كشفت السعودية عن خطتها لتوزيع لقاح كورونا على سكان البلاد، بعد أن سجلت انتصاراً ساحقاً على الفيروس قبل ذلك، إذ ارتدّت الحالات من سقف الـ 10 آلاف يومياً إلى أقل من 200 حالة أخيراً، حتى بعد هبوب الموجة الثانية من الجائحة على أقطار عدة.
وأعلنت السلطات الصحية اليوم الثلاثاء حملة تطعيم للقاح المستجد على ثلاثة مراحل، داعية المواطنين والمقيمين فيها للتسجيل من أجل الحصول على لقاح "فايزر -بيونتيك"، بعدما أجازت الهيئة العامة للدواء والغذاء السعودية استخدامه الأسبوع الماضي.
وتستهدف المرحلة الأولى المواطنين والمقيمين ممن هم فوق سن الـ 65 عاماً، وكذلك أصحاب المهن الأكثر عرضة للعدوى بأمراض مزمنة، بينما ستشمل المرحلة الثانية فئة من تجاوزوا 50 عاماً.
أما المرحلة الثالثة في المملكة التي يبلغ عدد سكانها 34 مليوناً، فستفتح الباب أمام جميع المواطنين والمقيمين الراغبين في أخذ اللقاح، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس)، لكن من دون أن تحدد مدة كل مرحلة أو تاريخ انطلاقها.
وأعلنت وزارة الصحة بدء التسجيل للحصول على اللقاح ابتداء من الثلاثاء للسعوديين والمقيمين وذلك عبر تطبيق "صحتي"، على أن يكون اللقاح مجانياً.
6 آلاف وفاة قبل اللقاح
وكانت السعودية أجازت الخميس الماضي استخدام لقاح "فايزر" لتصبح ثاني دولة في الخليج بعد البحرين، تعطي الضوء الأخضر لاستخدامه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأجازت الولايات المتحدة التي بدأت حملة تلقيح واسعة النطاق، الإثنين، استخدام العقار إضافة إلى بريطانيا وكندا والأردن.
وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 360 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، بما في ذلك أكثر من 6 آلاف حالة وفاة، وهو المعدل الأعلى في منطقة الخليج، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأودى الفيروس بأكثر من 1,6 مليون شخص حول العالم، وأصاب أكثر من 68 مليوناً منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي.
الإمارات تعتمد لقاح الصين مع قلة كفاءته
في غضون ذلك، باشرت جارتها الإمارات حملة التلقيح، الإثنين، ضد فيروس كورونا المستجد في العاصمة أبوظبي، وذلك بعد أيام من تسجيل الدولة الخليجية رسمياً للقاح شركة "سينوفارم" الصينية. وكانت الإمارات من بين الدول التي شاركت في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الصيني.
وتعتبر السعودية والبحرين والإمارات من أوائل دول العالم التي بدأت حملة التطعيم الجماعي، إذ كانت بريطانيا بدأت الأسبوع الماضي أول حملة تلقيح باستخدام لقاح "فايزر"، وتبعتها الولايات المتحدة التي أطلقت حملتها الإثنين.
وأعلنت الإمارات والبحرين، اللتان استضافتا المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح "سينوفارم"، تسجيل اللقاح رسمياً الأسبوع الماضي. وأكدت أبوظبي أن النتائج الأولية أظهرت فعاليته بنسبة 86 في المئة. وكانت الإمارات أجازت في سبتمبر (أيلول) الماضي الاستخدام الطارئ للقاح للعاملين في المجال الصحي.
وقالت موظفة لدى دائرة الصحة في أبوظبي عبر الهاتف، إنه بات بإمكان السكان حجز موعد عبر تطبيق شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، لأخذ اللقاح مجاناً بمراكز عدة في العاصمة.
وبحسب وسائل إعلام إماراتية، فإن اللقاح متوفر في 45 مركزاً صحياً على الأقل من مستشفيات وعيادات. وذكرت صحيفة "الإمارات اليوم" أن المراكز ستعمل من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء. ويتكوّن لقاح "سينوفارم" من جرعتين بفارق 21 يوماً بينهما، ومثله لقاح "فايزر" الذي اعتمدته السعودية، بعد أن وصلت فعاليته إلى 95 في المئة.
وتطور الصين أربعة لقاحات بما في ذلك "سينوفارم"، لكنها لم تنشر معلومات كافية عن هذه اللقاحات مقارنة بشركات غربية أخرى. وفي البيرو، تم تعليق التجارب السريرية للقاح "سينوفارم" بعد اكتشاف مشكلات عصبية لدى أحد المتطوعين.
وحصلت الشركات الصينية الرائدة في مجال اللقاح "سينوفاك وسينوفارم" على طلبات مسبقة لأقل من 500 مليون جرعة بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، معظمها من البلدان التي شاركت في التجارب.
