كما في نهاية كل عام، يترقب محبو الموضة والإكسسوارات والديكور اللون الذي سيختاره دليل "بانتون" للعام الجديد. وفيما نودع اللون الأزرق الغامق الملكي المليء بالطموح والثقة، نستقبل مزيجاً لونياً متبايناً من الأصفر الزاهي والرمادي المطلق، وصفه الدليل بأنه رسالة تساعد على الاستمرارية والارتقاء محمّلة بالقوة والأمل.
فقد أعلن "بانتون" عن زوج من الألوان للعام القادم بدلاً من لون واحد، في قرار يُعيدنا خمس سنوات إلى الوراء، عند اختيار اللونين الوردي (Rose Quartz) والأزرق (Serenity) لعام 2016، فقد أعلنت لوري بريسمن نائبة رئيس معهد "بانتون" للألوان في هذا المجال أنه "لا وجود لأي لون يمكن أن يعبر وحده عن معنى الحاضر الذي نعيشه. وقد أدركنا أننا لا نستطيع اختيار لون محدد بمفردنا في ظل أجواء تعزز حاجة بعضنا إلى بعض وإلى الدعم العاطفي والأمل"
ودأبت شركة الألوان والحلول الرقمية العالمية المزود الأول لمعايير لغة الألوان الاحترافية "بانتون" منذ عام 2000، أي على مدى أكثر من 20 عاماً، على اتباع فكرة نشر اتجاه لوني محدد لكل سنة، بحيث يؤثر في توجهات المصممين، ويُعتمد كلون رائج في التصاميم البصرية على اختلاف مجالاتها.
تُزود شركة بانتون عالم التصميم بلغة عالمية للألوان، وتصدر بشكل دوري ألبومات خاصة لعينات الألوان المختلفة وتدرجاتها، فهي صاحبة دليل "بانتون" اللوني الذي يضم عينات ألوان تستخدم من قبل المصممين في كل مرحلة من مراحل سير العمل في العلامات التجارية والشركات، وتتيح لهم اتخاذ قرارات حاسمة بخصوص الألوان، بصرف النظر عن الأجهزة المستخدمة لإنتاج اللون، وذلك من خلال نظام مطابقة لوني موحد ابتكرته الشركة باستخدام التقنيات الرقمية، إذ يعتمد أكثر من 10 ملايين مصمم ومخرج حول العالم على منتجات وخدمات Pantone للمساعدة في تحديد اللون المناسب بالاستفادة من الأدوات و التقنيات المتقدمة المقدمة من قبل الشركة لإنتاج تصاميم بألوان متناسقة للمواد المختلفة وتشطيبات التصاميم والأزياء والمنتجات.
معهد بانتون
يقع على عاتق معهد بانتون، الذي يُعد وحدة عمل خاصة ضمن الشركة نفسها، مسؤولية اختيار لون أساس لكل عام، كما يتنبأ باتجاهات الألوان العالمية، ويقدم مشورة للشركات بخصوص ألوان الهوية البصرية الخاصة بمنتج ما أو علامة تجارية.
ويتعاون المعهد، بالاعتماد على تنبؤات الاتجاهات الموسمية وعلم نفس الألوان، مع العلامات التجارية العالمية، للاستفادة بشكل فعال من قوة الألوان وعلم النفس وتأثيرات الألوان في إستراتيجية التصميم الخاص بهم، فيقوم خبراء الألوان بالبحث كل عام عن تأثيرات لونية جديدة حول العالم، وتتطلب عملية الاختيار هذه دراسة وتحليلاً طويلاً، إضافة إلى دراسات نفسية يشرف عليها أهم خبراء الألوان في معهد "بانتون"، بحيث يشمل اللون المختار كل الصناعات البصرية من ترفيه وأفلام وأعمال فنية.
