توفي السياسي السوداني ورئيس الوزراء السابق الصادق المهدي في مستشفى في الإمارات بعد إصابته بفيروس كورونا، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عائلية.
وخلال الشهر الماضي، قالت عائلته إن الفحوص أثبتت إصابته بمرض كوفيد-19 وتم نقله بعد ذلك ببضعة أيام إلى الإمارات لتلقي العلاج بعد فترة وجيزة من دخوله مستشفى في السودان.
وأصيب العديد من أفراد أسرته وكبار المسؤولين في حزب الأمة الذي يتزعمه بالفيروس أيضاً.
والمهدي (85 سنة) هو آخر رئيس وزراء ينتخب ديمقراطياً وأطيح به في عام 1989 في الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة.
وعاد إلى السودان في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بعد عام في المنفى الاختياري. وجاءت عودته في الوقت الذي اشتدت فيه الاحتجاجات على تدهور الأوضاع الاقتصادية وعلى حكم البشير. وكانت ابنته مريم، نائب زعيم حزب الأمة، من بين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات.
وبعدما أجبر الجيش البشير على التنحي، طالب المهدي بالانتقال إلى الحكم المدني وحذر من مخاطر الانقلاب المضاد، ودعا إلى دمج قوات الدعم السريع لتعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة والاستقرار في البلاد.
وشكّل، على مدى عقود، حالة مثيرة للجدل في السودان وخارجه، على مستوى الفكر والسياسة، فالبعض يعتبره حالة وسطية تتفق عليها الأطراف، وداعية للحلول اللاعنفية والديمقراطية، فيما يرى فيه آخرون التردد وإضاعة الفرص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتولى المهدي، المولود في ديسمبر (كانون الأول) 1935 في مدينة أم درمان، عقب وفاة والده الصديق المهدي في 1961 إمامة الأنصار وقيادة الجبهة القومية المتحدة.
وانتُخب رئيساً لوزراء السودان بين عامي 1966 و1967 وعامي 1986 و1989.
وترأس تحالف "قوى نداء السودان" الذي ضم أحزاباً مدنية، وحركات مسلحة، ومنظمات مجتمع مدني.
وإلى جانب رئاسته حزب الأمة طوال أكثر من نصف قرن، أُختير في مطلع الألفية الثانية إماماً لكيان الأنصار الدعوي، أحد أكبر الجماعات الدينية في السودان.
وأمضى أكثر من 7 أعوام من عمره في المنافي ومثلها في السجون: في الأعوام 1969 و1973 و1983 و1989، وفي 2014 اعتقلته الحكومة السودانية لفترة وجيزة واتهمته بالتآمر مع متمردين مسلحين، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، مما دفعه إلى اللجوء إلى القاهرة.
وخلال تلك السنوات، ألّف عشرات الكتب في مجالات الفكر والسياسة والتاريخ، منها "مستقبل الإسلام في السودان" و"الإسلام والنظام العالمي الجديد" و"السودان إلى أين؟".
يذكر أنه درس الاقتصاد في جامعة أكسفورد وحصل على شهادة الماجستير عام 1957.