ملخص
تجربة علاج جديد للذئبة الحمراء بتقنية "كار تي" قد تلغي الحاجة للأدوية مدى الحياة، ويشمل العلاج تعديل الخلايا لمهاجمة الخلايا المسببة للالتهابات
تلقى ثلاثة مرضى في المملكة المتحدة علاجاً مبتكراً لـ"الذئبة الحمراء" lupus عبر هيئة الخدمات الصحية البريطانية، وهو علاج يأمل الخبراء في أن يلغي الحاجة لاستخدام الأدوية مدى الحياة.
ويعمل العلاج عن طريق تعديل الخلايا وراثياً لتمكين جهاز المناعة من التعرف إلى الخلايا المسببة لالتهابات الذئبة ومهاجمتها.
وحتى الآن، كان علاج خلايا "كار تي" CAR T يستخدم فقط لمرضى السرطان في المملكة المتحدة، لكن الباحثين يأملون في أن يكون فاعلاً في علاج مجموعة من الأمراض، بما في ذلك الذئبة الحمراء والتصلب المتعدد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال التجربة الجديدة التي أجرتها هيئة الخدمات الصحية، تلقى ثلاثة مرضى العلاج من أخطر أنواع الذئبة الحمراء، وهو مرض قد يهدد الحياة ويسبب ضرراً لأعضاء حيوية مثل القلب والرئتين والدماغ والكليتين.
وشارك كثير من المشاهير تجاربهم مع مرض الذئبة الحمراء، مثل المغنيتين الأميركيتين سيلينا غوميز وهالسي، إضافة إلى نجمة برنامج "صنع في تشيلسي" Made in Chelsea لويس تومسون.
لكن ما هو مرض الذئبة الحمراء بالضبط، وما هي أعراضه وكيف يمكن علاجه؟.
ما هو المرض؟
أوضحت هيئة الخدمات الصحية أن الذئبة الحمراء، أو الذئبة الحمامية الجهازية، هي حالة مزمنة يتسبب فيها اضطراب جهاز المناعة بمهاجمة الأعضاء السليمة في الجسم.
حالياً، لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، لكنه لا يُعدّ مرضاً معدياً.
وإلى الآن، لا يعرف سبب الذئبة الحمراء بصورة كاملة، لكن يعتقد بأن عوامل عدة قد تسهم في حدوثه، مثل العدوى الفيروسية وردود الفعل السلبية تجاه بعض الأدوية والتعرض لأشعة الشمس، إضافة إلى فترات مثل البلوغ والولادة وانقطاع الطمث. ويلاحظ أيضاً أن المرض يؤثر في النساء أكثر من الرجال، خصوصاً النساء من الأصول الأفريقية والآسيوية مقارنة بالنساء ذوات البشرة البيضاء.
ما هي الأعراض؟
تنصح الهيئة أي شخص يعاني الأعراض التالية بمراجعة الطبيب العام: آلام في المفاصل والعضلات وتعب شديد لا يختفي حتى مع الراحة وظهور طفح جلدي على الأنف والخدين.
ومن الأعراض الثانوية أيضاً: الصداع وتقرحات الفم والحمى وتساقط الشعر وزيادة الحساسية لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي على البشرة المكشوفة.
وأكدت هيئة الخدمات الصحية أهمية التشخيص المبكر لضمان نجاح العلاج، وتنبه إلى أن هذه الحالة قد تكون صعبة التشخيص لأن أعراضها الأولية، مثل التهاب الأعضاء الحيوية كالقلب والرئتين والكبد والكليتين، تتشابه مع أعراض أمراض أخرى.
وعادة ما يطلب الأطباء العامون فحص دم للكشف عن وجود الذئبة الحمراء، إذ يساعد عدد الأجسام المضادة في تحديد شدة الحالة، وقد تكون الأشعة السينية والفحوصات الأخرى ضرورية لتقييم مدى الضرر الذي لحق بالأعضاء.
ومن يتم تشخيصه بالذئبة قد يطلب منه العودة لإجراء فحوصات دم وبول دورية مع استمرار حالته، إذ إن الأعراض تتقلب بين فترات من الانتكاس والتحسن.
ما العلاج؟
يتم علاج الذئبة عادة باستخدام أدوية مضادة للالتهابات مثل "الإيبوبروفين" ibuprofen، و"الهيدروكسي كلوروكين" hydroxychloroquine للتخفيف من التعب ومشكلات الجلد والمفاصل، إضافة إلى الـ"ستيرويدات" steroid سواء على شكل أقراص أو حقن أو كريمات لعلاج التهاب الكلى والطفح الجلدي.
وفي الحالات الشديدة، قد يتم استخدام "ريتوكسيماب" rituximab و"بليميوماب" belimumab للحد من الأجسام المضادة في الدم وتعزيز وظيفة جهاز المناعة.
وأوصت هيئة الخدمات الصحية البريطانية أيضاً بإدارة الأعراض من خلال استخدام واقي الشمس ذي حماية عالية والحفاظ على النشاط البدني من دون إجهاد وتطبيق تقنيات الاسترخاء للتقليل من التوتر، كذلك الاستفادة من دعم الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل والالتزام بنظام غذائي متوازن يحوي فيتامين "دال" D و"الكالسيوم".
ويوصى أيضاً بالإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض الطويل للأضواء الساطعة وأشعة الشمس المباشرة.
© The Independent