ثبت أن لندن هي بؤرة انتشار فيروس كورونا في المملكة المتحدة، حيث سجلت العاصمة ارتفاعاً حاداً في الإصابات خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الميلاد.
وفي الوقت الذي شهدت المدينة مغادرة آلاف الأشخاص قبل تطبيق المستوى الرابع من قيود الإغلاق للحد من انتشار الوباء، كانت نسبة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في لندن هي الأعلى في البلاد.
وخلال أسبوع لغاية 18 ديسمبر (كانون الأول)، ارتفعت الإصابات في جميع أنحاء إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية، وفقاً لأحدث بيانات المسح الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء Office for National Statistics ONS.
وقال المكتب إن هذا الارتفاع كان شديداً للغاية في لندن وشرق إنجلترا والجنوب الشرقي بشكل خاص. وأضاف أن هذه المناطق شهدت أيضاً أعلى نسبة من الإصابات المرتبطة بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا التي اكتُشفت للمرة الأولى في مقاطعة كِينت Kent.
وثبتت الإصابة بفيروس كورنا لدى حوالى 2.1 في المئة من السكان المقيمين في منازلهم الخاصة في العاصمة خلال الأسبوع الأخير. بينما بلغت النسبة 1.4 في المئة في جنوب شرقي إنجلترا و1.2 في المئة في شرق البلاد.
وتشير التقديرات إلى أن حوالى 645800 شخص قد التقطوا عدوى فيروس كورونا في الفترة ما بين 12 و18 ديسمبر، أي ما يعادل 1.18 في المئة تقريباً من السكان، أو واحداً من كل 85 شخصاً.
ويمثل هذا ارتفاعاً من 567300 شخص، أو واحد من بين كل 95 فرداً، قُدر أنهم أصيبوا بالفيروس في الأسبوع السابق لـ12 ديسمبر.
وفي حين أن جزءاً كبيراً من جنوب إنجلترا سجل ارتفاعاً شديداً في عدد الحالات - حيث كانت السلالة الجديدة مسؤولة جزئياً عن ذلك - شهد شمال البلاد تباطؤاً في وتيرة الإصابات.
وقال المكتب الوطني للإحصاء ONS إن النسبة المئوية للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس في الشمال الغربي والشمال الشرقي وشرق ميدلاندز ويوركشاير وهامبر، واصلت الانخفاض في الأسبوع الأخير.
وعند عرض مستوى الإصابات بين الفئات العمرية المختلفة في إنجلترا، قال المكتب الوطني للإحصاء إن المعدلات قد زادت في الفئات كلها باستثناء أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و69 سنة، حيث توجد علامات مبكرة على زيادة الإصابات، بينما ظهرت دلائل مبكرة على انخفاض الإصابات بين أولئك الذين تزيد أعمارهم على 70 سنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا تزال المعدلات الأعلى بين اليافعين الذين هم في سن المدرسة الإعدادية والثانوية (ما بين الصفين السابع والحادي عشر).
وأضاف المكتب الوطني للإحصاء أن ثلثي الحالات التي ثبتت إصابتها أخيراً في لندن وشرق إنجلترا وجنوب شرقي البلاد قد تكون بالسلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا.
ففي لندن، قُدِّر أن 68 في المئة من الحالات المؤكدة في الفترة من 14 إلى 18 ديسمبر متوافقة وراثياً مع النوع الجديد، بينما قُدرت النسبة بـ65 في المئة في شرق إنجلترا والجنوب الشرقي.
وبالنسبة لإنجلترا ككل، قدر المكتب الوطني للإحصاء أن 49 في المئة من الحالات الجديدة سببها النوع الجديد.
في المقابل، سجلت ويلز زيادة دراماتيكية في عدد الإصابات التي شهدتها دول المملكة المتحدة الأربع، بحسب ما أفاد المكتب.
وقُدر أن حوالى 52200 شخص من الأسر الويلزية كانوا يحملون فيروس كورونا في الفترة ما بين 12 و18 ديسمبر، أي ما يعادل 1.72 في المئة من السكان أو حوالى واحد من بين كل 60 شخصاً.
وتعد هذه النسبة ارتفاعاً من 33400 شخص، أو واحد من بين كل 90 في الأسبوع السابق.
وبوتيرة مماثلة، تستمر الإصابات في إيرلندا الشمالية بالارتفاع على رغم قول المكتب الوطني للإحصاء ONS إن الحالات المثبتة في اسكتلندا آخذة في الانخفاض.
يذكر أن أرقام المكتب الوطني للإحصاء متعلقة بسكان المنازل الخاصة ولا تشمل الأشخاص المقيمين في المستشفيات أو دور الرعاية أو غيرها من المنشآت.
وقد أظهرت بيانات منفصلة صدرت يوم الخميس عن هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا أن 521594 شخصاً في المملكة المتحدة تلقوا الجرعة الأولى من لقاح "فايزر" في الفترة ما بين 8 و20 ديسمبر.
وكان أكثر من 70 في المئة من هؤلاء - حوالى 366715 - في سن الثمانين أو أكبر.
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تنشر هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا هذه الأرقام منذ أن أصبحت مارغريت كينان، وهي جدة تبلغ من العمر 91 سنة من كوفنتري الإنجليزية، أول شخص يُعطى اللقاح خارج إطار التجارب العيادية في 8 ديسمبر.
© The Independent