفة" بسبب تأخّر وكالتها في إعلان فوز بايدن.
بإقرار وكالة الخدمات العامة بفوز بايدن في الانتخابات سيتمكّن الرئيس المنتخب وفريقه من الحصول على الدعم الفيدرالي الكامل للاستعداد لتسلّم مفاتيح البيت الأبيض ظهيرة 20 يناير (كانون الثاني). ويشتمل الدعم على أموال حكومية ومساحات مكتبية والقدرة على مقابلة مسؤولين فيدراليين.
فريق بايدن يرحب
رحّب فريق الرئيس الأميركي بقرار ترمب السماح لإدارته بالحصول على التمويل الفيدرالي اللازم للبدء بنقل السلطة إلى الإدارة الديمقراطية المقبلة، معتبراً الخطوة ضرورية لحصول "انتقال سلس وسلمي للسلطة".
وقال يوهانس أبراهام المسؤول في فريق بايدن في بيان إنّ "مديرة وكالة الخدمات العامة أكّدت أنّ الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس هما الفائزان الواضحان في الانتخابات، ما يوفر للإدارة المقبلة الموارد والدعم اللازمين لانتقال سلس وسلمي للسلطة".
أضاف، "خلال الأيام المقبلة، سيبدأ المسؤولون الانتقاليون بالاجتماع مع مسؤولين فيدراليين لمناقشة الاستجابة للوباء، وإجراء تقييم كامل لمصالح أمننا القومي، واكتساب فهم كامل للجهود التي بذلتها إدارة ترمب لتفريغ وكالاتنا الحكومية".
ميشيغان تصادق على فوز بايدن
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صادقت ميشيغان المتأرجحة رسمياً الاثنين على فوز بايدن فيها. وخلال جلسة علنية، صادقت اللجنة المتخصصة المؤلفة من أربعة أعضاء على إقرار نتيجة الانتخابات في فوز بايدن بأغلبية ثلاثة أصوات مقابل امتناع واحد عن التصويت.
خلال جلسة التصويت التي نقلت مباشرة على الهواء وتابعها عشرات آلاف المشاهدين قال نورمان شينكل، عضو اللجنة الجمهوري الذي امتنع عن التصويت، إنّه "من غير المقبول" أن يكون هناك هذا الكم الكبير من الأسئلة الذي لم يحلّ بعد".
فور المصادقة على النتيجة، قالت جوسلين بنسون، وزيرة الشؤون الإدارية في حكومة ميشيغان المولجة تنظيم العمليات الانتخابية فيها إن "الديمقراطية انتصرت".
وأضافت في تغريدة على تويتر أن عملية المصادقة "تؤكد حقيقة واحدة هي أن الانتخابات كانت نزيهة وأمينة ونتيجتها تعكس إرادة الناخبين".
ومن المقرر أيضاً أن تصادق ولاية متأرجحة أخرى، هي بنسلفانيا، الاثنين على فوز بايدن بعدما تفوق على منافسه الجمهوري بأكثر من 80 ألف صوت.
إعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي
دعا أمين حلف شمال الأطلسي ومسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الاثنين الرئيس الأميركي المنتخب لإعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي والاجتماع مع حلفاء واشنطن الأوروبيين العام المقبل.
ووجه الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل التهنئة إلى بايدن، خلال مكالمات هاتفية معه، لفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية ووجها له دعوة لزيارة مقر قيادة التحالف العسكري في بروكسل، وهي أيضاً مركز قيادة الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.
بحسب بيان صادر عن التحالف العسكري، وجه ستولتنبرغ الشكر لبايدن "لكونه مؤيداً قديماً لحلف شمال الأطلسي والعلاقة عبر الأطلسي"، في حين قال مكتب ميشيل إنه "اقترح إعادة بناء علاقات قوية عبر الأطلسي".
وفي الوقت الذي يواجه الاتحاد الأوروبي انتكاسة تاريخية بعد مغادرة بريطانيا التكتل، سلط بيانه الضوء على دعم بايدن للحفاظ على السلام والاستقرار على الحدود الإيرلندية الحساسة على الرغم من خروج بريطانيا منه.
وقال بايدن إنه يجب على لندن أن تحترم اتفاقية خروجها من الاتحاد عام 2020، لأنها تحمي السلام في جزيرة إيرلندا، وإلا فلن يكون هناك اتفاق تجاري أميركي معها.
تمثل تلك التصريحات تغييراً مرحباً به في لهجة واشنطن في ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي الذي غالباً ما دخل في صدامات مع الرئيس ترمب الذي أشاد بخروج بريطانيا، وسحب بلاده من اتفاقية تغير المناخ وكان في عداء علني مع حلف الأطلسي، وانتقد حلفاءه الأوروبيين لإنفاقهم أموالاً أقل مما ينبغي على الدفاع.