بعد أيام من إعلان شركة "فيسبوك"، اعتزامها إطلاق عملتها الرقمية المشفرة "ليبرا" في يناير (كانون الثاني) المقبل، أعلن الاتحاد المسؤول عنها تغيير اسمه إلى "ديم نيتورك"، مع السعي للحصول على الموافقات التنظيمية.
وقالت المجموعة، التي تستعد لإطلاق أول عملة رقمية لها، إنها ستغير اسم العملة إلى "ديم". وأوضح الرئيس التنفيذي للمجموعة، ستيوارت ليفي، أن الاسم الجديد محاولة لإبعاد المجموعة عن "فيسبوك"، والخلافات السابقة التي طالت العملة.
وأضاف، "سيوفر مشروع ديم منصة بسيطة تساعد على ازدهار التكنولوجيا المالية، وتمكين المستهلكين والشركات من إجراء معاملات فورية ومنخفضة التكلفة وآمنة للغاية". وتابع، "نحن ملتزمون القيام بذلك بطريقة تعزز الشمول المالي، وفي الوقت نفسه حماية سلامة النظام المالي من خلال ردع السلوك غير المشروع واكتشافه".
وتخطط المجموعة لإصدار عملة مستقرة (وهي عملة رقمية متعلقة بأصل خارجي) مرتبطة بالدولار الأميركي. وقال ليفي إن "ديم" تنتظر الحصول على ترخيص من المنظمين السويسريين للبدء في إطلاق المشروع، كما تجري أيضاً محادثات مع المنظمين الفيدراليين والهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة.
وقبل أيام، قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، نقلاً عن أحد المصادر، إن رابطة "ليبرا"، ومقرها جنيف، التي ستصدر عملة "ليبرا" وتشرف عليها، تعتزم إطلاق عملة رقمية موحدة مدعومة بالدولار.
وتسعى رابطة "ليبرا"، التي تضم "فيسبوك" ضمن أعضائها البالغ عددهم 27، للحصول على الضوء الأخضر من جهة معنية بمراقبة الأسواق في سويسرا، لإصدار سلسلة من العملات المستقرة المدعومة بعملات تقليدية معينة، وذلك إلى جانب عملة رمزية تعتمد على عملات مستقرة مربوطة بعملات تقليدية.
لكن "فايننشال تايمز" قالت إنه وفق الخطة الجديدة للكيان، فإنه من المقرر طرح عملات أخرى مدعومة بعملات تقليدية في وقت لاحق.
ولم تعط هيئة الإشراف على السوق المالية في سويسرا توضيحاً أكثر مما تضمنه بيان صادر في أبريل (نيسان) الماضي يؤكد استلام طلب العملة للحصول على رخصة لإجراء المدفوعات.
البداية في 2017
كانت شركة "فيسبوك"، أعلنت في مايو (أيار) 2018، عن إطلاق عملة رقمية مشفرة خاصة بها، لتسهيل الدفع في عمليات البيع والشراء عبر منصتها لأكثر من ملياري مستخدم، مقتحمةً بذلك مجال العملات الرقمية الشائع استخدامها في الوقت الحالي.
لكن خلال عام 2017، بدأت "فيسبوك"، دراسة نظام التشفير المعتمد على تكنولوجيا "بلوك تشين"، عندما بدأت عضو فريق تطوير الشركة مورغان بيلر النظر في كيفية استخدام المنصة الاجتماعية لهذه التكنولوجيا الناشئة، لدعم عمليات الدفع بالعملات المشفرة مثل بتكوين وإيثريوم.
وفي يناير 2018، أعلن مارك زوكربيرغ مؤسس "فيسبوك"، عزم الشركة التعمق أكثر ودراسة الجوانب الإيجابية والسلبية للتقنيات الجديدة، مثل العملات الرقمية المشفرة. لكن عام 2009 دخلت المنصة الاجتماعية مجال العملة الرقمية الافتراضية حين أصدرت Facebook Credits، التي يمكن استخدامها لشراء السلع الافتراضية داخل الألعاب، لكن هذه الميزة لم تكتسب انتشاراً واسعاً وأغلقت بعد ذلك بعامين.
