أمرت محكمة روسية اليوم الإثنين بوضع المعارض أليكسي نافالني في الحجز لمدة 30 يوماً اعتباراً من توقيفه المثير للجدل في الليلة الماضية لدى وصوله إلى موسكو، بعد أن أمضى خمسة أشهر في ألمانيا للتعافي من تسميم مفترض تعرض له.
وكتب محاميه فاديم كوبزيف في تغريدة أن "أليكسي نافالني وضع في الحجز لمدة 30 يوماً، حتى 15 فبراير (شباط)". وقبل صدور الحكم، اعتبر نافالني تمديد توقيفه "غياباً مطلقاً للقانون".
وفي تسجيل مصور نشرته المتحدثة باسمه سأل نافالني عن سبب عقد الجلسة "في مركز للشرطة" واصفاً الإجراءات بأنها دليل على أن السلطات "أطاحت بإجراءات قانون العقوبات الجزائية"، ودعا الروس "للنزول إلى الشارع" ضد النظام.
وقال في مقطع الفيديو الذي التُقط في قاعة المحكمة ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي "لا تخافوا، انزلوا إلى الشارع، ليس من أجلي لكن من أجلكم، من أجل مستقبلكم".
وأضاف من مركز للشرطة "لا تصمتوا، قاوموا". وعلى الفور أعلن ليونيد فولكوف مساعد نافالني، بدء الاستعداد لتنظيم "تظاهرات كبيرة في روسيا في 23 يناير (كانون الثاني)".
وتأتي الدعوة أيضاً فيما يحضر فريق المعارض حملة نشطة تتعلق بالانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر (أيلول)، على خلفية تراجع شعبية حزب الكرملين، حزب روسيا الموحدة.
وقال صندوق مكافحة الفساد الذي أسسه نافالني، "إنه محبوس بطريقة غير قانونية ولا يسمحون لمحاميه برؤيته".
الشرطة الروسية كانت اعتقلت نافالني فور وصوله إلى موسكو الأحد آتياً من ألمانيا للمرة الأولى منذ تعرضه للتسمم الصيف الماضي بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" وفقاً لنتائج الفحوص التي خضع لها في ألمانيا. وينفي الكرملين أي دور له في الحادث.
ثلاثة أعوام ونصف العام
وقد تفضي هذه الخطوة إلى سجن نافالني ثلاثة أعوام ونصف العام بتهمة انتهاك شروط عقوبة السجن مع وقف التنفيذ، ومن المحتمل أن تزيد الضغوط مجدداً على الغرب من أجل تشديد العقوبات على روسيا، بخاصة في ما يتعلق بمشروع بقيمة 11.6 مليار دولار لمد خط أنابيب للغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا.
وتعافى نافالني في ألمانيا، وعقب تصريحه الأسبوع الماضي بأنه يعتزم العودة إلى بلده، قالت إدارة السجون في موسكو إنها ستبذل قصارى جهدها لاعتقاله بمجرد عودته، متهمة إياه بالاستخفاف بشروط عقوبة السجن مع وقف التنفيذ بعد إدانته بالاختلاس، وهي قضية تعود للعام 2014 يقول نافالني إنها ملفقة.
وتوجه أربعة من أفراد الشرطة إلى نافالني عند منطقة فحص الجوازات في مطار شيريميتيفو في العاصمة الروسية وطلبوا منه مرافقتهم، قبل أن يدخل روسيا رسمياً.
ويقول المعارض الروسي إن الرئيس فلاديمير بوتين كان وراء تسميمه، لكن الكرملين ينفي أي دور له في الحادث وإنه لم يرَ أي دليل على تعرضه للتسمم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت إدارة السجون في موسكو في بيان إن نافالني احتُجز بسبب انتهاكه شروط وقف تنفيذ حكم بسجنه وسيظل محتجزاً إلى أن تتخذ محكمة قراراً بشأن الحكم الصادر بحقه، ويواجه نافالني مشكلات محتملة في ثلاث قضايا جنائية أخرى يقول إنها جميعها ذات دوافع سياسية.
تنديد دولي
وأثار توقيفه إدانات دولية لا سيما من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين طالبا بالإفراج عنه وهي دعوات رفضتها روسيا.
وصرح جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في تغريدة على "تويتر"، "يجب إطلاق سراح نافالني على الفور، ومحاسبة مرتكبي الهجوم الشائن الذي استهدف حياته".
وندد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمحاولة "إسكات نافالني"، وأضاف في بيان، "الولايات المتحدة تدين بشدة قرار روسيا اعتقال نافالني"، معتبراً أن "اعتقاله هو الأحدث في سلسلة من المحاولات لإسكات نافالني وشخصيات معارضة أخرى وأصوات مستقلة تنتقد السلطات الروسية".
وأعربت وزارة الخارجية البريطانية عن "قلقها العميق" إزاء توقيف نافالني، وقال وزير الخارجية دومينيك راب، "توقيف السلطات الروسية أليكسي نافالني الذي تعرض لجريمة مشينة، أمر يثير الصدمة" داعياً روسيا إلى التحقيق في كيفية "استخدام سلاح كيماوي على أراضيها" بدلاً من "اضطهاد نافالني"، وطالبها بالإفراج عن المعارض "فوراً".
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى الإفراج الفوري عن نافالني، وقالت المتحدثة باسم الوزارة أنييس فون دير مول، "فرنسا أحيطت علماً بإلقاء القبض على السيد أليكسي نافالني في روسيا وتشعر بقلق كبير… (نتابع) الموقف مع شركائنا الأوروبيين باهتمام كبير وندعو إلى الإفراج عنه على الفور".
"اهتموا بمشاكلكم الخاصة"
وزير خارجية إيطاليا لويجي دي مايو طالب أيضاً بالإفراج الفوري عن نافالني، قائلاً إن اعتقاله "مسألة خطيرة للغاية وتثير قلقنا. نطالب بالإفراج الفوري عنه ونتوقع احترام حقوقه".
وقالت ليتوانيا، عضو الاتحاد الأوروبي، إنها ستطلب من الاتحاد فرض عقوبات جديدة على روسيا في أقرب وقت.
كذلك صرح وزير خارجية جمهورية التشيك توماس بيتريشيك أنه يريد من الاتحاد بحث العقوبات المحتملة.
وردت روسيا على الإدانات الدولية، فقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن حديث الدول الغربية عن غضبها لاعتقال المعارض الروسي يهدف إلى صرف انتباه مواطنيها عن المشكلات الداخلية.
كما قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر "فيسبوك"، "اهتموا بمشاكلكم الخاصة".