بلغت أسعار النفط أعلى مستوى لها منذ 11 شهراً وهي المرحلة التي كانت ما قبل اجتياح فيروس كورونا، إذ دعمت السوق عوامل عدة جاءت متناسقة مع هذا الصعود التدريجي، وبحسب المختص في شؤون النفط د.أنس الحجي أكد أن "أهمها كان زيادة التوليد الخاص للكهرباء في الصين بسبب نقص إمدادات الطاقة، كما جاءت زيادة الطلب على الوقود بسبب الشتاء القارس في آسيا وأوروبا، داعماً آخر لهذ الصعود"، وفي الوقت ذاته أوضح الحجي إن "إعلان السعودية تخفيض إضافي في الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، كان عاملا أساسيا لاستقرار السوق" وكشف الحجي أن "نوعية النفط الموجود في المخازن يلعب أيضا دوراً كبيراً في قيادة الأسعار للانتعاش".
وكان بنك باركليز أكد في تقرير حديث أنه "ما زلنا في وضع يكتنفه الغموض بينما يتطور موقف كورونا، لكن أوبك+ أفلحت حتى الآن في حماية الأسعار من الانخفاض والحدّ من تقلبات السوق، وهو ما قد يشجع على مزيد من التعاون".
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم مارس (آذار) ارتفاعاً بمقدار 1.01 دولار أو ما يعادل 1.81 في المئة إلى 56.67 دولار، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 87 سنتاً أو ما يعادل 1.68 في المئة إلى 53.12 دولار للبرميل.
وسجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها في نحو عام، محققة زيادة أسبوعية بثمانية في المئة خلال الأسبوع الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعهدت السعودية، وهي أكبر مُصدر للنفط في العالم، بخفض إنتاجها من النفط خلال شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) المقبلين، بمقدار مليون برميل يومياً بشكل طوعي ومنفرد، بهدف تعزيز أسعار النفط في الأسواق العالمية.
في حين وافقت دول تحالف "أوبك+" على استمرار مستويات الإنتاج الراهنة خلال الشهرين المقبلين بموجب اتفاق على إنتاج ثابت، تزامناً مع إجراءات إغلاق جديدة مع السماح بزيادة طفيفة لإنتاج كل من روسيا وكازاخستان.
ومن المتوقع أن تظهر أحدث تقارير لإمدادات النفط الأميركية تراجع مخزونات الخام للأسبوع الخامس على التوالي، وتنتظر الأسواق تقرير معهد البترول الأميركي حول المخزونات في وقت متأخر من اليوم، فيما تعلن وكالة الطاقة الأميركية البيانات الرسمية غداً الأربعاء.
وتوقع المحللون أن تهبط مخزونات الخام الأميركية بمقدار 2.7 مليون برميل في انخفاض للأسبوع الخامس على التوالي.
بايدن والإنفاق المتوقع
ومن المتوقع أن تعزز أسعار النفط مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه في العشرين من يناير (كانون الثاني)، والذي وعد بإنفاق تريليونات من الدولارات لتخفيف تداعيات جائحة كوفيد-19.
وتعززت الأسعار وسط توقعات متفائلة بشأن ارتفاع خام برنت إلى مستوى 65 دولاراً للبرميل بحلول صيف 2021، بحسب ما أورد تقرير لـ"غولدمان ساكس".
ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط دون مستويات ما قبل ظهور الجائحة، وأغلق خام غرب تكساس الوسيط عام 2020 بالقرب من 48.50 دولار للبرميل، مسجلاً خسارة بنسبة 20.54 في المئة. وفي بداية العام الماضي، تم تداول خام غرب تكساس بأكثر من 63 دولاراً للبرميل.
انخفاض إنتاج كازاخستان
على صعيد متصل في الأسواق انخفض إنتاج النفط في كازاخستان بنسبة 11 في المئة، الاثنين 11 يناير (كانون الثاني) إلى 1.57 مليون برميل يومياً من 1.78 مليون برميل في اليوم السابق بعد أن تسبب سوء الأحوال الجوية في انقطاع التيار الكهربائي.
وتراجع الإنتاج في حقل تنجيز النفطي الرئيس في كازاخستان 26 في المئة يوم الاثنين مقارنة بمستوى يوم الأحد عند 437792 برميلاً، في حين انخفض الإنتاج في كاشاجان، ثاني أكبر حقل نفطي، 7 في المئة إلى 353921 برميلاً.
وقالت شركة "تنجيز شيفر أويل" التي تقودها شيفرون، المشغلة لحقل تنجيز، إنها واجهت "انقطاعاً مؤقتاً في إحدى وحداتها، بسبب توقف التيار الكهربائي في 11 يناير 2021"، مضيفة أن وحدات الإنتاج تعمل الآن.
تعزيز المعنويات
وبحسب تقرير وحدة الأبحاث ببنك الكويت الوطني، أسهم انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركي بوتيرة أعلى مما كان متوقعاً وضعف الدولار الأميركي في تعزيز المعنويات الإيجابية بأسواق النفط.
وذكر التقرير أن هذا يأتي في وقت كانت الأسواق تتأثر إيجاباً ببدء حملات التلقيح ضد الفيروس، وبلغت مكاسب مزيج خام برنت 8.8 في المئة في ديسمبر (كانون الأول)، مقلصاً الخسائر التي تكبدها في عام 2020، التي وصلت إلى 21.5 في المئة بنهاية العام. كما عوضت أسعار النفط الآن كافة خسائرها الناجمة عن الجائحة.
وأضاف أن استهلاك الصين من النفط قد يسهم في التخفيف من ضعف توقعات النمو إلى حد ما، نظراً لمساهمته في تحفيز نمو الطلب على النفط في النصف الثاني من عام 2020.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى نمو الطلب على النفط بنحو 5.7 مليون برميل يومياً للعام الحالي، مما يشير إلى تحسن واضح مقارنة بالانخفاض المقدر لعام 2020 البالغ 8.8 مليون برميل يومياً.
وكشف التقرير بأنه على الرغم من التحول الهائل لمعنويات السوق وزيادة التفاؤل بعد إعلان خفض الإنتاج السعودي وطرح اللقاحات المضادة للفيروس على نطاق أوسع، إلا أن ضعف الطلب على النفط سيستمر خلال الربع الحالي.