أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 12 يناير (كانون الأول)، رغبته في تحسين علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، معرباً عن أمله في أن يكون لدى التكتل المكون من 27 دولة "الإرادة" نفسها.
تأتي تصريحات أردوغان في أعقاب عام من التوترات المتعلقة بالسياسة الخارجية التركية الحازمة شرق البحر المتوسط، وكذلك ليبيا وأجزاء من الشرق الأوسط. ونتيجة لذلك، توترت علاقات تركيا بخاصة مع اليونان وفرنسا.
لكن الرئيس التركي خفف لهجته القاسية في خطاباته، واستخدم نبرة تصالحية خلال لقاء متلفز مع سفراء الاتحاد الأوروبي في مجمع رئاسي في أنقرة.
وقال أردوغان خلال اللقاء، "نحن مستعدون لإعادة علاقاتنا إلى مسارها". وتابع، "نتوقع من أصدقائنا الأوروبيين أن يظهروا الإرادة نفسها".
استئناف المحادثات مع اليونان
وفي وقت سابق، الإثنين، أعلنت تركيا واليونان، العضوان في حلف شمال الأطلسي، أنهما ستستأنفان في 25 يناير المحادثات الاستطلاعية بهدف تسوية النزاع بينهما حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وسيكون هذا الاجتماع الأول منذ تعليق ما يسمى بـ "المحادثات الاستكشافية" بين الجارين في العام 2016، بعد 60 جولة غير مثمرة استمرت 14 عاماً.
وقال أردوغان، "نعتقد أن المحادثات الاستكشافية ستكون بادرة حقبة جديدة".
رأب الصدع مع فرنسا
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أنه منفتح على علاقات أفضل مع باريس، بعد أشهر من الخلافات الشخصية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأكد الرئيس التركي، "نريد إنقاذ علاقاتنا مع فرنسا من التوترات".
وبدأ أردوغان التخفيف من حدة لهجته بعد أن قرر قادة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي توسيع قائمة الأهداف التركية الخاضعة لعقوبات، بسبب "الإجراءات أحادية الجانب" لأنقرة في المياه المتنازع عليها شرق البحر المتوسط.
ويمكن أن تؤدي الخطوات العقابية إلى مفاقمة المشكلات الاقتصادية المتزايدة في تركيا، وزعزعة شعبية أردوغان بعد 18 عاماً من بداية حكمه كرئيس للوزراء، لكن أنقرة ومسؤولي الاتحاد الأوروبي على وشك إطلاق جولة نادرة من الدبلوماسية المكوكية، التي يمكن أن تعيد علاقاتهما إلى مسار أكثر تعاوناً.
فسيزور وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، بروكسل في 21 يناير، بينما من المتوقع أن تصل رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، إلى تركيا بحلول نهاية الشهر الحالي.
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
وأشار أردوغان، الثلاثاء، إلى أن مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي انطلقت رسمياً عام 2005 لكنها عُلقت فعلياً، قد تكتسب زخماً جديداً بعد انسحاب بريطانيا من التكتل.
وقال الرئيس التركي، "يمكن التغلب على حال عدم اليقين المتزايدة مع حصول بريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) عبر تبوّء تركيا مكانها الذي تستحقه في أسرة الاتحاد الأوروبي".
وأضاف، "لم نتخل أبداً عن هدف العضوية الكاملة على الرغم من ازدواجية المعايير والظلم".
وتعرضت محادثات انضمام تركيا للتهميش بسبب المخاوف الأوروبية تجاه سجل أردوغان في ملف حقوق الإنسان، وخصوصاً الحملة القمعية التي شنها بعد محاولة انقلاب فاشلة على حكومته صيف العام 2016.
لكن المشكلات المالية لتركيا أجبرت الرئيس على التعهد بالعمل عن كثب مع المستثمرين الأجانب، وتكليف شخصيات إصلاحية تتبنى أفكار اقتصاد السوق بمسؤولية فريقه الاقتصادي، أواخر العام الماضي.
وكان أردوغان قال مراراً خلال الأسابيع القليلة الماضية، إنه يريد فتح صفحة جديدة في العلاقات مع حلفاء بلاده الغربيين. والثلاثاء قال، "في أيدينا جعل عام 2021 ناجحاً في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".