بعد أزمة استمرّت أكثر من ثلاث سنوات، لمّت مدينة العلا السعودية شمل دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الـ41، وأثمرت مصالحة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، لتعود العلاقات الكاملة بين هذه الدول، وفق ما أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحافي في اختتام القمة، الثلاثاء في الخامس من يناير (كانون الثاني)، مشيراً إلى وجود إرادة سياسية تمثل ضمانة للمصالحة.
وعلى هامش القمة الخليجية، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز العمل الخليجي المشترك.
وبتوجيه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أطلق ولي العهد السعودي، في الكلمة الافتتاحية، على القمة الخليجية الـ41 اسم "قمة السلطان قابوس والشيخ صباح"، سلطان عمان وأمير كويت الراحلين عام 2019. وأكد أهمية توحيد جهود الدول الخليجية لـ"مواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثّلها البرنامج النووي للنظام الإيراني والصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأكد "إعلان العلا"، الذي وقّعته دول المجلس الخليجي إضافة إلى مصر، على "تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات". وذكر الإعلان نقاطاً لتعزيز العمل الخليجي المشترك، شملت "استكمال مقوّمات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وبلورة سياسية خارجية موحدة"، بما فيها "متطلبات الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة" و"منح مواطني دول المجلس الحرية في العمل والتنقل والاستثمار والمساواة في تلقي التعليم والرعاية الصحية"، و"تعزيز التكامل العسكري... لمواجهة التحديات المستجدة، انطلاقاً من اتفاقية الدفاع المشترك، ومبدأ الأمن الجماعي لدول المجلس".
ووسط التحديات التي فرضها تفشي فيروس كورونا، اتفق قادة القمة الخليجية على إنشاء "المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها"، لتنسيق العمل المشترك لمواجهة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة.
وأعلنت الخارجية الأميركية، مساء الثلاثاء، أن التقدم الذي تحقق مع إعلان العلا مشجع ويمثل خطوة إيجابية نحو استعادة الوحدة الخليجية والعربية. بدوره، أشاد مجلس الأمن القومي الأميركي بمخرجات قمة العلا، وأكد أن "وحدة الخليج أمر بالغ الأهمية لتحقيق استقرار المنطقة". كما أكد دعمه "للشركاء الخليجيين في مرحلة جديدة من التعاون".
إليكم تغطيتنا لمستجدات القمة الـ 41 لدول مجلس التعاون الخليجي عندما حدثت.