قضت محكمة ألمانية بتغريم مؤرخة 4 آلاف يورو، لخرقها أمراً قضائياً في معركة قانونية، بشأن مزاعم بأن سجينة يهودية ناجية من معسكر اعتقال نازي، كانت على علاقة مثلية مع حارسة من قوات الأمن الخاصة.
ويأتي الإجراء بعد حكم أصدرته محكمة فرانكفورت الإقليمية في أبريل (نيسان) الماضي، قضى بأن الأستاذة المشاركة في التاريخ القاري الأوروبي الحديث في جامعة وارويك، "آنا هاجكوفا"، انتهكت كرامة الناجية.
وكشف محام على صلة بالقضية لصحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين، تفاصيل الأمر، إذ كانت محكمة فرانكفورت منعت في حكمها "هاجكوفا" من استخدام الاسم الكامل للمرأة، أو صورتها في سياق الادعاء بأنها أقامت علاقة مثلية مع الحارسة من دون إذن ابنتها، إذ إن الناجية ماتت منذ 10 سنوات.
وقال محامي ابنة المرأة المتوفاة، إن الغرامة تم فرضها لأن المواد التي كتبتها المؤرخة انتهكت الأمر القضائي، وظلت المعلومة على شبكة الإنترنت.
وأدلت ناجية أخرى من المحرقة عرفتها الصحيفة باسم "ليزي"، كانت تشارك الغرفة في معسكر اعتقال هامبورغ مع "جيردا"، وهو أيضاً الاسم الذي خصصته الغارديان للضحية موضع الجدل، في تعليقات للصحيفة تنفي ادعاءات المؤرخة. وقالت ليزي إنها لم تر قط أي شيء يشير إلى أن زميلتها السابقة كانت تقيم علاقة جنسية أو جسدية مع الحارسة.
وأوضحت ليزي، أنها شهدت جميع اللقاءات بين الحارسة والسجينة في المعسكر، مشيرة إلى أن المرأتين كانتا تجلسان وتتحدثان معاً وتضحكان في بعض الأحيان، لكن لم تكن هناك فرصة لخلع ملابسهن أو أي شيء من هذا القبيل، كما أن الحارسة كانت تغادر قبل إطفاء الأنوار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووصفت ليزي هذه اللقاءات بين السيدتين في مذكرات حول تجربتها الخاصة مع الهولوكوست. وفي حين أقرت بأن العلاقات المثلية ربما سُمع بها أحياناً، لكن في حال جيردا لم يكن الأمر صحيحاً كما زعمت المؤرخة.
وفي بحثها حول التاريخ المثلي للهولوكوست، جادلت هاجكوفا بأن شهادات الناجيات من المعسكرات النازية والوثائق القانونية الخاصة بمحاكمة الحارسة تشير إلى أن المرأتين ربما كانتا على علاقة مثلية، إما بالإكراه أو بالتراضي. وفي حين تقرّ الجامعة أن عملها لا يستند إلى دليل قاطع على ذلك، تقول المؤرخة إنه تم محو أية معلومات عن العلاقات المثلية في معسكرات الاعتقال النازية، من السجلات التاريخية بسبب رهاب المثلية.
وبحسب ليزي، فإن علاقة السيدتين كانت موضع "نميمة" من بعض سجناء المعسكر. مضيفة، "هم لم يتشاركن معها (جيردا) الغرفة نفسها، أو لديهم معرفة مباشرة حول لقاءاتها مع الحارسة".
وتعتقد زميلة جيردا في الغرفة أن الحارسة كانت تحبها، لأنه عندما تم نقل جيردا إلى معسكرات أخرى، وآخرها بيرغن بيلسن، تبعتها الحارسة.
وأضافت أنه قرب نهاية الحرب، حيث تم نقل السجينتين في كوخ خشبي بلا أسرّة ولا طعام ولا ماء، فضلاً عن الحشرات التي تنتشر في المكان حيث كن ينتظرن الموت، كان الأمر الأكثر غرابة أن الحارسة تابعتها. وتلوم ليزي على المؤرخة أنها لم تتصل بها قط، كما أن هاجكوفا كمؤرخة يجب أن تكون على علم بمذكرات "ليزي" عن المحرقة.
وبموجب الدستور الألماني، يتم حماية سمعة الشخص من الأذى بعد وفاته. ودعت ابنة جيردا جامعة وارويك لفحص شهادة ليزي التي تعتقد أنها تؤكد عدم وجود أية علاقة جسدية أو جنسية بين والدتها والحارسة.
وأضافت الابنة، "حقيقة أن هاجكوفا فشلت في مقابلة واحدة من الناجين القلائل الأحياء الذين شهدوا الأحداث التي كانت تبحث عنها، أمر لا يمكن تفسيره. شعرت بخيبة أمل وغضب شديد لأنها لم تجر أبحاثها بشكل احترافي وتسببت في الكثير من الألم والضيق لنا".