لم تمر سوى أيام على مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، حتى تسارعت التطورات على المشهد الإيراني مرة أخرى؛ إذ تناقلت وسائل إعلام عدة نبأ اغتيال قائد في الحرس الثوري بعد عبوره منفذ القائم باتجاه البوكمال السورية.
وأكدت مصادر استخبارية عراقية لموقع "روسيا اليوم"، الاثنين، مقتل القائد في الحرس الثوري، مسلم شهدان، وثلاثة من أفراد حمايته على الحدود العراقية السورية.
وتابعت المصادر، أن "المعلومات الأولية لم تؤكد بعد إذا كانت الضربة بطائرة مسيرة، أو بطريقة أخرى".
"الحشد" ينفي
في المقابل، نفى قائد عمليات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، قاسم مصلح، الأنباء عن عملية الاغتيال.
وقال مصلح إنه "لم يحصل شيء في القائم، والأخبار المتواترة عن وقوع عملية اغتيال غير دقيقة".
ويؤكد مصلح "عدم مرور أي قائد في الحرس الثوري الإيراني من خلال قاطع عملياتنا، والأخبار المتناقلة فاجأتنا".
تأكيدات من "القائم"
وتؤكد مصادر مطلعة من داخل مدينة "القائم" سماع دوي انفجار، مشيرة إلى أن وجود منافذ غير رسمية في المنطقة تسيطر عليها "كتائب حزب الله"، تمر عبرها شاحنات وسيارات من العراق إلى سوريا خارج السياقات الرسمية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتلفت المصادر إلى أن المنطقة التي حصل فيها التفجير مهمة للغاية بالنسبة إلى الحرس الثوري، وهي تتضمن ما يعرف بـ"الممرات الآمنة" التي تستخدم للتنقل بين العراق وسوريا من قبل قادة الفصائل المسلحة.
وكانت تلك المنطقة قد تلقت ضربات جوية باستخدام طائرات مسيرة استهدفت قطعات تابعة لـ"كتائب حزب الله"، الذي ينتشر هناك منذ سنوات، قبل أن يسحب بعض عناصره ويفرق آخرين تحسباً لضربات مشابهة.
نفي ضروري
ويرجع مراقبون سبب نفي قيادات في "الحشد" العملية إلى رغبة بتجنب الحرج بشأن عبور قادة إيرانيين الحدود باتجاه سوريا من دون إعلان رسمي من السلطات العراقية.
ويرى الكاتب والصحافي محمد حبيب، أنه "لا يمكن التعويل على نفي الحشد، إلا إذا اقترن بمصادر أخرى".
ويضيف "خلال الفترة الماضية كان معتاداً التناقض في تصريحات شخصيات من داخل الحشد، والمعروف عنه أنه يضم أطرافاً كثيرة ولا يُدار مركزياً".
منطقة رخوة
في السياق ذاته، يقول المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية معن الجبوري، إن المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا "تعد إحدى النقاط الرخوة التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني للتنقل بين البلدين".
ويرجح الجبوري أن يكون الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام عدة عن الاغتيال صحيحاً، مشيراً إلى أن "نفي قائد عمليات الحشد في المحافظة ربما يأتي في سياق انتظار صدور توضيح رسمي من قيادة التنظيم أو الأجهزة العراقية المعنية".
ويشير الجبوري إلى أن "إيران تعتمد بشكل كبير على نفي كل تلك العمليات، التي كان آخرها مقتل أبو محمد المصري داخل أراضيها، على الرغم من كل التأكيدات بشأن ذلك"، مبيناً أن "طهران لا تود إرسال رسالة للداخل الإيراني أو العالم بأن أجهزتها الاستخبارية عاجزة عن وقف تلك العمليات التي تبدو في تصاعد في الفترة الماضية".