يقدّر أن واحداً من كل 11 شخصاً في إنجلترا قد طوّر أجساماً مناعية مضادة لـكوفيد- 19، وفق أحدث البيانات في المملكة المتحدة.
صدرت الأرقام الأخيرة عن "مكتب الإحصاءات الوطنية"Office for National Statistics البريطاني، وتشير إلى أن ما مجموعه ثلاثة ملايين و914 ألف شخص، أو 8.7 في المئة من السكان، كانوا سيحصلون على نتيجة موجبة في فحوص تتقصّى وجود الأجسام المناعية المضادة للفيروس لديهم، لو أنهم خضعوا لها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
في الواقع، تتخطى النتائج الأخيرة تقديرات سجّلت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وشارك فيها 3.1 مليون شخص، فيما تفوق ضعف ما جاء في التحليل الخاص بالحكومة البريطانية، الذي يذكر أن 1.85 مليون شخص في المملكة المتحدة قد أصيبوا بفيروس كورونا حتى الآن.
في هذا الصدد، ذكر "مكتب الإحصاءات الوطنية" أن ثمة "تبايناً جوهرياً" بين مناطق مختلفة من إنجلترا في ما يتصل بوجود الأجسام المضادة لكورونا لدى السكان.
على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن 12.8 في المئة من سكان مدينة لندن يحملون في دمائهم أجساماً مضادة لكورونا. 10.1 في المئة في الشمال الشرقي، و10.9 في المئة في الشمال الغربي، و11.1 في المئة في يوركشاير وهامبر (في وسط أنجلترا)، علماً أنها ثلاثاً من بين المناطق الأكثر تضرراً بالإصابات في البلاد.
في المقابل، 3.9 في المئة من فحوص الكشف عن الإجسام المضادة لدى سكان الجنوب الغربي كانت موجبة، ما يشير إلى أن 179 ألف شخص في المنطقة قد أصيبوا بالفيروس وتعافوا منه.
في المناطق خارج إنجلترا، قدّر مكتب الإحصاء ذاته أن 326 ألف شخص في اسكتلندا يحملون أجساماً مضادة لكورونا (7.3 في المئة)، و140 ألف في ويلز (5.5 في المئة)، و49 ألف في إيرلندا الشمالية (3.3 في المئة).
معلوم أن الجسم يستغرق عادة ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع لتشكيل ما يكفي من أجسام مضادة لمكافحة عدوى كورونا، ولكن بمجرد أن يتعافى الشخص، تنخفض مستويات بروتينات "البحث والتدمير" تلك (تتكوّن الأجسام المضادة من بروتينات أساساً) في الدم.
بمرور الوقت، يمكن أن يتراجع عدد الأجسام المضادة لدى الشخص لدرجة أن الاختبارات لا تعود تكتشفها، على الرغم من أن البحوث الحديثة أظهرت أن المناعة ضدّ كوفيد- 19 تستمرّ ثمانية أشهر في أقل تقدير، ويمكن أن توفّر شكلاً من الحصانة الطبيعية طوال سنوات عدة.
تعتمد التقديرات التي توصّل إليها "مكتب الإحصاء الوطني" على الآلاف من فحوص الدم التي أجراها متخصص متدرب في منازل المشاركين. ثم تم استقراء نتائج المسح على الصعيد الوطني.
أما عيّنة البحث، فتتضمن من تخطوا الـ16 سنة من العمر، وتستثني منهم الأشخاص في المستشفيات ودور الرعاية ومؤسسات الرعاية الأخرى في إنجلترا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الحال أن 8.7 في المئة تعدّ النسبة الأعلى منذ أن بدأ "المكتب الوطني للإحصاء" دراسته حول الأجسام المضادة في مايو (أيار) الماضي، في ذروة الموجة الأولى للفيروس.
وقتذاك، اعتقد أن 3.3 مليون شخص، أو واحد من كل 14 شخصاً، أنتجت أجهزتهم المناعية أجساماً مضادة لفيروس كورونا.
كذلك وجد الاستطلاع الأحدث الذي نهض به مكتب الإحصاء عينه أن الأشخاص المنتمين إلى أقليات إثنية كانوا أكثر ميلاً إلى الحصول على نتائج موجبة في فحوص الكشف عن كورونا (تأكيد الإصابة) مقارنةً بنظرائهم من العرق الأبيض، وذلك في المهن التالية: الخدمات الشخصية والرعاية الاجتماعية والفنون وصناعة الترفيه والاستجمام.
في شرق ميدلاندز، كانت فحوص الكشف عن كوفيد- 19 الخاصة بأشخاص بين صفوف الأقليات الإثنية يعملون في مجال الخدمات الشخصية أكثر احتمالاً بأربعة أضعاف لإعطاء نتائج موجبة (تأكيد الإصابة).
تأتي النتائج الجديدة فيما وضعت الحكومة البريطانية لندن ضمن الدرجة الثالثة الأكثر صرامة من قيود الإغلاق (الحجر)، وذلك بعدما شهدت ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة.
تذكيراً، أظهرت بيانات نشرت الأسبوع الماضي أن معدلات الإصابات لكل 100 ألف شخص في لندن بلغت 191.8 حالة، واضعةً المدينة في مقدمة المناطق التي تطبّق الإجراءات الأكثر صرامة لاحتواء الفيروس، على غرار ويست ميدلاندز (في وسط البلاد).
من المقرر إجراء مراجعة على مستوى البلاد لـ"نظام الثلاثة مستويات" هذا الأسبوع، علماً أنّ العاصمة أعيد وضعها ضمن الدرجة الثالثة الأكثر صرامة من قيود الإغلاق كما كان قد توقع صادق خان عمدة لندن في وقت مبكر يوم الاثنين.
وكان خان قد قال لشبكة "سكاي نيوز"في حينه، "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية زيادة كبيرة في انتشار عدوى الفيروس".
© The Independent