تشير دراسة إلى أن علاجاً تجريبياً يشمل خلايا جذعية Stem Cells مأخوذة من المشائم [المشيمة هي نسيج كبير يربط الجنين بالرحم] قد يقلل في شكل كبير معدلات الوفيات ويسرّع التعافي لدى المرضى الذين يعانون النوع الأشد ضراوة من كوفيد- 19. [تذكيراً، تظهر الخلايا الجذعية في مرحلة مبكرة من عمر الجنين. وتنتج منها كل الخلايا التي تصنع أنسجة الجسم وأعضاءه، ما يعني أنها تقدر على التحوّل إلى أي نوع من الخلايا في الجسم].
واستطراداً، أفاد باحثون أميركيون بأن معدل البقاء على قيد الحياة يصل إلى 91 في المئة لدى المرضى المصابين بأمراض خطيرة حُقِنت فيهم الخلايا الجذعية، في مقابل 42 في المئة في مجموعة ثانية لم تتلقَّ ذلك العلاج.
وكذلك وجدت الدراسة التي أجراها علماء في كلية الطب بـ"جامعة ميامي ميلر" أن 100 في المئة من المرضى الذين تقل أعمارهم عن 85 سنة ما زالوا على قيد الحياة بعد شهر من العلاج بالخلايا الجذعية المستخرجة من المشيمة.
وذكر الباحثون أن العلاج بدا آمناً أيضاً، إذ لم تظهر ردود فعل معاكسة خطيرة.
وشملت الدراسة المنشورة في دورية "الطب الانتقالي بالخلايا الجذعية" Stem Cells Translational Medicin ، 24 مريضاً في "برج الصحة الجامعي"، وهو مستشفى تابع لـ"جامعة ميامي" و"مستشفى جاكسون التذكاري". وتلقّى كل منهم حقنتين بفارق أيام، إما من الخلايا الجذعية الوسيطة [بمعنى أنها مشيمية] أو من دواء وهمي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تعليق توضيحي، أوضح الدكتور كاميلو ريكوردي، مدير "معهد بحوث داء السكّري" و"معهد زراعة الخلايا" في كلية الطب بـ"جامعة ميامي"، أن "تلك الدراسة كانت مزدوجة التعمية، فلم يعرف الأطباء ولا المرضى المادة التي حُقِنت. لقد أُعطِيت حقنتان يحتوي كل منها 100 مليون خلية جذعية في غضون ثلاثة أيام، ما يعني أن مجموعة من 200 مليون خلية أعطيت إلى كل مشارك في إحدى مجموعتي العلاج".
وأضاف، "تحتوي المشيمة على خلايا جذعية سلفية [بمعنى أنها الخط الأول الذي تنتجه الخلايا الجذعية في الجنين بعد ظهورها، ولذا تعتبر تلك الخلايا السلف المباشر لكل الخلايا في أنسجة الجسم كلها]، أو خلايا جذعية وسيطة [إنها خلايا جذعية تظهر بعد فترة من نمو الجنين. وتتركز في الأنسجة التي تتولّى إنتاج خلايا أخرى. مثلاً، هناك خلايا جذعية وسيطة في نخاع العظم ومنها تأتي كريات الدم الحمراء والبيضاء وغيرها]. وكذلك من الممكن التوسّع [في إنتاج هذين النوعين من الخلايا الجذعية] من مشيمة واحدة، بما يؤدي إلى توفير جرعات علاجية كي تُعطى إلى أكثر من 10 آلاف مريض. إنه مورد فريد من تلك الخلايا الخاضعة للتدقيق بغرض استخدامها المحتمل في تطبيقات العلاج بالخلايا [الجذعية]، في أي وقت تدعو الحاجة إلى تعديل الاستجابة المناعية أو الاستجابة الالتهابية".
وفي سياق متصل، ذكر جياكومو لانزوني، المؤلف الرئيس للورقة وأستاذ البحوث المساعد في معهد بحوث داء السكّري، أن النتائج "بالغة الأهمية ليس بالنسبة إلى مرض كوفيد-19 وحده، بل أيضاً الأمراض الأخرى التي تتّسم باستجابات مناعية شاذة واستجابات التهابية فائقة، على غرار داء السكّري من النوع الأول الذي يندرج ضمن أمراض اختلال جهاز المناعة الذاتية".
وأضاف، "إذا استطعنا حقن هذه الخلايا في بداية داء السكّري من النوع الأول، فقد نتمكّن من منع تقدّم اضطراب المناعة الذاتية في المرضى الذين يشخّصون في وقت مبكر، ومنع تقدم المضاعفات في المرضى المصابين بالمرض في الأجل البعيد".
وستدرس المرحلة التالية من البحث ذاته، مدى تأثير الخلايا الجذعية في المرضى الذين يعانون نوعاً متفاقماً من كوفيد-19 عندما تكون شدّته أقل من الحد الذي يتّخذ عنده القرار بشأن مدى قدرة العلاج على وقف تقدّم المرض.
© The Independent