استُهدفت العاصمة الإريترية أسمرة ليل الجمعة بصاروخ أُطلق من إقليم تيغراي الواقع في شمال إثيوبيا، وفق ما أفاد أربعة دبلوماسيين وكالة "الصحافة الفرنسية"، في هجوم هو الثاني من نوعه منذ اندلاع المعارك على الأراضي الإثيوبية هذا الشهر.
وقال أحد الدبلوماسيين إن "صاروخا أُطلق من إقليم تيغراي سقط على ما يبدو في جنوب أسمرة"، مشيراً إلى عدم ورود أي معلومات عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار.
ويأتي ذلك في توقيت يستعدّ فيه الجيش الإثيوبي لما وصف بأنّه "المرحلة الأخيرة" من المعارك ضد قوات إقليم تيغراي.
وفيما يصعب التحقق من مزاعم طرفي الصراع في إثيوبيا، بسبب قطع الاتصالات الهاتفية وخدمات الإنترنت عن المنطقة وتقييد الدخول إليها، ذكرت هيئة البث المرتبطة بالدولة (فانا)، أن الجيش الإثيوبي سيطر على بلدة ويكرو التي تبعد نحو 50 كيلومتراً إلى الشمال من ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي.
وأضافت "فانا"، الجمعة 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن "الدفاع الوطني الإثيوبي سيطر على مواقع استراتيجية من أجل السيطرة على مدينة ميكيلي.
ولم تتمكن رويترز من التواصل مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي للحصول على تعليق أو التأكد من التقرير.
وقال دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء، إن القوات الفيدرالية كانت على بعد 30 كيلومتراً على الأقل إلى الشمال والجنوب من ميكيلي.
وأرغمت المعارك الآلاف على الفرار إلى مناطق أخرى في إثيوبيا أو عبور الحدود إلى السودان المجاور.
مساعدات
في الإطار ذاته، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أنها أرسلت 32 طناً من المساعدات الطارئة عبر الجو إلى الخرطوم، لدعم آلاف اللاجئين الفارين من المعارك في إثيوبيا المجاورة.
وتضمنت المساعدات التي وصلت الجمعة، 5 آلاف بطانية و4500 مصباح شمسي و2900 ناموسية و200 غطاء مقاوم للماء و200 غلاف بلاستيكي.
ويفترض أن تُقلّ رحلة الإثنين 1275 خيمة و10 مستودعات مبنية مسبقاً، تكفي لإيواء 16 ألف شخص.
وقد يصل عدد اللاجئين إلى 200 ألف خلال الأشهر الستة المقبلة، بحسب المنظمات الإنسانية.
وأجرى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي زيارة إلى الخرطوم للإشراف على عمليات وصول المساعدات.
وأعلن، "أريد الإعراب عن تضامني وشكري للسودان لفتحه حدوده أمام اللاجئين". وأكد متحدث باسم المفوض السامي لشؤون اللاجئين في جنيف أن نصف اللاجئين من الأطفال.
وأعربت المفوضية عن قلقها إزاء وضع المدنيين في عاصمة تيغراي، ووضع 96 ألف لاجئ إريتري يعيشون داخل أربعة مخيمات في المنطقة.
وتوقف وصول المساعدات الإنسانية إلى تلك المخيمات منذ بداية المعارك، وتقدّر الأمم المتحدة أن الاحتياطات التي كانت موجودة مسبقاً ستنفذ بعد نهاية الأسبوع.
آبي أحمد يأمر بهجوم نهائي
والجمعة، التقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مندوبين عن الاتحاد الأفريقي لمناقشة النزاع الدائر في بلاده.
وأمر أحمد، الخميس، الجيش بشن هجوم نهائي ضد سلطات تيغراي المتمردة في ميكيلي، وذلك في ختام مهلة الـ 72 ساعة التي كان حددها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب أحمد عبر حسابه على "فيسبوك"، أن "باب الخروج السلمي الأخير للمجلس العسكري لجبهة تحرير شعب تيغراي أُغلق بسبب غطرسة المجلس"، بعد انتهاء مهلة مدتها 72 ساعة أعطيت لسلطات تيغراي وأفراد قواتها للاستسلام.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، "لو اختارت العصابة الإجرامية في جبهة تحرير تيغراي الاستسلام سلمياً، لكانت الحملة العسكرية انتهت بأقل قدر من الأضرار"، مشيراً إلى أنه منح قادة تيغراي "فرصاً عدة للاستسلام بسلام في الأسابيع الأخيرة".
وأضاف، "آلاف المقاتلين من جبهة تحرير تيغراي استسلموا"، لكن من دون أن يتسنى التحقق من ذلك.
ودعا سكان ميكيلي ومحيطها إلى "إلقاء السلاح والابتعاد من الأهداف العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة". وقال، "سيتم فعل كل شيء لتجنب استهداف المواقع الأثرية وأماكن العبادة والمؤسسات العامة والإنمائية والمنازل الخاصة".
ضغوط دولية
في الأسبوع الرابع للهجوم العسكري ضد جبهة تحرير تيغراي، يواجه رئيس الوزراء الإثيوبي ضغوطاً متزايدة من الأمم المتحدة ودول أخرى قلقة من التداعيات على المدنيين، ومن احتمال وقوع جرائم حرب في ميكيلي، وكذلك من أخطار تطور النزاع الى مواجهات بين مختلف مجموعات هذا البلد المتنوع.
وطلب أحمد الأربعاء من المجتمع الدولي عدم التدخل في نزاع تيغراي. وقال في بيان، "نطلب باحترام من المجتمع الدولي الامتناع عن أي عمل غير مرحّب به وتدخل غير مشروع، واحترام المبادئ الأساسية لعدم التدخل الواردة في القانون الدولي".
ورفضت الحكومة الفيدرالية الأربعاء عرض وساطة كُلف به الاتحاد الأفريقي الذي يقع مقره في أديس أبابا.
والخميس، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن "قوانين الحرب تحصر الهجمات بأهداف عسكرية، وتفرض على الأطراف التزام التفريق بين المدنيين والمقاتلين".