في خطوة ميدانية تواكب آلية تسريع اتفاق الرياض، بدأت القوات التابعة لكل من الحكومة الشرعية و"المجلس الانتقالي" الانسحاب من مواقعها القتالية في محافظة أبين (جنوب البلاد).
وأفاد مصدر عسكري في الجيش اليمني، لـ "اندبندنت عربية" أن عملية الانسحاب التي تجري بين قوات الطرفين بإشراف لجان عسكرية سعودية، شملت حتى الساعة نحو 4 ألوية عسكرية من الجانبين من مناطق "شقرة" و "قرن الكلاسي" و "الدرجاج" و "جبل سيود" و "وادي حسان" بمحافظة أبين، وذلك تنفيذاً للشق العسكري من اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
قوات سعودية لفصل الاشتباك
وأكد المصدر أن اللجنة العسكرية السعودية المشرفة على تنفيذ الاتفاق بدأت تمركزها في مواقع خطوط التماس الأمامية في شرق وشمال مدينة زنجبار (مركز محافظة أبين)، بهدف الفصل بين قوات الجانبين ومراقبة أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.
وتتويجاً لعملية الفصل بين القوات المتحاربة، أوضح المصدر أن "قوات من الجيش الموالي للحكومة ممثلة باللواء 89 مشاة المكونة من نحو 60 مركبة، انسحبت من مواقعها في سلسلة جبال "قرن الكلاسي" في غرب مدينة شقرة الساحلية (تبعد عن عدن نحو 4 كم) إلى مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين، على أن تتمركز في مرتفعات جبل "يسوف"، حيث من المقرر أن تشارك في المعارك ضد مليشيا الحوثي في جبهة مكيراس".
وذكر المصدر أن "قوات اللواء 14صاعقة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، انسحبت من مواقعها في منطقة "الشيخ سالم" (شرق مدينة زنجبار) باتجاه محافظة الضالع (جنوب البلاد) على أن تتبعها باقي القوات، حيث ستنضم إلى جانب قوات الجيش و"المقاومة الجنوبية" في المعارك ضد ميليشيا الحوثي في المحافظة".
استكمال الملف
ولاستكمال هذا الملف الذي تحدث بيان التحالف العربي أنه يسبق تنفيذ الملف السياسي المتمثل بتشكيل حكومة جديدة مرتقبة مكونة من 24 وزيراً يشارك فيها المجلس الانتقالي وتكون مناصفة بين الشمال والجنوب، تحدث المصدر العسكري عن أن عملية انسحاب باقي الوحدات التابعة لقوات الطرفين، ستتواصل تباعاً خلال الساعات القادمة من مواقعها في مناطق "الطرية" و "قرن الكلاسي" و "الشيخ سالم" على أن تتبعها باقي المحافظات الجنوبية بما فيها العاصمة المؤقتة عدن.
وفي حين تحدث مراقبون عن جملة من العراقيل التي تقف حائلاً دون استكمال باقي خطوات تنفيذ "الشق العسكري" في الاتفاق الذي وصف بـ"الشائك" كونه السبب الرئيس لتأخر تنفيذ باقي البنود ومنها السياسي والاقتصادي، أوضح المصدر أن "آلية العملية حددت فترة أسبوع لاستكمال انسحاب قوات الطرفين وإعادة تموضعها في مواقعها السابقة" قبل اندلاع المواجهات بينهما في أغسطس (آب) الماضي التي انتهت بسيطرة الانتقالي على عدن وبعض المحافظات الأخرى بقوة السلاح وطرد الحكومة الشرعية منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مناوشات
وكانت القوات الحكومية في أبين قد اتهمت قوات المجلس الانتقالي باستهداف مواقعها وخرق تطبيق اتفاق الرياض وهددت بالرد، وذلك بعد ساعات من بدء أولى الوحدات العسكرية من قوات الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالانسحاب من مواقعها في محافظة أبين.
حدث مهم
وفي تصريح يعكس حالة التفاؤل التي أبدتها الحكومة اليمنية ومن خلفها الشعب اليمني، الذي يأمل في إنهاء الخلافات البينية والتفرغ لانتشال الواقع الاقتصادي والإنساني الصعب الذي تشهده البلاد، قال رئيس الوزراء اليمني المكلف معين عبدالملك، إن "الشروع في الخطوات العملية لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض حدث مهم وواعد يطوي مرحلة صعبة تركت أثراً سيئاً على الوضع العام للدولة والبلاد".
وأضاف في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، "ما كنا لنصل إلى هذه الخطوة المهمة لولا دعم رئيس الجمهورية وروح المسؤولية التي أبدتها مختلف القوى السياسية والجهود الجبارة التي بذلها الإخوة في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، لرص الصفوف وإنهاء الانقسام وتوحيد الجهود لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب في اليمن".
وقال التحالف العربي بقيادة السعودية، الجمعة، إن خطوات تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض تسير حسب الخطط، بدءاً بفصل القوات في محافظة أبين وتحريكها باتجاه الجبهات، إلى جانب إخراج القوات الموجودة في عدن إلى خارجها.
وأشاد التحالف وفقاً لما نقلته وسائل إعلام سعودية، بـ"التزام وجدية الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي في تنفيذ الشق العسكري".
وكان مصدر في التحالف أعلن الخميس، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، أنه تم استكمال كافة الترتيبات اللازمة لتطبيق آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، حيث تم التوافق على تشكيل الحكومة اليمنية من مختلف المكونات السياسية، وسيعلن عنها فور اكتمال تنفيذ الشق العسكري وفي غضون أسبوع.
نحو السلام والأمن
حالة التفاؤل أبداها أيضاً السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر الذي قال في تغريدة على تويتر، إن "جهود عام كامل من الصبر والعمل الدؤوب المستمر، تبذل لأجل اليمن وشعبه الشقيق، والتزام وتعاون لتنفيذ اتفاق الرياض سيجني ثمارها اليمنيون نحو السلام والأمن والاستقرار والتنمية ومستقبل واعد".
وأضاف، أن "فريق التنسيق والارتباط السياسي وقيادة وضباط قوات التحالف يداً بيد مع قيادات وضباط القوات الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لتنفيذ الاتفاق لنفض غبار المعارك وحقن الدماء وتوحيد الصفوف واستعادة السلام والأمن والاستقرار".
من جانبه قال عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في تصريحات صحافية إن المجلس "يثمن عالياً الجهود التي بذلها الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض، التي تعكس حرصهم ودورهم الرائد في حماية أمن واستقرار المنطقة، وتوحيد الجهود السياسية والعسكرية تجاه مجابهة تهديدات مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية والمتطرفة، وكذا إفشال المخططات المعادية التي تستهدف الأمن القومي العربي".