وسط إقبال ملفت للنظر، حقق الإقبال على سندات "أرامكو"، وهي أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، مرحلةً مهمةً للشركة السعودية، التي تخطط لإصدار ما قيمته 10 مليارات دولار، إذ تجاوز الطلب على السندات من المستثمرين بنحو 3 أضعاف قيمتها. وهذه هي المرة الأولى في تاريخها، التي يدخل فيها عملاق النفط السعودي سوق السندات الدوليَّة.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح "إن الطلب على أوّل سندات دولية من (أرامكو) السعودية، الذي يُنظر إليه مقياساً لاهتمام المستثمرين المحتمل بالطرح العام الأولي المزمع للشركة، يتجاوز 30 مليار دولار". وتابع الفالح، في حديثه بمنتدى الطاقة السعودية الأول "إن الصفقة ستُغلق بعد غد"، وإنه يعتقد "أن الطلب على السندات يقع، إلى الشمال من، الثلاثين مليار دولار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعقدت أرامكو لقاءات مع المستثمرين الأسبوع الماضي في جولة ترويجية عالمية للسندات قبل الإصدار. ومن المتوقع أن تجتذب العملية طلباً من كل مستثمري الأسواق الناشئة ومشتري السندات ذات التصنيف الممتاز، إذ إن وضع أرامكو كأكبر شركة نفط في العالم يضع سنداتها على قدم المساواة مع كبرى شركات النفط العالمية المستقلة، مثل إكسون موبيل وشل.
وحصلت أرامكو على تصنيف ائتماني A1 من موديز، وA+ من فيتش قبيل طرح تدور آجال السندات بين ثلاث سنوات و30 عاماً.
وعيَّنت أرامكو لازارد مستشاراً مالياً لصفقة السندات، وجيه. بي مورغان ومورغان ستانلي منسقين عالميين، ومديري دفاتر، إلى جانب سيتي جروب وغولدمان ساكس وإتش. إس. بي. سي والأهلي كابيتال.
وفي تعليقه قال د.سعيد الشيخ، عضو مجلس الشورى السعودي "جاء هذا الارتفاع في الطلب على السندات الدولية، التي أصدرتها أرامكو السعودية في تقديري كما كان متوقعاً، إذ إن أرامكو تعتبر أكبر شركة نفط في العالم، ولا تختلف نظرة المستثمرين الدوليين إليها، وتقييمهم إصداراتها عن تلك النظرة والتقييمات للشركات الدولية الكبيرة مثل (إكسون) و(شل)، كما أن سجل التصنيف الائتماني للشركة السعودية من قبل هيئات التصنيف الدولية دائماً كان في درجات استثمارية عالية".
موضحاً، "إضافة إلى ذلك فإن معرفة المستثمرين بأن هذه الإصدارات تأتي لتمويل صفقة حيازة شركة البتروكيماويات (سابك) الرائدة في هذا المجال، مما يرفع من جاذبية هذا الإصدار لما تمثله (سابك) من قيمة مضافة لشركة أرامكو سواءً من حيث استكمالها سلسلة الإنتاج من الاستكشاف واستخراج النفط وتكريره، ومن ثم تصنيعه، وكذلك من ناحية تعزيز أصول أرامكو السعودية بهذه الحيازة، إلى جانب ما تحققه من زيادة في الأرباح".
وأكد، "أعتقد أيضاً أن اختيار وقت الإصدارات جاء مناسباً في ظل وتيرة صعود أسعار النفط، إذ تراوحت الأسعار حول 70 دولاراً للبرميل أخيراً".
بدوره علّق محيي الدين قرنفل، مدير الاستثمار في الصكوك العالمية وأدوات الدخل الثابت بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "فرانكلين تمبلتون للاستثمار"، "إن إصدار أرامكو يعتبر ناجحاً بكل المقاييس، بعد أن شهد إقبالاً كبيراً لدى المستثمرين"، مؤكداً أن الإصدار يؤكد بداية تعارف جيدة لعملاق النفط السعودي على أسواق الدَّين العالمية، وجاء في توقيت مثالي. وأوضح، "أن الطرح ما زال يشهد إقبالاً حتى بعد تصريحات وزير الطاقة السعودي، إذ وصلت نسبة التغطية الآن إلى أربعة أضعاف، ومن المنتظر أن تشهد نسب تغطية أعلى، إذ ما زالت عملية الاكتتاب قائمة حتى يوم الأربعاء المقبل". ولفت إلى "أن إفصاح أرامكو عن قوائمها المالية أعطى صورة واضحة وقوية عن قوة الشركة وتمتعها بمستويات ربحية جيدة مع سيولة مرتفعة، علاوة على حجم الاحتياطي الضخم الذي تمتلكه".
وتوقَّع أن تشهد إصدارات الدَّين المقبلة لأرامكو نفس الإقبال القوي، الذي تشهده السندات الحالية، الذي يعتبر نجاحها أحد المؤشرات القوية على الطرح الأولي المرتقب لأرامكو.
ووقَّعت "أرامكو" أخيراً اتفاقية شراء حصة أغلبية 70% في "سابك" من صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي السعودي)، في صفقة خاصة قيمتها 259.125 مليار ريال سعودي (69.1 مليار دولار). ويأتي الاتفاق، الذي يهدف إلى الإسهام في دعم خطط أرامكو للنمو في قطاع البتروكيماويات، بعد نحو 9 أشهر من المباحثات بين أرامكو وصندوق الاستثمارات العامة، وهو ما أسهم في تأجيل الطرح العام الأولي المزمع لـ"أرامكو"، الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات. وتعتبر أرامكو ركيزة لقطاع الطاقة حول العالم، ومزوداً عالمياً للطاقة ينتج برميلاً من كل ثمانية براميل من الخام العالمي يومياً. ويصل معدل إنتاج "أرامكو" من النفط في العام الماضي 10.3 مليون برميل يومياً، أي أقل من طاقتها الإنتاجية القصوى بنحو 1.7 مليون برميل، وفقاً لوكالة موديز. وتقدر "أرامكو" احتياطاتها المثبتة من النفط بـ227 مليار برميل، واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو "مستوى عالٍ ومريح"، حسب وكالة "فيتش". وما زالت الشركة تخطط لإطلاق طرح عام أولي لأسهمها في 2021، من المتوقع أن يجمع 100 مليار دولار، بعدما أرجأته من عام 2018.