أنهى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، السبت 16 يناير (كانون الثاني)، تشكيل فريقه الدبلوماسي، الذي يضم أفراداً من إدارة باراك أوباما السابقة، ويجسد الرغبة في إحداث قطيعة مع إدارة دونالد ترمب الأحادي، كما يهدف إلى "تصحيح مسار" السياسة الخارجية الأميركية.
وكان بايدن أعلن أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) اختيار أنتوني بلينكن، الذي عمل في إدارة أوباما، وزيراً للخارجية. وعمل الدبلوماسي، البالغ من العمر 58 عاماً، مستشاراً للسياسة الخارجية لبايدن في مجلس الشيوخ وكان أحد كبار مساعديه في حملة الانتخابات الرئاسية. ولعب كذلك دوراً رائداً في تمرير الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 داخل الكونغرس.
ويندي شيرمان نائبةً لوزير الخارجية
واختيرت ويندي شيرمان (71 عاماً) نائبةً لوزير الخارجية، المنصب الثاني في هذه الوزارة، وهي مستشارة دبلوماسية سابقة في عهد بيل كلينتون، قبل أن تتولى منصب وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية خلال ولاية أوباما الثانية.
وكانت شيرمان أحد أبرز المفاوضين الأميركيين على الاتفاق النووي الإيراني، كما عملت على الملف الكوري الشمالي خلال إدارة كلينتون.
وبسبب دورها في إبرام الاتفاق النووي مع طهران، الذي رفضه الجمهوريون وعدد من الديمقراطيين، كان من المتوقع أن تواجه شيرمان صعوبةً في نيل ثقة مجلس الشيوخ. غير أن سيطرة الديمقراطيين على هذا الأخير ستمنح إدارة بايدن الثقة.
وأعلن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، عام 2018، انسحاب واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق النووي، معيداً فرض عقوبات قاسية على إيران. وسيشكل هذا الملف أبرز تحديات إدارة بايدن.
وأعلن الرئيس المنتخب السبت أيضاً اسم مساعد الوزير الجديد لشؤون الإدارة والموارد، وهو بمثابة مسؤول تنفيذي في الخارجية الأميركية.
واختير لهذا المنصب براين ماكيون القريب من الرئيس المنتخب، وكان مستشاراً له منذ أن كان سناتوراً، قبل أن يتولى مناصب مختلفة في الحكومة خلال ولايتي أوباما.
ثلاثة وكلاء نساء
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختار بايدن السبت أيضاً ثلاثة وكلاء في وزارة الخارجية، جميعهم نساء عملن في إدارة أوباما.
وهن فيكتوريا نولاند، السفيرة الأميركية السابقة لدى حلف شمال الأطلسي والمساعدة السابقة لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية والمتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية، في منصب وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وهو يعتبر المنصب الثالث في الدبلوماسية الأميركية.
واختار بايدن بوني جينكنز لمنصب وكيلة وزارة الخارجية لشؤون ضبط التسلح والأمن الدولي، وأوزرا زيا لمنصب وكيلة وزارة الخارجية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما وقع الاختيار على فيليب غوردون، الذي عمل سابقاً في إدارات أوباما ولينتون، ليشغل منصب نائب مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
"تصحيح مسار" السياسة الخارجية
مع أنتوني بلينكن على رأسه، سيكون أمام هذا الفريق مهمة "تصحيح مسار" السياسة الخارجية الأميركية، كما أكد في بيان الفريق الانتقالي لبايدن ونائبته، "لكن أيضاً مهمة إعادة ابتكارها".
ويهدف بايدن من خياراته في فريقه الدبلوماسي التشديد على القطيعة مع السياسة الخارجية القومية والأحادية التي اتبعها سلفه ترمب، بهدف العودة من جديد إلى خط تعددي حازم.
وأوضح بايدن وفق البيان، أن الوجوه الجديدة للخارجية الأميركية "تجسد اقتناعاً عميقاً بأن أميركا تكون الأقوى حين تتعاون مع حلفائها".
ويريد الرئيس الجديد أيضاً "استعادة القيادة المعنوية والعالمية" للولايات المتحدة، بدعم من حلفائها. ولخّص الأمر قائلاً إن "أميركا ستعود".
وسيخضع تعيين كل عضو من أعضاء فريق الخارجية لتصويت في مجلس الشيوخ.