أعمالُه دائماً ما تثير الجدل، وشخصياتُه الفنيَّة أيضاً، ولِمَ لا وهو من شارك في مسلسل "لو"، الذي أحدث جدلاً كبيراً داخل الأسر العربيَّة لمناقشته قضية الخيانة الزوجية. يجمع بين العمق والبساطة في أدوراه، وبهما يحقق التميز والحضور اللافت، الذي يضمن له البقاء فنياً. يراهن على الأثر الفني، لا الأعمال الجماهيرية، وهو ما أكدته مسيرته الفنيَّة، التي بلغت 30 عاماً حتى الآن. تعرف إليه الجمهور المصري في مسلسل "أسمهان"، وشارك أمام نجوم كبار، نحو الفنانة ليلى علوي في "كابتن عفت"، وأمام سيرين عبد النور في "لعبة الموت"، والفنانة اللبنانية نادين نجيم في مسلسل "طريق"، ونجوم ونجمات آخرين... إنه الفنان السوري عابد فهد.
"اندبندنت عربية" التقت الفنان السوري، ليكشف لنا عن جديده الفني، وكيف يرى المشهد الدرامي العربي والمصري، وعن موقفه من السباق الرمضاني، وأسباب غيابه عن الساحة الفنيَّة المصريَّة في الفترة الأخيرة.. إلى الحوار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نشاط رمضاني بحبكة مميزة
يقول عابد، "في رمضان أشارك بمسلسل، أعتقدُ أنه سيحقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور، لأن له حبكةً وتفاصيل مميزة جداً، والمسلسل من تأليف سامر رضوان، وهو إنتاج سوري لبناني مشترك، ويشارك في البطولة ستيفاني صليبا، وكاريس بشار، وخالد القيش، وإخراج شوقي الماجري. وأتفاءل جداً بشهر رمضان، ومعظم أعمالي، التي تعرض فيه تحقق حالة خاصة من النجاح".
غياب غير مقصود عن الدراما المصرية
وعن سبب اختفائه أكثر من عام عن الدراما المصرية، قال فهد، "لا أتعمَّد أبداً الخروج من الدراما التليفزيونية المصرية، أو الابتعاد عنها، بالعكس أنا شديد الحب والحماس لها، وغيابي ليس مقصوداً على الإطلاق، ولا أنسى أن الجمهور المصري عرفني في البداية من خلال مسلسل (أسمهان)، الذي حقق نجاحاً كبيراً بكل أبطاله ونجومه، والحمد لله أعتقد أني دخلت قلوب المصريين، ومن شدة هذا النجاح والحضور والتقدير شعرت بأهمية أن (تتعمد) في الدراما التلفزيونية المصريَّة، وأهمية أن تكون موجوداً بأعمال مصرية مع جمهور ذواق وكبير وضخم بهذا الحجم، فلا يمكن أن يختلف اثنان على أهمية وقوة وعراقة الدراما المصرية. أعتبرها (بوابة تاريخية)، ومستعد للمشاركة في الدراما المصرية بأي عمل جيد ودور يستحق".
شارك عابد منذ سنوات أيضاً مع الفنانة ليلى علوي في مسلسل "كابتن عفت"، وكان المسلسل تجربة شديدة التميز، حسب قول عابد فهد، حيث قال، "من أجمل التجارب التي أعتز بها هذا العمل، مع الزميلة العزيزة والنجمة الكبيرة ليلى علوي، والسيناريست المميز محمد رفعت، وربما يكون هناك تعاون جديد مع السيناريست محمد رفعت، وأنتظر اكتمال المشروع".
وحول تجربته في مسلسل "نوايا بريئة"، الذي شارك في بطولته وأسباب توقف الجزء الثاني قال عابد، "مسلسل (نوايا بريئة) جيد جداً، وشاركت فيه مع مجموعة كبيرة جداً من النجوم، مثل سوسن بدر وخالد زكي وإنجي المقدم وأحمد حاتم ونهال عنبر وغيرهم من النجوم الكبار، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً في جزئه الأول، وصوَّرنا عدداً من المشاهد في الجزء الثاني، وصلت إلى نحو 10 في المئة، وفجأة توقف المسلسل، ربما لظروف إنتاجية، وحتى الآن لا أعرف مصير الجزء الثاني".
