تشهد ليالي الدرعية بالسعودية خلال يومي 27 و28 فبراير (شباط) 2021، أول سباق ليلي في بطولة الـ "فورمولا إي"، وهي رياضة السيارات الكهربائية الرائدة في العالم، والتي تسهم بشكل كبير في تطوير التقنيات الحديثة والطاقات المتجددة.
وفي ظل اتجاه عالمي لحماية المناخ، ستتم إضاءة المسار بأحدث تقنيات "إل إي دي" منخفضة الاستهلاك، مما يؤدي إلى تقليل الطاقة بنسبة تصل إلى 50 في المئة، مقارنة بالتقنيات التي لا تستخدم هذه المصابيح.
وستكون الطاقة المتبقية اللازمة لتشغيل الإضاءة الكاشفة متجددة بالكامل، بواسطة زيت نباتي مهدرج منخفض الكربون وعالي الأداء ومصنوع من مواد مستدامة. وعمدت "فورمولا إي" منذ انطلاقها إلى الوصول لهدفها المتمثل في انبعاثات خالية من الكربون، والعمل على خفض الانبعاثات الكربونية من خلال تحسين وسائط النقل والأمور اللوجستية، وتمديد عمر بطاريات الليثيوم، والحد من استخدام المنتجات البلاستيكية خلال جولات البطولة، ومتابعة توصيات الأمم المتحدة للتجاوب مع التحديات البيئية العالمية.
وتعتبر هذه الجولة الثالثة التي تستضيفها السعودية بعد 2019 و2020، إذ فاز في الأولى البرتغالي أنتونيو فيلكس دا كوستا، وفي الثانية البريطاني سام بيرد ومواطنه ألكساندر سيمس.
بطولات سابقة
في المقابل، استضافت السعودية خلال الأعوام السابقة عدداً من الفعاليات الرياضية الكبرى، ومنها البطولة الدولية لمحترفي الغولف، وهي واحدة من محطات الجولات الأوروبية للغولف، وأقيمت بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، كما انعقدت في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بطولة التنس العالمية في الدرعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستضافت البلاد كأس السوبر الإيطالي الذي جمع فريقي يوفنتوس وميلان أواخر العام 2019، كما أقيم ضمن "موسم الدرعية" نزال مثير وُصف بأنه يأتي "ضمن الأحداث البارزة في رياضة الملاكمة"، جمع الملاكم المكسيكي أندي روبز جونيور ومنافسه البريطاني أنتوني جوشوا في بطولة الوزن الثقيل.
كما استضافت المنطقة الشرقية للمملكة بطولة العالم للأندية في كرة اليد "السوبر غلوبال"، وأقيمت ثلاث سباقات "فورمولا إي"، والتي ستستمر السعودية في استضافتها مدة تسع سنوات مقبلة.
وبشراكة تمتد إلى عشر سنوات، استطاعت المملكة تنظيم النسخة الـ 42 من رالي داكار للمرة الأولى على مستوى قارة آسيا، بعد أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
البلاد باتت حاضنة للرياضات العالمية
وفي تصريحات سابقة لوزير الرياضة السعودي عبدالعزيز بن تركي، أكد أن بلاده نجحت من خلال استضافتها الأحداث الرياضية البارزة في جذب آلاف المواطنين والمقيمين والسياح، وأضاف أن "الوقت حان لتستضيف السعودية الفعاليات الرياضية إلى جانب المنافسة عليها، إذ من المستغرب أن تفوز في بطولة ولا تسعى إلى استضافتها، بخاصة أن المملكة لديها القدرات والإمكانات اللازمة لضمان نجاح أي محفل وفعالية"، مؤكداً أن "استضافة البطولات الآسيوية تعزز مكانة السعودية على الصعيد القاري".
وأشار في حديثه إلى أن المجتمع السعودي والرياضي لديه شغف كبير بالرياضات المختلفة، مثل التنس والغولف والملاكمة، وهو أمر "سيدفع المسؤولين إلى استضافة مزيد من الفعاليات لتوسيع القاعدة الجماهيرية لهذه الرياضات، ويؤدي إلى تحفيز المشاركة فيها بصورة احترافية".
انتقاد يطاول السعودية
وخلال السنوات الماضية، أثارت بعض المنظمات الحقوقية انتقادات ضد السعودية كلما أقدمت على تنظيم فعالية عالمية، إذ أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً في وقت سابق قالت فيه إن "تنظيم سباق "فورمولا 1" في السعودية يصب في مصلحة الجهود المبذولة لتبييض سجلها في مجال حقوق الإنسان".
وقال رئيس الحملات فيليكس جاكنز، "السلطات السعودية على ما يبدو لا تزال ترى الرياضة على مستوى النخبة وسيلة لإعادة تسمية سُمعتها"، وهو الانتقاد الذي دفع وزير الرياضة في وقت سابق إلى القول إنه أمر طبيعي، "فإن سعيت إلى التطوير تتعرض للانتقاد، وإن انغلقت على نفسك تتعرض للانتقاد".
وأوضح أن "الجهات الإعلامية والدولية التي كانت تنتقد السعودية بأنها منغلقة على ذاتها، تقول الآن "إنها آلية لتطوير سُمعتها". وأضاف، "لدينا رؤية واستراتيجية للاستضافات الدولية، ونحن ساعون في ذلك".
يذكر أن جائحة فيروس كورونا أسهمت في إلغاء سباقات عدة في بطولة العالم لسباقات "فورمولا 1" من موسم 2020، كما أُجلت سباقات أخرى إلى العام المقبل.