تفاعلت الأسواق العالمية مع اتفاق "بريكست" اليوم، إذ ارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثالثة على التوالي، بعد التأكد من إبرام اتفاق تجارة لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقفز مؤشر الشركات المتوسطة في لندن 1.2 في المئة، ليختم جلسة مختصرة بسبب العطلات عند أعلى مستوياته منذ فبراير (شباط)، في حين جاءت مكاسب فايننشال تايمز 100 محدودة، بفعل صعود الجنيه الإسترليني، الذي نال من المؤشر الغنيّ بالشركات المعتمدة على التصدير.
أسهم البنوك
وقادت أسهم البنوك الحسّاسة لتطورات الخروج البريطاني مكاسب المؤشر ستوكس 600 الأوروبي، الذي صعد 0.2 في المئة، معوضاً خسائره التي مُني بها في وقت سابق من الأسبوع، عندما أثار ظهور سلالة جديدة سريعة الانتشار من كورونا فزع الأسواق.
وقفز مؤشر قطاع البنوك 0.7 في المئة، مع صعود أسهم لويدز أربعة في المئة، وباركليز 1.8 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سوق العملات، واصل الجنيه الإسترليني المكاسب خلال التعاملات المبكرة اليوم الخميس.كما فتحت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة على ارتفاع اليوم في التعاملات المبكرة ، في جلسة تداول قصيرة، إذ حفّزت التوقعات لتعافي اقتصادي تدريجي الشراء في القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 26.09 نقطة، بما يعادل 0.09 في المئة، ليصل إلى 30155.92 نقطة، وزاد ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 4.02 نقطة، أو 0.11 في المئة، مسجلاً 3694.03 نقطة، وتقدم ناسداك المجمع 20.43 نقطة، أو 0.16 في المئة إلى 12791.54 نقطة
في المقابل، بات الدولار مهدداً في ظل تعاملات باهتة بسبب العطلة، إذ يتراجع الطلب على الأصول الأكثر أماناً بفعل الآمال الايجابية باالاتفاق الذي من شأنه حماية التجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بنحو تريليون دولار سنوياً من الرسوم الجمركية وتحديد الحصص.
وزاد اليورو بنسبة 0.1 في المئة إلى 1.22030 دولار. ولم يطرأ تغير يذكر على الين، وهو عملة ملاذ آمن أخرى، إذ بلغ 103.56 مقابل الدولار. وجرى تداول الدولار الأسترالي الأعلى مخاطرة عند 75.797 سنت أميركي بعد قفزة 0.8 في المئة بالجلسة السابقة.
وأمام اليوان الصيني، نزلت العملة الأميركية بنسبة 0.1 في المئة إلى 6.5204 يوان في التعاملات الخارجية. وداخلياً، جرى تداول اليوان عند 6.5325 للدولار.
الذهب يصعد مستفيداً من خسائر الدولار
في سوق المعادن، صعدت أسعار الذهب مع تراجع الدولار، بينما يراهن المستثمرون على مزيد من التحفيز في الولايات المتحدة على الرغم من تهديد الرئيس دونالد ترمب بعدم توقيع حزمة مساعدات مرتبطة بالجائحة طال انتظارها.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 في المئة إلى 1875.20 دولار للأوقية (الأونصة)، وذلك بعد أن صعد بما يصل إلى 1 في المئة في الجلسة السابقة. وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة بنسبة 0.1 في المئة إلى 1880 دولاراً.
واستفاد المعدن، الذي يعد ملاذاً آمناً، من سلالة من فيروس كورونا أسرع انتشاراً تسببت في إجراءات إغلاق كاسحة في بريطانيا.
وتسببت زيادة المخاطر بفعل السلالة الجديدة من الفيروس وارتفاع وتيرة الإصابات بالولايات المتحدة في تفاؤل المستثمرين حيال حزمة التحفيز الأميركية البالغة نحو 900 مليار دولار، على الرغم من أن ترمب هدد بعدم إقرارها. وقال المحلل الفني لدى "رويترز"، وانغ تاو، إن المعدن قد يمر ببعض المقاومة عند مستوى 1888 دولاراً للأوقية، ليشهد ارتفاعاً بعد ذلك قد يدفعه إلى مستوى 1904 دولارات.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة بنسبة 0.6 في المئة إلى مستوى 25.68 دولار للأوقية. وربح البلاتين ما نسبته 0.5 في المئة ليسجل نحو 1019.59 دولار، وزاد البلاديوم بنسبة 0.1 في المئة إلى مستوى 2325.55 دولار.
النفط يصعد و"برنت" أعلى من 51 دولاراً
في سوق النفط، واصل المستثمرون تحقيق المكاسب في ظل تداول بسيط بسبب العطلات، فيما أثار تراجع المخزونات الأميركية آمالاً في انتعاش الطلب، في حين دعمت إشارات الاتفاق البريطاني- الأوروبي شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" بنحو 17 سنتاً بما يعادل 0.3 في المئة إلى 51.37 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عشرة سنتات بما يعادل 0.2 في المئة إلى 48.22 دولار.
ووفق وكالة "رويترز"، قال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للبحوث لدى "نيسان" للأوراق المالية، إن "تراجع المخزونات الأميركية من الخام والوقود وأيضاً المؤشرات على اتفاق محتمل مرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي أدت إلى تراجع الدولار الأميركي كانت أنباء طيبة". وأضاف، "لكن المخاوف المستمرة إزاء السلالة الجديدة من فيروس كورونا حدت من المكاسب"، مشيراً إلى أن أسواق النفط هادئة لأن المستثمرين يعيشون في أجواء عطلات.
وأمس الأربعاء، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن مخزونات الخام انخفضت 562 ألف برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 18 ديسمبر، إلى 499.5 مليون برميل. وأشارت إلى تراجع مخزونات البنزين الأميركية بنحو 1.1 مليون برميل إلى 237.8 مليون برميل، بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير 2.3 مليون برميل إلى 148.9 مليون برميل، وهو انخفاض أكبر مما كان متوقعاً.
وعلى الرغم من صعود أسعار النفط، فإنه ما زال بعض المستثمرين قلقين بشأن تعافي الطلب عليه، إذ تحذر السلطات الأميركية السكان من السفر في عطلة عيد الميلاد في ظل الضغوط التي تواجهها المستشفيات جراء الزيادة في الآونة الأخيرة في وتيرة إصابات فيروس كورونا.