ارتبط اسمه بالطرب الأصيل والكلمات العذبة منذ بداية مشواره الفني، واختار أن يكون "صابرا" ومبدعا مهما كانت الظروف، لذلك استمر النجم التونسي الكبير صابر الرباعي على القمة وواصل طريقه متقدما ومحرزا أهدافا لا يستهان بها في مشوار النجومية، وصارت أغنياته رمزا للحب والرومانسية وأيقونة للأصالة.
صابر الرباعي يعيش حالة من النشاط الفني الواضح، حيث طرح أغنية أخيرا بمناسبة عيد الحب، وأحيا حفلات عدة مميزة، كما يحضّر لإطلاق ألبومه الجديد مع عدد من أهم وأبرز الملحنين والشعراء بالوطن العربي، وكان لـ"اندبندنت عربية" معه هذا الحوار.
في عيد الحب "أين أذهب"
في البداية تحدّث صابر عن أحدث أغنياته "أين أذهب"، والتي طرحها بعيد الحب منذ أسابيع، وقال إن الأغنية من كلمات نزار قباني، وألحان الموسيقار د. طلال، وتوزيع يحيى الموجي، وقد صورها بطريقة الفيديو كليب في بيروت تحت إشراف المخرج الكبير وليد ناصيف.
وأشار صابر إلى أنه سعيد بطرح أغنية من كلمات الشاعر العظيم الخالد نزار قباني لأنه ما زال رمز الرومانسية والإبداع، كما أن ألحان الموسيقار طلال أضفت على الكلمات عمقا وإحساسا وشفافية فظهرت الأغنية بشكل فاق توقعاته، وكانت ردود الفعل جيدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غياب بعد "أجمل مختصر"
طرح صابر الرباعي آخر ألبوماته "أجمل مختصر" منذ نحو 4 سنوات، وعلى الرغم من وجوده الدائم على الساحة الغنائية، لكن غاب عن إصدار الألبومات، وأوضح صابر السبب بقوله "فعلا تأخرت جدا عن إصدار ألبوم غنائي كامل منذ آخر أعمالي (أجمل مختصر)، وفوجئت أن هناك أربع سنوات كاملة تقريبا مروا على آخر ألبوم، ولكن يبدو أن السبب الأساسي هو انشغالي الكبير بإحياء الحفلات الغنائية، فقد قدّمت حفلات كثيرة جدا في الفترة الأخيرة في بعض الدول العربية مثل مصر وتونس ولبنان والسعودية ودول أجنبية متعددة ، وطبعا فكرة التفرغ لاختيار أغاني الألبوم والانتقاء بعناية لم تكن متاحة في هذا الوقت، لذلك حدث هذا التأخير، وعموما أنا لا أحب التعجل في الاختيار لأن الانتقاء الآن شديد الصعوبة وسط هذا الكم الكبير من الأغنيات التي يتم إنتاجها يوميا، والحمد لله أني اخترت الكثير من الأغاني وأحضّر لألبومي وسيصدر قريبا جدا وحرصت فيه على انتقاء كلماته كلمة كلمة، وكان ذلك أمرا شديد الصعوبة، كما كان هاجسي الأكبر عند الاختيار إحداث تغيير شامل في كل شيء من موسيقى وألحان وتوزيعات".
وأشار الرباعي إلى أن الألبوم يجمع بين عدد كبير جدا من أهم الكتاب والشعراء والملحنين الذين يتعاون معهم بشكل جديد، كما يضم الألبوم أغنيات لبعض الشعراء والملحنين الذي سبق وتعاون معهم في أعمال ناجحة ويعتبرهم أهل ثقة، مثل: وليد سعد من مصر، وفايز السعيد من الإمارات، وسليم عساف من لبنان. ويرى صابر أن لكل لهم مدرسة خاصة ومميزة تخلق معه كيمياء وانسجاما وإبداعا متميزا، كما أن هناك أغنيات لحّنها بنفسه في الألبوم، وبهذا يشمل الألبوم على عدد من اللهجات مثل المصري والخليجي والتونسي واللبناني.
مهرجان "السميعة الحقيقيين"
وعن نجاح حفلاته الأخيرة ببعض الدول العربية، بخاصة مصر، قال الرباعي إنه أحيا في الفترة الأخيرة عددا كبيرا من الحفلات بمعظم الدول العربية، وكان هناك عدد كبير من الحفلات بمصر، مثل حفل رأس السنة مع المطربة شيرين، وحفل بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر، وما يفخر به جدا نجاح كل هذه الحفلات بشكل كبير خاصة حفله بمهرجان الموسيقى العربية في مصر، والذي شارك فيه عدد كبير من أهم نجوم الغناء في الوطن العربي، وأشار صابر إلى أنه يعتبر هذا المهرجان مهرجانا عزيزا جدا على قلبه لأنه طربي أصيل، ويحرص على حضوره الآلاف من "السميعة" عشاق الأصالة والغناء الحقيقي، وهذا الجمهور يمنحه إحساسا خاصا وهو أن الدنيا فعلا بخير وأن الطرب الأصيل سيظل في المقدمة مهما طال الزمن وسيبقى حتى النهاية سيد الفنون.
