استأنف مطار عدن الدولي نشاطه الجوي بعد أربعة أيام من التفجيرات الدامية التي تزامنت مع وصول أعضاء حكومة الكفاءات السياسية الجديدة، قادمين من العاصمة السعودية الرياض، وسقط على إثرها نحو 100 شخص بين قتيل وجريح.
ودشّن المطار الذي يعد النافذة الجوية الرئيسة للبلاد، إلى جانب مطار سيئون في محافظة حضرموت، عودة نشاطه الملاحي بوصول رحلة للخطوط الجوية اليمنية قادمة من العاصمة السودانية الخرطوم، إيذاناً باستئناف عمله بصورة طبيعية عقب التفجيرات الدامية التي شهدها الأربعاء الماضي، وراح ضحيتها 26 قتيلاً، بينهم مسؤولون محليين وأعضاء في منظمة الصليب الأحمر الدولي، إضافة الى جرح أكثر من 80 آخرين.
حضور رسمي
وجرى استئناف الرحلات الجوية من وإلى المطار بحضور محافظ عدن أحمد لملس، ووزير الداخلية اليمني اللواء إبراهيم حيدان، ووزير النقل عبدالسلام صالح، ووزير التخطيط والتعاون الدولي واعد عبدالله باذيب، وقائد قوات التحالف العربي في عدن العميد نايف العتيبي، ومسؤولون من وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والمجلس المحلي بمحافظة عدن، الذين اطلعوا على استكمال عملية تأهيله من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وإزالة الأضرار التي لحقت به جرّاء الهجمات التي تمت بصواريخ موجّهة بحسب تصريحات حكومية.
ووضع المسؤولون اليمنيون إكليلاً من الزهر في موقع التفجير الإرهابي، وقرأوا سورة الفاتحة على أرواح الضحايا الذين قضوا في الهجوم، كما أطلقوا حمام السلام في أرجاء المطار، إيذاناً باستئناف نشاطه الملاحي.
عدن رمز للسلام
وفي تصريحات للصحافيين، قال محافظ عدن إن "مطار عدن الدولي رمز السلام بين اليمن والدول العربية وكل العالم". وأضاف، "ندشن العمل في المطار بعد الجهود الكبيرة التي بذلها الجميع في تحد غير مسبوق، إذ عمل الكل بتفان وإخلاص. عدن تنشد السلام، وستظل عصية على الإرهاب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحد حكومي كبير
بدوره، قال وزير الداخلية إبراهيم حيدان، إن" إعادة التدشين السريعة تؤكد الإصرار والعزيمة لدى الحكومة للتغلب على كل العراقيل، ومواجهة الصعوبات الناجمة عن العملية الإرهابية التي استهدفت الحكومة أثناء وصولها إلى مطار عدن الدولي".
وأكد حيدان على سرعة تجهيز المطار وبدء العمل به من يوم الأحد. وأضاف، "إننا أمام تحد كبير يحتم علينا جميعاً أن نتكاتف ونعمل بروح الفريق الواحد من أجل عودة المطار إلى العمل بعد الهجوم الإرهابي الغادر الذي لن يثنينا عن تفعيل مؤسسات الدولة والحفاظ عليها على الرغم من الصعوبات والمعوقات"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وأشاد حيدان بالجهود التي بذلتها هيئة الطيران وإدارة المطار و"البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن"، من خلال تجهيز المطار وإعادة إصلاح الأضرار التي لحقت به جرّاء الهجمات، في وقت قياسي.
وكان مطار عدن علّق نشاطه الجوي في أعقاب الهجوم العنيف الذي شنته جماعة الحوثي الأربعاء الماضي، تزامناً مع وصول الحكومة الجديدة التي استبشر اليمنيون خيراً بقدومها عقب سنوات من الخلاف المحتدم داخل صف الشرعية اليمنية.
ودفعت الهجمات الصاروخية التي شهدها مدرج ومرسى الطائرة الحكومية ظهيرة الأربعاء الماضي، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إلى إصدار توجيهاته للحكومة بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات "العمل الإرهابي الإجرامي". وقضى القرار بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية، وعضوية قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والسلطة المحلية في عدن بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية.
وكان رئيس الحكومة معين عبدالملك، ومسؤولون يمنيون آخرون، اتهموا جماعة الحوثي بتنفيذ التفجيرات، لكن الحوثيين نفوا ذلك، معتبرين أن ما جرى كان نتيجة لصراع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال رئيس الوزراء في أول اجتماعات حكومته في قصر المعاشيق الرئاسي في عدن غداة التفجيرات الدامية، إن المؤشرات الأولية للتحقيق تشير إلى "مسؤولية ميليشيات الحوثي" عن هجوم المطار، كاشفاً أن المعلومات الاستخباراتية تذهب إلى "وجود خبراء إيرانيين أعدوا الهجوم".
ونتيجة لذلك، دعت "حكومة الكفاءات" المجتمع الدولي إلى تصنيف ميليشيات الحوثي "جماعة إرهابية".
وعن الدور الإيراني قال عبدالملك، "عندما نتحدث عن ميليشيات الحوثي فإن هذا يقودنا إلى إيران ومشروعها التخريبي في المنطقة، من خلال تهديد الملاحة الدولية وابتزاز العالم عبر أذرعها ووكلائها".
فتح المنفذ البري مع السعودية
كذلك، أُعلن الأحد، عن إعادة فتح منفذ الوديعة اليمني البري مع السعودية، بعد أسبوعين على إغلاقه ضمن الإجراءات الاحترازية أمام الموجة الثانية من فيروس كورونا. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان انتهاء "العمل بالإجراءات الاحترازية في ما يخص تعليق كل الرحلات الجوية الدولية، والدخول إلى المملكة عبر المنافذ البرية والبحرية اعتباراً من الساعة الـ 11 صباحاً ليوم الأحد، وفق ضوابط محددة".