في اختراق طبي ربما يكون قادراً على إنقاذ الأرواح من "كوفيد- 19"، يخوض عدد من العلماء في المملكة المتحدة تجربة علاج بالأجسام المناعية المضادة، قد يمنح حصانة لكل شخص يتعرض لفيروس كورونا، كأن يخالط شخصاً مصاباً به.
وكذللك ينظر باحثون في مستشفيات كلية لندن الجامعية UCL التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، في إمكان أن يوفر العلاج بالأجسام المضادة، الذي طورته شركة "أسترازينيكا" الإنجليزية- السويدية، مناعة لمن يحتاجون إليها.
واستطراداً، حينما يُصاب شخص ما بالعدوى في المنزل مثلاً، يمكن استخدام العلاج المنتظر، علماً أنه جزء من مشروع "ستورم تشيسر" Storm Chaser (مطارد العواصف)، في توفير حماية للأفراد الذين يحتكون بمصابين، كي لا تتطور لديهم أعراض "كوفيد-19".
في الوقت نفسه، ستسعى تجربة أخرى تضطلع بها مستشفيات كلية لندن الجامعية UCL تُسمى "بروفينت" Provent إلى معرفة ما إذا كان العلاج نفسه ينفع في حماية من يعانون ضعفاً في أجهزتهم المناعية، باعتبار أنهم في موضع التعرض بشكل كبير لخطر التقاط الفيروس.
وفي هذا الشأن، تحدث المدير الطبي لـ "أن أتش أس إنجلترا" NHS England، البروفيسور ستيفن باويس، مشيراً إلى "أن المساهمة المتواصلة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في قيادة الجهود العالمية لمكافحة "كوفيد-19" تعتبر أمراً رائعاً".
وأردف، "تشكل هاتان التجربتان السريريتان إضافة مهمة إلى أساليب علاجية جديدة، وإذا توافرت علاجات تعتمد على الأجسام المناعية المضادة، فستقدم إلى فئات من المرضى لا تستطيع الاستفادة من اللقاح، على غرار من يعانون نقصاً في المناعة".
وحتى الآن، أعطى الباحثون الحقنة العلاجية المحتملة إلى عشرة أشخاص كجزء من دراسة "ستور تشيسر" في مركزها الجديد لبحوث اللقاحات، بعدما دخل ذلك العلاج المرحلة الثالثة من التجارب في 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وتالياً، يتطلع أولئك العلماء إلى إجراء تجربة للعلاج الجديد ينخرط فيها 1125 شخصاً على مستوى العالم، يكون بينهم عاملون في مجال الرعاية الصحية وطلاب مقيمون في مساكن مشتركة، ومرضى تعرضوا للفيروس منذ فترة قريبة.
كذلك من المقرر أن يشارك في التجربة مرضى يحتاجون إلى رعاية صحية طويلة الأجل، وفئات تشمل عمال المصانع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الصدد ذاته، ذكرت الدكتورة كاثرين هوليهان، عالمة في الفيروسات في مستشفيات كلية لندن الجامعية التي تقود تجربة "ستورم تشيسر"، أن هذه التركيبة من الأجسام المضادة "قادرة على إبطال مفعول فيروس كورونا، لذا يحدونا الأمل في أن نجد أن إعطاء هذا العلاج من طريق الحقن يقود إلى حماية فورية ضد تطور أعراض المرض بذلك الفيروس لدى الأشخاص الذين تعرضوا إليه، عندما يكون الأوان قد فات على إعطاء لقاح مضاد".
في الوقت نفسه، سيشارك في تجربة "بروفينت" كبار في السن وأشخاص يتلقون رعاية صحية طويلة الأجل، وكذلك مرضى يكابدون أمراضاً كالسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية "إتش آي في" HIV المسبب لداء الإيدز.
في المقابل، ظهر رأي خبيرة استشارية في الأمراض المعدية في "مستشفيات كلية لندن الجامعية"، وهي الدكتورة نيكي لونغلي، التي تتولى قيادة الجزء التابع للجامعة من "بروفينت". وذكرت لونغلي في نبرة متفائلة، "نريد أن نطمئن كل شخص قد لا يجدي معه اللقاح المضاد لكورونا نفعاً، إلى أن في مقدورنا تقديم بديل يوفر الحصانة نفسها".
© The Independent