يبدو أن إيجاد اللقاح لم يكن هو خط النهاية لجائحة كورونا وضرباتها المتعددة، فبعد أن أنهكت اقتصادات العالم وهددت حياة البشر في كل مكان، ها هي اليوم تدشّن سباقاً جديداً لإثبات الحصانة أو ما يُعرف بالجواز الصحي أخيراً.
ضوء في آخر النفق
وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية أكدت تأمينها ملياري جرعة من اللقاح خلال النصف الأول من العام الحالي، ما وصفه مديرها العام الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس بـ"الضوء في نهاية النفق"، إلا أن استشاري الأوبئة فيها الدكتور أمجد الخولي أكد، من جانبه، أن مدة فاعلية اللقاح غير معلومة حتى الآن، إذ لا تزال تحت الاختبار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أن "ما نستطيع قوله الآن إنها في حدود ستة أشهر على الأقل، لكن غالباً ستكون أطول من ذلك. ولأن الأبحاث لم تستمر لفترة أبعد، لا يمكن التكهن بزمن استمرار المناعة، على أن المتوقع هو أن تتعدى العام".
وقال التحالف العالمي للقاح "غافي" إن إثبات فاعليته بالتحصين ضد الإصابة بكوفيد-19 لا يعني بالضرورة ضمان عدم نقل الفيروس من المحصنين أنفسهم، لافتاً إلى أن المسألة صعبة في ما يخص الإعفاء من التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية.
بشائر خالية من التفاصيل
تفاءل العالم بعودة الرحلات السياحية في دول عدة أعلنت فتح منافذها ورفع الحظر عنها، إلا أن الإعلانات بقيت خالية من التفاصيل، فهل سيشترط على المسافرين إثبات تحصنهم ضد كورونا قبل الدخول إلى الدول التي باتت شبه خالية من خطر الإصابة؟
وأخيراً، أقرّت هنغاريا سياسة جديدة تؤكد ضرورة إثبات الحصانة عن طريق التعافي من كوفيد-19 لمن أراد زيارة أراضيها، وتخطط أيسلندا لاتخاذ إجراءات مشابهة.
من جانبها، تسعى إسرائيل إلى إصدار "جواز أخضر" للذين تم تحصينهم ضد الفيروس، بهدف إعطائهم المزيد من السهولة في التنقل وإعفائهم من الحجر الصحي والاختبارات الفيروسية قبل السفر، وفقاً لوكالة "رويترز".
وسألت وكالة "بلومبيرغ": في حال اشتراط الحصانة قبل السفر، فأي اللقاحات ستعتمد الدول وما هي أسس الاعتماد وثبات التحصين؟ فعلى سبيل المثال، هل ستسمح السعودية بدخول من تحصّنوا بـ"سبوتنيك" الروسي، بينما أقرّت هيئة الغذاء والدواء فيها "فايزر" الأميركي؟
من جانبه، يعتقد تحالف "غافي" أن إثبات التعافي قد يثير مشكلات جديدة، إما أخلاقية مرتبطة بالتزوير والخداع، وإما صحية عن طريق محاولة التقاط العدوى لإثبات التعافي، بالتالي الحصول على "مزيد من الحرية" في التنقل بين البلدان.
خطوط الطيران
أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي نيّته إطلاق بطاقة سفر صحية رقمية، تشتمل على بيانات التطعيم الخاصة بكورونا لجميع الركاب، بداية من العام الحالي، وفق "رويترز".
وأعلنت الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" عبر موقعها الرسمي عن إجراءات تخص المسافرين الوافدين من الدول شديدة الخطورة، مؤكدة أهمية إجراء فحص سلبي قبل الدخول إلى الأراضي الألمانية أو إرفاق شهادة إكمال التطعيم، من غير تحديد نوع اللقاح. وأشارت إلى أنها ستعتبر الإصابة بالفيروس خلال آخر 21 يوماً "دليلاً على المناعة".
ونشر موقع "إيرلاين ريتينغ"، المتخصص في تقييم شركات الطيران حول العالم، قائمة ضمت 20 من أبرز خطوط الطيران الآمنة للسفر في زمن كورونا، وهي "طيران البلطيق وطيران نيوزيلندا وخطوط ألاسكا الجوية وخطوط أول نيبون الجوية وطيران آسيا والخطوط الجوية البريطانية وخطوط كاثي باسيفيك الجوية وخطوط دلتا الجوية وطيران الإمارات وطيران الاتحاد وإيفا إير والخطوط الجوية اليابانية وجيت بلو والخطوط الجوية الملكية الهولندية والخطوط الجوية الكورية ولوفتهانزا والخطوط الجوية السنغافورية وساوث ويست والخطوط الجوية القطرية وويست غيت".
وأشار رئيس تحرير الموقع جيفري توماس إلى أن هناك سبعة معايير يجب على شركات الطيران الالتزام بها للدخول في القائمة، ومن أبرزها وضوح الإجراءات وضمان التباعد الاجتماعي بين الركاب والتنظيف العميق وضرورة وضع الكمامات.
وأكد توماس أن "الخطوات التالية للمسافرين ستكون عبر تطبيق هاتفي يحمل تفاصيل التطعيم ويجري فحصاً مجانياً لكورونا وجواز السفر".
من جانبها، صرّحت مديرة إدارة التطعيم واللقاحات في منظمة الصحة العالمية كيت أوبراين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، "لا أعتقد أننا نتوقع أن تجعل أي دولة التطعيمات إلزامية".