الأغنية الموضة قلبت الموازين
هل حدثت تغيرات على صعيد الأغنية العربية وصارت هناك أغنيات أقرب إلى الموضة؟؟ سؤال أجاب عليه صابر بقوله "بالتأكيد هناك تغيرات كثيرة حدثت على مستوى الأغنية العربية، والأمر ليس سرا، و لم يعد المطرب النجم هو مفتاح نجاح الأغنية وحده، بل وصلت التغيرات أن تصبح أغنية "موضة" وتحدث ضجة وتصير أكثر نجومية من مطربها نفسه، وقد تكون الموضة في مؤدي الأغنية أو كلماتها أو لحنها، وتصنع أغنية الموضة من بعض المؤديين نجوما يتساوى التعاطي الإعلامي والاهتمام بهم مع النجوم الكبار والمخضرمين والذين أعطوا للفن الكثير من سنوات عمرهم واجتهادهم، وما يحزن أن يكون مطرب الأغنية الواحدة رأسا برأس مع مطرب الألف أغنية.
أغاني المهرجانات إفراز طبيعي للثورات
الأغنيات الشعبية وموسيقى المهرجانات كما يقولون أصبح لها جمهور كبير في مصر والوطن العربي، ورغم أن منشأها مصر تتمتع بشعبية كبيرة في كثير من الدول العربية، وحول هذه الظاهرة علق الرباعي قائلا: "لا أحد يمكنه إنكار أن الأغنيات الشعبية منذ قديم الأزل تحتل مكانة مميزة من الجماهيرية والانتشار نظرا لأنها أغنيات خفيفة وتمس الواقع والطبقات البسيطة فتحدث صدى كبيرا، وبالنسبة إلى أغاني المهرجانات والتي حققت انتشارا مذهلا أراها ظاهرة طبيعية خصوصا في مصر بعد الثورة المصرية الأخيرة، والتي أفرزت عددا من الفنون تندرج تحتها أغاني المهرجانات، وذلك شيء طبيعي لأن الثورات يكون لها عواقب على كل المستويات والمناحي، مثل النواحي السياسية والاقتصادية، وبالتأكيد فالفن انعكاس لما يمر به المجتمع ولا بد أن يتأثر ويفرز ما يناسب المرحلة بخاصة أن الناس في هذا الوقت يبحثون عن طرب من نوع جديد وكلمات ترتبط بما يمرون به من صراعات وأحاسيس، وترتبط الأغنيات أكثر بالشارع والطبقات البسيطة، ولهذا ظهرت القوالب الجديدة وأغاني الشعبيات والمهرجانات بقوة خلال السبع سنوات الأخيرة في مصر، وأعتقد أنها ظاهرة جيدة لا يجب محاربتها، بالعكس أنا أشجعها طالما يشعر الناس بالسعادة والتكيف والانبساط معها، وعموما حتى إن اختلفت مع لون غنائي أو موسيقي فأنا أحترم كل أنواع الموسيقى، والزمن يثبت أن اختلاف أنواع الفن والأغنيات لا يلغي الأنواع الأخرى على الإطلاق، والطرب هو الأساس وموضة كل العصور، ولكن علينا تقبل سيطرة ألوان معينة في بعض الأوقات بحكم التغيرات، المهم أن يصمد أي نوع آخر ويستمر هذا هو الرهان الحقيقي.
واختتم صابر كلامه بأنه يعشق الطرب لكن لا يخفي رغبته في تقديم لون شعبي جميل يعجب الناس.
شيرين ونوال والديفا
وسألنا صابر الرباعي عن رأيه في التجديد الذي أحدثته بعض النجمات في كلمات أغانيهن، مثل "كده باي"، و"أشوفك ع الصيف الجاي"، و"صبح صبح" لنوال الزغبي، و"حبيبي نساي نساي أصلح عيبه ده إزاي" لشيرين، و"بقي كسلان ومأنتخ وكرشه قصاده شبرين" التي غنتها سميرة سعيد في أحدث أغنياتها "سوبر مان".
وعلق صابر "التجديد شيء رائع جدا والاختيارات مميزة وخارجة عن التوقعات، ويمكن أن نقول إن هؤلاء النجمات فكّرن خارج الصندوق، وأنا أحببت كثيرا هذا النمط في الأغنيات الجديدة بخاصة أنه يمتاز بخفة دم ونجح بشدة مع الجمهور، وأنا شخص مؤمن بالتجديد وأشجع أي فنان أن يؤمن به ويملك الجرأة والتحدي والمجازفة، لأنه بذلك سيكون في منطقة لا يصل إليها غيره".
وسألناه هل يمكن أن تغني هذا النوع من الكلمات والأغنيات وهل تقبل المشاركة في ديو غنائي مثلا مع نجمة متجددة وجريئة مثل سميرة سعيد، وقال صابر "طبعا موافق على غناء كلمات جديدة ومؤثرة وجريئة، وبالنسبة إلى قبول عمل ديو مع سميرة سعيد فهذا شرف لي لأني أعشق صوتها وتجددها وطريقتها وصوتها وفنها وشخصيتها فهي فريدة في كل شيء ولا يوجد مثلها في العالم العربي كله، لهذا فهي الديفا سميرة سعيد نجمة كل العصور".