رؤية خاصة عن الدراما العربية
وعن رؤيته للمشهد الدرامي على المستوى العربي أشار عابد إلى "أن الدراما العربية شهدت تطوراً كبيراً جداً على مستوى الصورة والسيناريو والحوار والتمثيل والتصوير والإخراج والموسيقى والديكور والإيقاع، وهذا التطور يحدث منذ فترة، لكن حدثت طفرة أخيراً مع دخول المخرجين والسينمائيين عالم التلفزيون، وهذا التحرك جيد وصحي ومشروع، فالمخرجون السينمائيون حققوا تغيراً ملموساً بوجودهم التلفزيوني، إذ تطور الإخراج، وخرجت الكاميرا من فكرة محدودية الاستوديو والتصوير الداخلي، وظهرت جماليات السينما بالدراما، وهذا سبب واضح لتقديم تحية وإجلال لكل لهؤلاء المخرجين".
محطات مهمة خلال مشواره
وعن أهم العلامات الفنية التي يعتبرها عابد فهد محطات مهمة في حياته قال "أول عمل أفتخر به، وأعتقد أنه ترك أثراً في الجمهور العربي، وحتى في مصر مسلسل (الولادة من الخاصرة)، إذ حققت شخصية المقدم رؤوف نجاحاً كبيراً، وأتذكر أن كثيراً من النجوم المصريين وصنَّاع الدراما تحدثوا معي عن هذا العمل، وأشادوا بمحتواه، الذي يتحدث عن الشأن السوري، ومن الأعمال المهمة التي أحبها الجمهور، خصوصاً المصري مسلسل (لعبة الموت) مع سيرين عبد النور وماجد المصري وميس حمدان، وعدد كبير من النجوم العرب، وحقق نجاحاً كبيراً جداً في مصر والوطن العربي، خصوصاً أنه مستوحى من عمل أجنبي، وكنت شريراً فيه على طول الخط، لكن التتابع الدرامي وأسلوب السرد والحكي شكلوا حالة خاصة عند الجمهور".
قدَّم الفنان السوري مع الفنانة اللبنانية نادين نجيم ويوسف الخال مسلسلاً بعنوان "لو"، وهو مستوح أيضاً من فيلم أجنبي، وأثار العمل كثيراً من الجدل واللغط بسبب تعرضه إلى مشكلة الخيانة الزوجية، وعلَّق عابد فهد حول نجاح هذا العمل بقوله، "فعلا مسلسل (لو) أحدث جدلاً كبيراً ولغطاً له علاقة بالعلاقة بين الزوجين واحتمالية الخيانة، وأثار الشكوك في البيوت، وفي الأوساط الاجتماعية، لأنه تعرض بوضوح إلى قصة خيانة زوجية مكتملة الأركان، وطرح العمل أسئلة شائكة جداً، فعندما تكون هناك علاقة زوجيَّة مستقرة بين زوجين، ولا يوجد سبب للخيانة، ثم يأتي شيطانٌ في لحظة ما يقلب الأمور، وتحدث الخطيئة، ما الذي يمكن أن يحدث، وهل حتماً ينتهي الأمر بجريمة شرف وقتل وانتقام؟ أسئلة طرحها المسلسل، وأحدثت ذعراً بالبيوت عند المشاهدين، وصار السؤال الأهم: كيف يمكن أن نمنع الخطيئة؟ وتحوَّل الأمر إلى جدل دائر بالبيوت والجميع تساءل: هل ممكن أن تكون الكارثة موجودة وأنا لا أعرف؟ وكيف أتعامل مع هذه الكارثة؟ وهذا التساؤل أعتقد أنه أحد أهم أسباب نجاح المسلسل".
أدوار جدلية
تحدث عابد فهد أيضاً عن تجربة مسلسل "24 قيراط"، ولماذا يتعمد اختيار أدوار لها أبعاد جدلية، وتطرح تساؤلات، يقول، "مسلسل (24 قيراط) حقق نجاحاً كبيراً، فالقصة تحكي عن رجل فقد ذاكرته، وارتبط بامرأة أخرى، ولا يتذكَّر زوجته، ولا يعرف ما تاريخه، وماذا فعل في حياته الماضية، وحتى ثروته الطائلة لا يعرف كيف حققها، وهل يمكن أن يحقق كل هذه الأموال وهو برىء أم أن الذاكرة القديمة، هي التي صنعت الثروة".