على الرغم من محاولات صناع السينما النهوض بها وإرجاع عجلة الإنتاج إلى طبيعتها، فإن التخبط والإحباط والإيرادات الهزيلة والنزيف والخسائر هي عناوين المرحلة. علماً أن الإقبال على فيلم "الغسالة"، الذي عُرض خلال عيد الفطر، شجع صناع السينما على عرض أفلام في دور السينما مع الأخذ بالاعتبار الإجراءات الوقائية، ومنها خفض نسبة الجمهور إلى نحو 25 في المئة.
وضُخت أفلام أكبر من حيث الميزانيات والنجوم. وخلال الأشهر الماضية عرضت مجموعة من الأفلام، منها "توأم روحي" لحسن الرداد وأمينة خليل وعائشة بن أحمد، و"الخطة العايمة" لغادة عادل وعلي ربيع ومحمد عبد الرحمن، و"الصندوق الأسود" لمنى زكي ومحمد فراج ومصطفى خاطر، وكذلك "زنزانة 7" لأحمد زاهر ومايا نصري ونضال الشافعي، و"عفريت ترانزيت" لمحمد ثروت ومجموعة من نجوم الكوميديا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد منيت معظم الأفلام بخيبة أمل ووصل نزيف الإيرادت إلى ذروته، لدرجة أن بعض صناع السينما قدروا الخسائر المادية بنحو مليار جنيه مصري (نحو 670 ألف دولار أميركي) منذ بداية جائحة كورونا.
أفلام أفلتت من الخسارة
وتخطى أزمة الإيرادات والخسائر بشكل كبير فيلمان فقط، هما "توأم روحي" الذي وصلت إيراداته إلى نحو 13 مليون و700 ألف جنيه (نحو 930 ألف دولار)، وفيلم "الغسالة" الذي يعرض منذ موسم عيد الفطر الماضي، وحقق إيرادات وصلت إلى 16 مليون جنيه مصري (نحو مليون دولار أميركي)، وتصدر قمة الإيرادات خلال أزمة كورونا.
ويتقدم فيلم "الصندوق الأسود" الأفلام ذات الإيرادات المحبطة. فعلى الرغم من أنه يتصدر الإيرادات اليومية في السينما المصرية، تُعد إيراداته متوسطة بسبب الظروف، وفيما تجاوزت مدة عرضه 4 أسابيع يحاول الوصول إلى المليون السادس (نحو 400 ألف دولار أميركي).
وقد حقق الفيلم في الأيام القلية الماضية نحو 100 ألف جنيه (نحو 6800 دولار أميركي).
ولم يحقق فيلم "الخطة العايمة" الذي يُعرض منذ نحو 8 أسابيع، النتائج المتوقعة. وعلى الرغم من أنه بطولة نخبة من نجوم الكوميديا، جاء متوسط إيرادات الفيلم اليومية نحو 50 ألف جنيه أو أقل (نحو 3500 دولار أميركي)، واقترب من المليون التاسع بصعوبة (نحو 600 ألف دولار أميركي).
أما فيلم "زنزانة 7" فعرض أيضاً منذ أكثر من 8 أسابيع، لكن إيراداته لم تتجاوز 8 مليون جنيه (نحو 535 ألف دولار أميركي).
كذلك طُرح فيلم "عفريت ترانزيت" الذي حقق قرابة مليون و200 ألف جنيه مصري (نحو 80 ألف دولار أميركي).
الجائحة مستمرة
ويصف المنتج هشام عبد الخالق، عضو غرفة صناعة السينما المصرية، الفترة الماضية بـ"حقل اختبار للسينما، كي نعرف كيف يمكن التعامل مع الأفلام في ظل الجائحة وتطبيق الإجراءات الاحترازية". ويلفت إلى أن "الإيرادات التي تحققت ضعيفة ولا تليق بالأفلام الضخمة التي يفترض عرضها قريباً" متخوفاً من "احتمال تفاقم موجة كورونا، ما قد يؤجل كل شيء إلى حين وضوح الرؤية".
ويتابع عبد الخالق أن "الأفلام الصغيرة قد لا تكون خسارتها كبيرة، ولعلها لم تخسر أو ربما ربحت، لكن خسائر السينما عموماً من حيث التكلفة أكبر من مكاسبها، والإيرادات الضعيفة لا تشجع على ضخ أعمال كبيرة، وسيظل المصير مجهولاً إلى حين وجود حل جذري يتمثل في عودة دور العرض بالكامل وضمان تحقيق الأفلام نجاحاً مادياً يعوض تكاليف إنتاجها".