ما مزايا عملة "فيسبوك" المشفرة؟
في أول يوليو (تموز) 2019، أعلنت "فيسبوك" أن "ليبرا" ستظهر للنور في بداية عام 2020. وعلى وقع الاستعداد لإطلاقها سعت الشركة إلى إنشاء صراف آلي لتحويل النقود العادية إلى عملتها الجديدة والعكس، بالإضافة إلى إنشاء منصات تختلف عن منصات "فيسبوك" العادية.
وكان من المقرر أن تشمل الخدمة المرتقبة، المستخدمين الذين لا يملكون حسابات مصرفية، البالغ عددهم 1.7 مليار شخص حول العالم، لتصبح العملة الجديدة مصدر الدخل الجديد لشركة "فيسبوك" بعيداً من إيرادات الإعلانات.
وقالت "فيسبوك"، إنه يمكن لزوار مواقع التواصل الاجتماعى استخدام "ليبرا" في تسديد المدفوعات والتجارة، والحصول على التطبيقات والألعاب المدفوعة، ما سيوفر 25 مليار دولار من التحويلات المالية لصالح الشركة سنوياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق البيانات المتاحة، فإن "ليبرا" تشبه كثيراً "بتكوين" الأكثر قوة وانتشاراً في سوق العملات الرقمية المشفرة، لكن عملة "فيسبوك" تختلف عن جميع العملات الرقمية الافتراضية المشفرة الأخرى، الأمر الذي من شأنه التشجيع على التعامل بها، حيث توقعت الشركة أن تجمع نحو مليار دولار من الشركاء الحاليين والمستقبلين لدعم إطلاقها مع ما يعرف باسم "كاليبرا"، الذي سيتولى مهمة تخزين المعلومات وبيانات المتعاملين بالعملة الجديدة، والفصل بين بيانات مستخدميها ومستخدمي تطبيق "فيسبوك".
وأشارت "فيسبوك" إلى أن "ليبرا" ستكون مربوطة بعدة عملات عالمية، ومحمية من المضاربات المالية، ومدعومة بأصول حكومية، بالإضافة إلى قدرة "فيسبوك" على إصدار مزيد منها عند الحاجة، وهو ما يحميها بشكل أكبر من التقلبات، الأمر الذي من شأنه تعزيز ودعم التجارة الإلكترونية اعتماداً على خدماتها، وتعزيز الإعلانات على منصاتها.
مخاوف من انتشار العملات الرقمية
تصاعدت مخاوف الشركة من استغلال الإرهابيين للعملة الجديدة وخطورة التداول بها، حيث أنه لا توجد سيطرة حقيقية أو رقابة عليها من قبل البنوك المركزية للدول وأجهزة الدولة المعنية، ما يجعل المسؤول عنها مجهولاً.
ويمكن أن تهدر الأموال في حال اختراق النظام أو تعرض الشركة لأي أزمات، من دون أن تتمكن الدولة من السيطرة على الأمر.
لذلك، قررت اللجنة المعنية بمناقشة الموضوعات المالية والاقتصادية في الكونغرس الأميركي تخصيص جلسة استماع كاملة حول "ليبرا"، لافتة إلى أن "المعلومات الضئيلة المقدمة عن الاستخدام المحتمل والآمن للعملة ومحفظتها الإلكترونية، تكشف عن مجال هائل للمخاطر ونقص في الحماية التنظيمية الواضحة".
وفي أول مارس (آذار) الماضي، جددت شركة "فيسبوك" حديثها عن عملتها الرقمية المشفرة، وقالت إنها تدرس تطبيق نظام يضم إصدارات رقمية من العملات الحالية، بما في ذلك الدولار واليورو.
وأشارت وكالة "بلومبيرغ"، إلى أن مؤسسة "ليبرا"، التي أنشأتها "فيسبوك" لإصدار عملتها الجديدة، ستواصل عملها وفق الخطة الموضوعة.
وتشارك شركات ومنصات أخرى في "ليبرا"، منها "سبوتيفالا" و"شوبيفاي" و"ليفيت"، لكن عديداً من المؤسسات البارزة مثل "فيزا" تخلت عن الفكرة بعد انتقادها من جانب السلطات المنظمة.