تخوض السلطات في إندونيسيا سباقاً مع الزمن، الأحد 17 يناير (كانون الثاني)، في جزيرة سولاويسي في محاولة للعثور على ناجين محتملين من الزلزال، الذي أودى بحياة 73 شخصاً، بحسب حصيلة جديدة، ودمر منازل آلاف الأشخاص.
واكتظت المستشفيات بمئات الجرحى منذ الزلزال الذي بلغت شدته 6.2 درجة وضرب المنطقة، فجر الجمعة. وقد أثار حالة من الذعر بين سكان غرب الجزيرة التي دمرها في عام 2018 زلزال قوي جداً أعقبه تسوماني مدمر أسفر عن سقوط 4300 قتيل.
وخلال اليومين الماضيين، انتُشلت عشرات الجثث من تحت أنقاض مبان منهارة في ماموجو كبرى مدن المنطقة، التي يبلغ عدد سكانها 110 آلاف نسمة، ودُمر فيها مستشفى ومركز للتسوق.
وعثر على ضحايا آخرين في الجنوب، حيث شعر السكان بهزة ارتدادية قوية، صباح السبت. وبلغت الحصيلة الرسمية للضحايا، الأحد، 60 قتيلاً، ويبدو أنها مرشحة للارتفاع. وكانت حصيلة سابقة تحدثت، السبت، عن 46 قتيلاً.
وفي لقطات من الجو، يظهر عدد كبير من المباني المدمرة في المدينة الواقعة على مضيق ماكاسارين، بما في ذلك مكتب حاكم مقاطعة غرب سولاويسي.
خوف من تفش محتمل لكورونا
ولم يعرف عدد الجثث التي ما زالت تحت الأنقاض أو ما إذا كان هناك ناجون عالقون حتى الآن، بينما لم تعلن السلطات أي أرقام عن عدد الأشخاص الذين أُنقذوا.
ولجأ آلاف الأشخاص الذين فقدوا منازلهم إلى ملاجئ مؤقتة أقيمت على عجل وهي خيام من قماش القنب، بينما تؤدي الأمطار الموسمية إلى تفاقم أوضاعهم.
ويؤكد كثيرون أنهم يعانون من نقص الطعام والبطانيات. وأرسلت مواد غذائية ومعدات طوارئ إلى الجزيرة بطائرات وقوارب في حين أرسلت البحرية سفينة طبية لتزويد المستشفيات التي ما زالت تعمل، وباتت في وضع يفوق طاقتها مع تدفق الجرحى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينما فقد آلاف الأشخاص منازلهم، لا يريد آخرون العودة إلى ديارهم خوفاً من هزات ارتدادية أو تسونامي كما حدث عام 2018.
وقال عبد الوهاب أحد سكان ماموجو، وقد لجأ إلى خيمة مع زوجته وأبنائه الأربعة وأحدهم طفل رضيع، "من الأفضل البقاء في مأوى خوفاً من حدوث الأسوأ".
وعبر عن أمله في أن "ترسل لنا الحكومة بسرعة مساعدات ومواد غذائية وأدوية وحليباً للأطفال".
وخوفاً من تفش محتمل لوباء كوفيد-19 في المخيمات المكتظة، أعلنت السلطات أنها ستحاول تشكيل مجموعات من الأشخاص حسب درجات المخاطر.
وقال مشروع "هوب" (أمل) غير الحكومي، إن "الوضع في إندونيسيا ملح، وكوفيد -19 يؤدي إلى تعقيد معالجته".
وحدد مركز الزلزال الذي بلغت شدته 6.2 درجة على مقياس ريختر على بعد 36كلم جنوب ماموجو وعلى عمق ضئيل نسبياً يبلغ 18كلم.
وأدت انهيارات أرضية أعقبت الزلزال وأمطار غزيرة إلى قطع أحد الطرق الرئيسة في المنطقة. وأصيب المطار وفندق بأضرار، بينما لا يزال جزء من المدينة من دون كهرباء.
فيضانات وبركان ينفث
لكن هذا الزلزال ليس الكارثة الطبيعية الوحيدة التي تضرب الأرخبيل حالياً، ففي الشطر الإندونيسي من جزيرة بورنيو المجاورة، لقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم وفقد عشرات آخرون في فيضانات، بحسب وسائل إعلام.
كما أدت فيضانات إلى سقوط خمسة قتلى في مانادو في أقصى شمال سولاويسي.
وفي إقليم جاوة الغربي لقي 28 شخصاً على الأقل حتفهم نتيجة هطول أمطار.
في الطرف الآخر من الجزيرة نفسها، ثار بركان سيميرو، مساء السبت، مطلقاً عموداً من الدخان والغبار على ارتفاع 4500 متر، فيما تدفقت الحمم المتوهجة على جوانبه، ولم تشر أي معلومات إلى وقوع إصابات.
ويقع الأرخبيل الإندونيسي على "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع، تتعرض باستمرار للزلازل والانفجارات البركانية.