دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، إلى تجنب "فخ" إسرائيلي مزعوم لإشعال الحرب بشن هجمات على القوات الأميركية في العراق.
وكتب ظريف على "تويتر"، "تشير معلومات مخابراتية جديدة من العراق إلى أن عناصر إسرائيلية محرضة تخطط لشن هجمات على الأميركيين، لتضع ترمب المنتهية ولايته في مأزق أمام سبب زائف للحرب".
وأضاف "احذر الفخ يا دونالد ترمب. أي ألعاب نارية ستأتي بنتائج عكسية خطيرة".
وامتنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق على تصريحات ظريف. ولم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق على تغريدة ظريف.
يأتي ذلك في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي ترمب، وفيما تشهد المنطقة توتراً بين طهران وواشنطن وتحركات عسكرية أميركية شملت توجه حاملة الطائرات "يو أس أس نيميتز" وقطع بحرية مرتبطة بها إلى مياه الخليج في الأسابيع الماضية، وتحليق قاذفات استراتيجية من طراز "بي-52" فوق الخليج مرتين في الآونة الأخيرة.
وعلى الرغم من أن وزير الدفاع بالإنابة، كريستوفر ميلر، أمر بعودة "يو أس أس نيميتز" إلى بلادها، وفق تقارير صحافية أميركية، فإن طهران تواصل استنفارها.
وقد توعد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، السبت، بالرد على "أي خطوة" تستهدف بلاده، مضيفاً "سنرد بضربة متكافئة، وحاسمة، وقوية، على أي خطوة قد يقدم عليها العدو ضدنا".
وتفقد سلامي قوات عسكرية في جزيرة أبو موسى، عشية الذكرى الأولى لاغتيال اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، بغارة أميركية في العراق في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020.
وقال "نحن هنا اليوم لنجري تقييماً ونكون متأكدين من قدراتنا القوية في البحر وضد الأعداء الذين يفاخرون أحياناً (...)، ويهددون"، بحسب الموقع الرسمي للحرس "سباه نيوز".
وقال إسماعيل قاآني الذي خلف سليماني في قيادة فيلق القدس، الجمعة، إن إيران لا تزال مستعدة للرد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتهم واشنطن جماعات مسلحة مدعومة من إيران بشن هجمات صاروخية بانتظام على المنشآت الأميركية في العراق، بما في ذلك قرب السفارة الأميركية، ولم تعلن أي جماعة معروفة مدعومة من إيران مسؤوليتها.
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن مع اقتراب ذكرى سليماني، وإن بقي في معظمه بسياق التصريحات المتبادلة. وسبق لترمب أن حذر إيران من أنه سيحملها المسؤولية في حال مقتل أي من مواطنيه في العراق، وذلك بعد استهداف صاروخي قرب السفارة الأميركية ببغداد في ديسمبر (كانون الأول) 2020، اتهمت واشنطن فصائل عراقية قريبة من طهران بالوقوف خلفه. ولم يؤد الهجوم إلى سقوط ضحايا.
وشهدت العلاقات المقطوعة منذ عقود بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، توتراً إضافياً في عهد ترمب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال طهران.
وانسحب ترمب عام 2018 بشكل أحادي من الاتفاق المبرم بين طهران والقوى الكبرى في شأن البرنامج النووي الإيراني، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على الجمهورية الإسلامية.
ووصل البلدان إلى شفير مواجهة عسكرية مباشرة مرتين منذ يونيو (حزيران) 2019، لا سيما بعد اغتيال سليماني بضربة لطائرة أميركية مسيرة قرب مطار بغداد.
وبعد أيام، ردت طهران بقصف صاروخي طال قواعد عسكرية في العراق يوجد فيها جنود أميركيون، مع تأكيدها أن "الانتقام" لسليماني لم ينجز بعد.