تباينت المؤشرات في "وول ستريت" مع عودة الأسواق للتداول أمس الاثنين، السابع من ديسمبر (كانون الأول)، فبينما أغلق مؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الشركات التكنولوجية، عند مستوى قياسي، تراجع مؤشرا "داو جونز" و"ستاندرد آند بورز 500" بعد أن تأثرت الأسهم الصناعية والخدماتية بالزيادات الهائلة في عدد المصابين في كورونا بالولايات المتحدة، وعودة اغلاق الاقتصاد في ولايات عدة.
وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بواقع 148.47 نقطة أو 0.49 في المئة إلى 30.069.79، بينما خسر "ستاندرد آند بورز" 7.16 نقطة أو 0.19 في المئة إلى 3691.96 نقطة، في وقت ارتفع فيه مؤشر "ناسداك" 55.71 نقطة أو 0.45 في المئة إلى 12519.95.
التحول لشركات التكنولوجيا
وعزا المستثمرون في "وول ستريت" التحول الى الشركات التكنولوجية في "ناسداك" بسبب عودة الاغلاق من جديد في ولايات عدة، ما دفع المستثمرين إلى شراء الأسهم التكنولوجية من جديد التي ستستفيد من القيود الجديدة.
وكانت ولاية كاليفورنيا، أكبر الولايات الأميركية سكانياً وصاحبة أكبر اقتصاد بين الولايات الأميركية، طلبت من السكان اغلاق المتاجر والبقاء في المنازل بعد أن سجلت 30 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في اليوم، وضغطت أسهم الطاقة بشدة، وكان مؤشر الطاقة في "ستاندرد آند بورز" هو الأسوأ أداء بين 11 قطاعاً رئيساً، منخفضاً بنسبة 2.44 في المئة مع تراجع أسعار النفط، علماً أن القطاع كان الأفضل أداء هذا الربع، إذ ارتفع بنسبة 30 في المئة تقريباً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الحاجة لحزمة دعم
وكان تقرير الوظائف لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) قد أظهر أقل زيادة في عدد الوظائف في ستة أشهر، حيث أدت الزيادة في حالات المصابين الى تسريح مزيد من العمال وتخوف أعمال كثيرة، يضاف الى ذلك قرب انتهاء برنامج المساعدات الحكومية، وأظهر تقرير التوظيف الصادر عن وزارة العمل أن هناك 3.9 مليون شخص عاطلين عن العمل لمدة ستة أشهر على الأقل.
وأصبحت الحاجة ملحة لإقرار حزمة دعم جديدة، وأصبحت الحزمة التريليونية القديمة على وشك الانتهاء، ما يفترض إقرار أخرى جديدة لمساعدة المتضررين من استمرار الاغلاق، ويتابع المستثمرون عن كثب التطورات المتعلقة بتمرير قانون الحزمة، بعد أشهر من المفاوضات المتعثرة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ويرجح أن تكون هناك تطورات متعلقة بتمرير حزمة الدعم يوم الجمعة المقبل، حيث قال مسؤولون ديمقراطيون إن الكونغرس الأميركي من المرجح أن يدرس مشروع قانون تمويل مؤقت لمدة أسبوع لتوفير مزيد من الوقت للمشرعين للتوصل إلى اتفاق شامل في المحادثات التي تهدف إلى تقديم حزمة الدعم التريليونية.
خلافات على الدعم
ووصف الرئيس المنتخب جو بايدن مشروع قانون دعم المتعثرين من وباء كورونا البالغ 908 مليارات دولار في الكونغرس بأنه "دفعة أولى" نحو حافز أكبر العام المقبل، لكن بالمقابل، هناك خشية من ألا يصوّت الجمهوريون لصالح جولة أخرى من الانفاق، حتى هذا المبلغ المذكور هو محل خلاف بين الجمهوريين والديموقراطيين.
فقد تضاعف العجز الفيدرالي السنوي إلى نطاق تريليون دولار تقريباً خلال ولاية الرئيس دونالد ترمب قبل انتشار الوباء، وطرح هذا المبلغ سيضيف عجزاً كبيراً للاقتصاد، ويعتقد المشرعون أن توزيع لقاحات كورونا سيكون على نطاق واسع في الربيع المقبل، ما يجعلهم مترددين في دعم جولة أخرى من التحفيز.
وكانت المعلومات المبشرة التي انتشرت الشهر الماضي حول اللقاحات الواعدة من شركات الأدوية الكبرى قد رفعت آمال المستثمرين في التعافي الاقتصادي العام المقبل، وخففت المخاوف بشأن زيادة الإصابات في الولايات المتحدة، ما دفع المؤشرات الرئيسة في "وول ستريت" إلى بلوغ مستويات قياسية.
هبوط عالمي
وتراجعت الأسهم في المؤشرات العالمية مع تصاعد المخاوف بشأن زيادة حالات المصابين والقيود الجديدة، حيث أظهر مؤشر"MSCI" للأسهم العالمية، الذي يقيس الأسهم في 49 دولة، بنسبة 0.1 في المئة، بينما تراجع مؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية الأوروبي بنسبة 0.3 في المئة. وينتظر المستثمرون أيضاً قمة الاتحاد الأوروبي التي تبدأ يوم الخميس لكسر الجمود بشأن حزمة مساعدات، بالإضافة إلى آخر اجتماع لسياسة البنك المركزي الأوروبي لهذا العام في اليوم نفسه.
وتراجعت أسعار النفط إذ نزل خام برنت 46 سنتاً أو 0.9 بالمئة ليغلق عند 48.79 دولاراً للبرميل. ونزل الخام الأميركي 50 سنتاً أو 1.1 بالمئة ليغلق عند 45.76 دولاراً للبرميل.