في وقت يبدي فيه عديد من المسؤولين الأميركيين مخاوف حيال نطاق الهجوم الإلكتروني الواسع الذي استهدف وكالات حكومية، قال رون كلين، الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ليكون كبير موظفي البيت الأبيض، الأحد، إن رد الأخير على حملة الاختراق التي جرى الكشف عنها الأسبوع الماضي لن يقتصر على العقوبات.
وأضاف أن بايدن يدرس سبل الرد على من يشتبه بأنهم متسللون روس اخترقوا نحو ست وكالات حكومية أميركية، واطلعوا على بيانات آلاف الشركات الأميركية.
وفي مقابلة مع شبكة (سي بي أس)، قال كلين "الأمر لا يقتصر على العقوبات، وإنما يمتد لتحركات وأشياء يمكننا القيام بها لتحجيم قدرة الأطراف الأجنبية على شن مثل هذه الهجمات".
وقال أشخاص مطلعون على الأمر لـ"رويترز"، إن الخيارات التي تدرسها إدارة بايدن لمعاقبة موسكو بشأن دورها المزعوم تشمل عقوبات مالية وعمليات اختراق انتقامية للبنية التحتية الروسية.
وينفي الكرملين أي دور له في هذه الواقعة. وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حديثه خلال مناسبة لإحياء الذكرى المئوية لإنشاء وكالة المخابرات الخارجية الروسية (أس في آر)، بعملها، قائلاً إنه فخور "بالعمليات المهنية الصعبة التي نفذتها".
ضرر بالغ
وقال الجمهوري ميت رومني عضو مجلس الشيوخ الأميركي لشبكة (أن بي سي)، إن خرق بيانات الحكومة أحدث "ضرراً بالغاً". وأضاف "هذا يتطلب رداً. ويوجب علينا معالجته في أسرع وقت ممكن".
وقال السيناتور مارك وارنر، كبير الأعضاء الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، لشبكة (أيه بي سي)، إن الهجوم الإلكتروني ربما يكون مستمراً، وإن المسؤولين لم يحددوا بعد حجمه بشكل كامل، لكنه لم يصل إلى حد استخدام الخطاب العدائي الذي استخدمه رومني، الذي وصف العملية بأنها "غزو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال وارنر "الأمر يقع في تلك المنطقة الرمادية بين التجسس والهجوم"، لكنه أيّد دعوة رومني للرد، قائلاً إن على واشنطن أن توضح للخصوم "أنك إذا قمت بهذا النوع من الإجراءات، فسنقوم نحن وآخرون بالرد".
وقال آدم شيف، الرئيس الديمقراطي للجنة المخابرات بمجلس النواب، لشبكة (أم أس أن بي سي)، إن الولايات المتحدة "سيكون عليها الرد والردع". وأضاف أن عليها أيضاً زيادة الاستثمار في الدفاعات الإلكترونية.
إغلاق آخر قنصليتين في روسيا
وتخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإغلاق قنصليتي الولايات المتحدة في روسيا، بحسب شبكة "سي أن أن".
وقالت "سي أن أن" يوم الجمعة نقلاً عن مذكرة أرسلتها وزارة الخارجية إلى الكونغرس في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إن الوزارة ستغلق القنصلية الأميركية في فلاديفوستوك في أقصى شرقي روسيا، وستعلق أنشطة القنصلية في إيكاتيريينبورغ.
وجاءت هذه الخطوة "رداً على المشاكل المستمرة التي يواجهها طاقم البعثة الأميركية بعد السقف الذي حددته روسيا للبعثة الأميركية في 2017 والمأزق الناجم عن ذلك مع روسيا بشأن التأشيرات الدبلوماسية".
وقالت الشبكة الأميركية، إن عشرة دبلوماسيين أميركيين يعملون في القنصليتين سينقلون إلى السفارة الأميركية في موسكو، بينما سيفقد 33 موظفاً محلياً وظائفهم. ونقلت الشبكة أيضاً عن هذه المذكرة عدم وجود "أي إجراء مخطط له بشأن القنصليات الروسية في الولايات المتحدة".
متعلق بالصين (ربما)!
وقلل ترمب، في أول تعليق له على اختراق بيانات الحكومة الأميركية، من خطورة وتأثير حملة التجسس الإلكتروني على بلاده. وقال الرئيس المنتهية ولايته على "تويتر" السبت "التسلل الإلكتروني أكبر بكثير في تقارير الأخبار الزائفة عما هو في الواقع".
وأضاف قائلا "روسيا.. روسيا.. روسيا.. هي أول كلمة تخرج عند حدوث أي شيء؛ لأن وسائل الإعلام التي تفتقر للنزاهة والمهنية لا تهتم، غالباً لأسباب مالية، ببحث احتمال أن يكون الأمر متعلقاً بالصين (ربما)!".
ولا يزال المسؤولون والمتخصصون في أمن الإنترنت في جميع أنحاء الولايات المتحدة يحاولون التأكد من نطاق حملة الاختراق التي استخدمت شركة التكنولوجيا الأميركية سولار ويندز كنقطة انطلاق لاستهداف عملاء شركة تكساس، ومنها وزارات الخزانة والتجارة والطاقة.
وصارت بيانات ما يصل إلى 18 ألف عميل مكشوفة أمام المتسللين.