دول عربية بين اللقاح الصيني والأميركي
وتنوي البحرين تلقيح كل من بلغ 18 عاماً فأكثر من خلال 27 مؤسسة صحية، على أمل الوصول إلى معدل تلقيح 10 آلاف شخص خلال اليوم الواحد، بحسب تقرير وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وقالت البحرين قبل أسبوع، إنها الدولة الثانية حول العالم التي منحت تصريحاً طارئاً لاستخدام " فايزر"، فيما كانت المملكة المتحدة أول الدول.
وأفادت "أسوشيتد برس" أن الطقس الدافئ في الشرق الأوسط يعتبر تحدياً رئيساً تواجهه شركة "فايزر"، إذ يتطلب اللقاح التخزين والشحن في درجات شديدة البرودة، تبلغ حوالى 70 درجة مئوية تحت الصفر.
ومن المقرر أن توضح وزارة الصحة السعودية خطة توزيع اللقاح على سكانها البالغ عددهم 34 مليون نسمة.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن مصر حصلت على الشحنة الأولى من اللقاح الصيني "سينوفارم"، الخميس، قادماً من دولة الإمارات.
وفي عمّان، أعلنت وزارة الصحة الأردنية أنها تأمل أن تتلقى اللقاحات خلال الربع الأول من العام المقبل، وتطمح إلى تلقيح ما بين 20 إلى 25 بالمئة من سكان المملكة البالغ عددهم أكثر من عشرة ملايين نسمة. أما في المغرب والجزائر، فأعلنت السلطات اعتماد مجانية التلقيح ضد فيروس كورونا، لجميع المواطنين.
وفي لبنان، أعلنت وزارة الصحة منذ أيام أنها حجزت نحو مليوني لقاح من إنتاج شركة "فايزر" الأميركية، يُتوقع وصولها خلال الربع الأول من العام 2021.
بلد اللقاح أولاً
وتتجه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة التي أطلقت عملية لوجستية ضخمة لتوزيع لقاح "فايزر-بيونتيك" المضاد لفيروس كورونا، تمهيداً لبدء حملة تلقيح واسعة النطاق لسكانها أمس الإثنين، فيما فرضت ألمانيا قبل عيد الميلاد إغلاقاً جزئياً لمكافحة الجائحة التي أدت إلى وفاة 1,6 مليون شخص حول العالم خلال عام واحد.
أما في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً من الوباء، مع 297 ألفاً و843 وفاة، وأكثر من 16 مليون إصابة، فبدأ شحن لقاح تحالف "فايزر-بيونتيك" في صناديق وعلى درجة حرارة 70 تحت الصفر، من مصنع "فايزر" في ميشيغان إلى المستشفيات ومراكز تلقيح أخرى أعدت لبدء إعطاء اللقاح لملايين الأميركيين، اعتباراً من الإثنين.
وقال الجنرال غاس بيرنا من عملية "وارب سبيد" التي أطلقتها الحكومة الأميركية لضمان تسليم اللقاح ضد "كوفيد-19"، إن "الشحنات الأولى وصلت صباح الإثنين".
وبحسب المسؤول، فثمة 145 موقعاً عبر الولايات المتحدة ستتلقى اللقاحات الإثنين و425 أخرى الثلاثاء و66 الأربعاء.
وتشمل مرحلة التلقيح الأولى نحو 3 ملايين شخص، فيما الهدف هو تلقيح 20 مليون شخص بالمجمل في ديسمبر (كانون الأول).
وقال مجلس الأمن القومي الأميركي الأحد، إن المسؤولين الفيدراليين الكبار سيعطون أولوية أخذ اللقاح للحفاظ على عمل المؤسسات الحكومية. وأوضحت "فايزر" أن 20 طائرة ستنقل يومياً جرعات اللقاح إلى المناطق الأميركية.
وارتفع عدد الإصابات في البلاد بشكل كبير بوصوله إلى 1,1 مليون إصابة جديدة خلال الأيام الخمسة الماضية، فيما أثارت وفاة مغني الكاونتري الأسود شارلي برايد (86 سنة) جراء إصابته بالفيروس، حزناً في الولايات المتحدة.
وأصبحت الولايات المتحدة الأميركية سادس دولة تعطي موافقتها على اللقاح بعد بريطانيا وكندا والبحرين والسعودية والمكسيك. ويفترض أن تعطي وكالة الأدوية الأوروبية موافقتها بحلول نهاية ديسمبر.
وكانت السعودية بين أوائل الدول التي اتخذت إجراءات صارمة في مواجهة كورونا، لا تزال أكثرها مستمرة، مثل فرض قيود على السفر منها وإليها، واعتماد التعليم عن بعد في جميع المراحل، كما أنها لم تسمح حتى الآن بتشغيل كامل طاقة الحرمين الشريفين، اللذين يقصدهما ملايين المسلمين حول العالم.