اكتشفت مجموعة من العلماء "علاجاً كيماوياً أكثر لطفاً" مقارنة بالعلاجات المعمول بها حاضراً، في مقدوره أن يستهدف بشكل دقيق الخلايا السرطانية دون نظيرتها السليمة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المعركة ضد السرطان.
نجحت الدراسة في القضاء على الخلايا السرطانية فيما لم تستهدف الخلايا السليمة المحيطة بها، وذلك بواسطة تقنية تستند إلى أدوات تعديل الحمض النووي "دي إن أي" DNA.
في سياق متصل، ذكر العلماء أن التقنية الجديدة سبق أن استخدمت في علاج الفئران من السرطان، وأن في المستطاع اعتمادها لعلاج البشر في أقرب وقت، في غضون السنتين المقبلتين (بحسب معدّي الدراسة).
وأوضح البروفيسور دان بير Dan Peer، وهو خبير في السرطان من "جامعة تل أبيب" الإسرائيلية أن التقنية لا تخلّف "آثاراً جانبية"، وأنه وزملاءه يعتقدون أن "الخلية السرطانية التي تخضع للعلاج بهذه الطريقة لن تعود إلى وضعها النشيط مرة أخرى"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" Times of Israel.
وأردف قائلاً، "في وسع هذه التقنية أن تطيل متوسط العمر المتوقع لمرضى السرطان ونأمل ذات يوم في أن نقضي على الداء تماماً".
الدراسة التي نهض بها علماء من جامعتي تل أبيب ونيويورك وكلية الطب في جامعة هارفارد نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسيس" Science Advances.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يدّعي العلماء أن هذه هي المرة الأولى في العالم التي يستفاد فيها من تقنية تُسمّى "كريسبر لتعديل الجينومات" (أو المقص الجيني) Crispr genome editing technology، التي تعمل عن طريق قص جزء (غير مرغوب فيه) من الحمض النووي، لعلاج السرطان لدى الحيوان.
وشرح البروفيسور بير أنه عند استخدام هذه التقنية، "نستطيع خلال ثلاثة علاجات تدمير الورم" السرطاني، إذ يمكنها "أن تقصّ الحمض النووي في الخلايا السرطانية وتفصله عن بنيتها الفيزيائية، وفي النتيجة لن تنجو تلك الخلايا".
وإذ اعترف البروفيسور بير بأن هذه التقنية يلزمها "مزيد من التطوير"، قال إن النقطة الأساسية في دراستهم الحالية أنهم أثبتوا أن العلاج الجديد يستطيع "أن يقضي على الخلايا السرطانية".
وأشار العلماء إلى أن الفئران المصابة بالسرطان التي تلقّت العلاج (بواسطة التقنية الجديدة) تضاعف متوسط عمرها المتوقع، وأن معدّل بقائها على قيد الحياة كان أعلى بنسبة 30 في المئة مقارنة بمجموعة الضبط (العلمية).
وشدّد البروفيسور بير على أنه بمجرّد تطويع العلاج من أجل استخدامه على البشر، يمكن تخصيصه وتعديله ليلائم حاجات كل مريض على حدة، وذلك على شكل حقنة عامة أو حقنة مباشرة في الورم.
جدير بالذكر أن الباحثين صبّوا تركيزهم في هذه الدراسة على اثنين من أكثر أنواع السرطان فتكاً - سرطان المبيض النقيلي والورم الأرومي الدبقي glioblastoma، والأخير نوع عدواني من سرطان الدماغ. ففي حال الإصابة به، يكون متوسط العمر المتوقع للمرضى ومعدل البقاء على قيد الحياة منخفضاً جداً بشكل عام.
ولكن، وفق الدراسة، أدّى الحقن ضد الورم الأرومي الدبقي (لدى الفئران) إلى "تثبيط نمو الورم بنسبة 50 في المئة" "وتحسّنت فرص البقاء على قيد الحياة بنسبة 30 في المئة"، بينما في حالة ورم المبيض "ازداد معدل البقاء على قيد الحياة بنسبة 80 في المئة".
وفق الدراسة، "تفتح القدرة على تعطيل التعبير الجيني في الأورام السرطانية في الجسم الحي (أي ليس في المختبر) آفاقاً جديدة لعلاج السرطان وللبحوث والتطبيقات المحتملة لتحرير الجينات المستهدفة للأنسجة غير السرطانية".
© The Independent