وسط احتفال مزدوج بمشهد الرقص المعاصر المزدهر في لبنان، افتتحت المساحة الإبداعية الجديدة في لبنان، "سيتيرن بيروت" أبوابها مساء أمس باستضافة الأمسية الافتتاحية لـ"بايبود" - مهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر 2019.
وتعليقاً على الحدث الذي ينتظره الجمهور اللبناني كل سنة، قال المدير الفني لـ"مقامات"، الكوريغراف عمر راجح إن "إقامة مهرجان 2019 في مكان جديد، مصمّم خصيصاً لاستضافة عروض رقص وموسيقى ومسرح، من شأنه أن يقدّم بلا شك إضافة غنية لدورة هذه السنة ويمنحها بُعداً إضافياً".
وأضاف قائلاً: "سيتيرن بيروت، أكثر بكثير من مجرّد بيت جديد للثقافة والموسيقى. إنه يرمز إلى الفصل التالي في رحلة البلاد على صعيد الفنون الأدائية، ليُظهر لنا درب التقدّم والارتقاء ويدعونا لفتح آفاق جديدة وتجاوز الحدود المرسومة، وهذا لطالما كانت تستمتع مقامات بالقيام به".
تركز الدورة الخامسة عشرة من تظاهرة الرقص العالمي على مشهد الرقص اللبناني، من خلال إطلالة مجموعة واسعة من الفنانين المحليين الموهوبين على خشبة المسرح، بالإضافة إلى العديد من الفرق العالمية المشهورة، ليقدّموا باقة تضمّ تسعة استعراضات مبهرة، لا بل آسرة.
تضمّ مجموعة الراقصين اللبنانيين، الذين يشاركون في المهرجان المُمتدّ على 10 أيام، عُمَر راجح، غيدا حشيشو، بسام أبو دياب، غي نادر، يارا بستاني، تشارلي برنس، ستيفاني كيّال، نيفين كلاس، جاد تانك.
ويستضيف المهرجان راقصين مرموقين من إسبانيا، أستراليا، بلغاريا، سويسرا، فرنسا، ألمانيا، إيران، فلسطين، الأردن، سيبهرون الجمهور بمهاراتهم وإبداعاتهم.
تقول المديرة الفنية لـ"بايبود" ميا حبيس من جهتها: "يسرّني أن أشهد استضافة "سيتيرن بيروت" مجموعة من الفنانين الموهوبين من لبنان والخارج، في ظل تسليط الضوء على إبداعات الراقصين اللبنانيين ومهاراتهم، على مدى الأيام العشرة المقبلة وفي المستقبل حتماً".
استهلت هذه الدورة من "بايبود" بعرض افتتاحي لعمل عمر راجح "مينارة" وقد عُرِض للمرة الأولى على مستوى دولي في دورة العام 2018 من مهرجان "روما أوروبا"، وهو الآن في جولة عالمية. وتماشياً مع التقليد المُتّبَع، تترافق الأعمال الفنية المقدّمة مع عروض الإستوديو، وورش العمل، وجلسات نقاش وحوار، فضلاً عن بث فيلم وعرض يومي عبر تقنية الواقع الافتراضي.
يستضيف "سيتيرن بيروت" أيضاً الدورة الثامنة من "ملتقى ليمون" الذي يتزامن مجدداً مع "بايبود 2019". على مرّ أعوام، نسجت هذه المبادرة لنفسها مكانة نخبوية مرموقة، باعتبارها منصّة متطوّرة لمصمّمي الرقص اللبنانيين والعرب من الناشئين والمحترفين، تتيح لهم فرصة اللقاء بمجموعة من مديري المهرجانات العالمية. يشارك في هذه الدورة الثامنة أكثر من 18 راقصاً ومصمّماً للرقص من لبنان وتونس وفلسطين والأردن وإيران، علماً أن التركيز الأساس سيكون على الفنانين اللبنانيين، مع تقديم عروض كاملة لفنانين عرب محترفين. وستقام في موازاة ذلك سلسلة من عروض الإستوديو للتعريف بالمواهب الناشئة والشابة، وتسليط الضوء على أعمالهم ومشاريعهم المستقبلية.