وقد أثر لون العام على مدى أكثر من عشرين عاماً في تطوير المنتجات واتخاذ قرارات الشراء في عديد من الصناعات، بما في ذلك الأزياء والديكور والمفروشات المنزلية والتصميم الصناعي بالإضافة إلى التغليف وتصميم الغرافيك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لون العام الجديد
كان اختيار السنة الحالية 2020 منطلقاً من مشاعر عدم الاستقرار، التي كانت تجتاح العالم، فكان من الضروري اختيار لون يسلط الضوء على رغبتنا في بناء أساس مستقر، يمكن الاعتماد عليه ونحن نعبر إلى عتبة عصر جديد، أما مزيج اللونين الأصفر والرمادي المختار للعام القادم، فجاء بحسب بانتون تعبيراً واضحاً عن الحالة المزاجية لعام 2021، فهما يوضحان باختيارهما معاً كيف تتحد العناصر المختلفة لدعم بعضها بعضاً، لتشكيل ناتج عملي وصارم وفي نفس الوقت دافئ ومتفائل، يعبر عن القوة والإيجابية معاً.
هو اتحاد طموح يخاطب جوهر الروح البشرية، ليبعث فيها الأمل بأن كل شيء سيصبح أفضل وأكثر إشراقاً، فبينما يبحث الناس عن طرق لتحصين أنفسهم بالطاقة والأمل للتغلب على حالة عدم اليقين المتواصلة، تُرضي هذه الظلال المفعمة بالحيوية والجرأة سعيهم وراء النماء والنشاط.
الأصفر المشع والمبهج الذي يتلألأ بحيوية بظل دافئ مشبع بطاقة الشمس، مع الرمادي الذي يبعث برسالة سعادة مدعومة بالثبات، فهو يعد واحداً من رموز العناصر الصلبة المتينة والداعمة، التي تدوم طويلاً وتشكل أساساً ثابتاً في العالم البصري، كألوان الحصى على الشاطئ وعناصر الطبيعة التي يبرز مظهرها المتجدد القدرة على الصمود أمام اختبار الزمن، ويشجع مشاعر الاتزان والاستقرار والمرونة ودعم الروح المعنوية.
الاقتران بين هذين اللونين يسلط القدرة على حاجتنا الفطرية إلى الظهور وإلى أن نكون مرئيين ومعترف بنا وأصواتنا مسموعة، مزيج يلهم بالتبصر والابتكار والحدس واحترام الحكمة والخبرة، ما يدفعنا إلى الأمام نحو طرق جديدة في التفكير وخلق المعاني و المفاهيم.
طريقة استخدام الألوان
أما في طريقة استخدام هذه الألوان، فأشار "بانتون" إلى أنه من غير المُلزِم استخدام اللونين بنسب متساوية، بل يمكن أن يغلب أحدهما على الآخر في مختلف تصاميم الصناعات البصرية سواء في الملابس أو التجميل أو المفروشات أو تصميم المنتجات والتغليف.
في تصميم الوسائط الرقمية المتعددة من نصوص ورسومات وصور ثابتة ومتحركة، فهذان اللونان بإمكانهما تحقيق غاية الجذب البصري لأن اقترانهما ينتج رسالة ملحوظة بصرياَ، أما في ما يخص الإكسسوار والأزياء، فالأصفر الزاهي الذي تتخلله لمسة من الرمادي ينقل رسالة تدعو للقوة والإشراق، وفي مجال التجميل يعطي الجمع بين اللونين البارد والدافئ، عند استخدامها في الشعر والأظافر، انطباعاً مثيراً ويضيف التباين بينهما جاذبية وسحراً خاصاً.
أما في ما يخص ديكور المنازل، فيعكس هذا المزيج تأثيراً رائعاً يضبط الحالة المزاجية في أي غرفة في المنزل، ما يضيف جرعة من السعادة والإيجابية على المكان، كما بإمكان اللون الأصفر عند استخدامه جنباً إلى جنب مع الرمادي في بياضات المائدة والأغطية وإكسسوار المنزل، أن يضفي النشاط والحيوية في الأجواء.
ويعد هذا المزيج تركيبة مثالية لأي مكتب، سواء في المنزل أو المساحات التجارية، ففي هذه الحالة يوفر اللون الرمادي أساساً ثابتاً للأصفر النابض بالحياة، الذي يزيد من الوعي ويعزز الحدس وينير الطريق إلى الفضول والانفتاح الفكريين والأصالة والإبداع.
احفظ هذا المزيج جيداً لأنك ستراه كثيراً من حولك بدءاً من منصات التواصل الاجتماعي إلى عالم الموضة والأزياء وصولاً إلى عالم التصميم الرقمي وطبعاً تصميم الديكور.