اقتربت الحكومة المصرية بنسبة كبيرة من الاتفاق على إنتاج أول سيارة كهربائية تصنّع محلياً. إذ أعلنت وزارة قطاع الأعمال العام في الحكومة المصرية توقيع عقدين بين شركتي النصر للسيارات، المملوكة للدولة، ودونج فينج الصينية، لتجميع السيارات الكهربائية محلياً، وإعادة تأهيل المصنع التابع إليها من خلال شركة DFMIEC الخاضعة للمجموعة الصينية.
وكانت الشركتان تخططان للانتهاء من إنشاء خط الإنتاج في الربع الثاني من العام الحالي، وفق ما أُعلن في يونيو (حزيران) الماضي. ويستهدف المشروع إنتاج 25 ألف وحدة سنوياً بتكلفة مبدئية تبلغ نحو 2.5 مليار جنيه (159 مليون دولار). ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 53 ألف مركبة في غضون ثلاث سنوات مع خطط للتصدير إلى أوروبا.
ومن المقرر أن تنتج شركتا "النصر" و"دونج فينج" أول سيارة كهربائية في البلاد مطلع العام المقبل، وستحمل اسم E70، وفق ما صرح به العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات هاني الخولي، الذي أضاف أن نسبة المكون المحلي في السيارة تصل إلى 58 في المئة.
وعالمياً، تدرس شركات عدة استخدام تكنولوجيا شحن ديناميكية تسمح بشحن السيارات الكهربائية في أثناء تحركها من خلال لوحات أسفل الطريق تعمل لاسلكياً لنقل الكهرباء لمستقبلات مثبتة أسفل السيارة أو أعلاها لدى السيارات الأكبر حجماً، وفقاً لـ "وول ستريت جورنال". وقد تشجع التكنولوجيا على استخدام السيارات الكهربائية في المستقبل، لحلها المخاوف المتعلقة بمدة شحن البطاريات.
ما سعر أول سيارة تنتجها مصر؟
ومن المقرر أن يتراوح سعر السيارة بين 300 و320 ألف جنيه (19.157 و22.349 ألف دولار)، في حين ستبلغ تكلفة الشحنة الواحدة 65 جنيهاً (4.15 دولار)، بسعر 47.5 قرش للكيلووات. وتصل السرعة القصوى للمركبة إلى 150 كيلومتراً في الساعة، ويمكن أن تقطع 400 كيلومتر من خلال شحنة واحدة.
وفي حديثه إلى "اندبندنت عربية"، قال أشرف عبد العزيز، صاحب معرض سيارات، "السوق في مصر قابلة للنمو بشكل كبير، خصوصاً أن غالبية الأسر بدأت تعتمد على المركبات الخاصة بدلاً من النقل العام الذي أصبح أكثر تكلفة".
وأضاف، "مع الارتفاعات الكبيرة في أسعار المحروقات خلال الفترة الماضية بعد هيكلة الحكومة الأسعار ورفع الدعم عنها بشكل تدريجي، أصبحت لدينا شريحة كبيرة تفكّر في استهلاك الوقود قبل التفكير في نوع السيارة التي تشتريها". مؤكداً أن السعر المعلن للسيارة الجديدة التي تعمل بالكهرباء "مغرٍ" بالنسبة إلى الأسعار التي تطرحها الشركات الأخرى في السوق المحلية.
وتشير البيانات المتاحة إلى وجود نحو 300 سيارة كهربائية فقط مرخصة حالياً في مصر، حيث تتدفق ببطء إلى البلاد. بينما تسارع الحكومة المصرية من خططها نحو التحول إلى السيارات الكهربائية. وأعلنت في السابق عدة حوافز للتشجيع على ذلك، تتضمن أسعار شحن ثابتة ودعماً لكل سيارة بقيمة 50 ألف جنيه (3.195 ألف دولار)، جنباً إلى جنب مع خططها لإنشاء 3 آلاف نقطة شحن في غضون ثلاث سنوات.
وكشف هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام في الحكومة المصرية، تفاصيل جديدة عن سيارة النصر الكهربائية، قائلاً إن وزارة الداخلية منحت التراخيص لعدد 300 سيارة كهربائية تعمل في مصر الآن، وتمثل بداية لوجودها في السوق المحلية. ومن المقرر إنتاج أول سيارة بداية 2022.
30 ألف طلب لتحويل السيارات إلى الغاز الطبيعي
وفي ما يتعلق بخطة الحكومة لإنشاء نقاط شحن جديدة على مستوى البلاد، تحتل شركة "إنفينتي إي" صدارة الشركات المتخصصة في السيارات الكهربائية بالسوق المحلية، حيث تمتلك نحو 130 نقطة شحن موزعة على 40 موقعاً على الطرق الكبرى في القاهرة أو بالقرب منها، والغردقة والإسكندرية والعين السخنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتستهدف الشركة إضافة شرم الشيخ هذا العام، ولديها بالفعل وجود في العاصمة من خلال فروع "شل أوت" الجديدة التابعة لشركة الوطنية للطرق، والمجمعات السكنية التي تنفذها سوديك ونيو جيزة، وكذلك المراكز التجارية الكبرى مثل سيتي سنتر ألماظة وداون تاون في القاهرة الجديدة.
وتمضي شركة "إنفينتي إي" في خططها لإنشاء نقاط شحن جديدة باستثمارات تبلغ نحو 300 مليون جنيه (19.157 مليون دولار) بحلول عام 2023.
وفي سياق متصل، ووفق بيان لمجلس الوزراء المصري، فقد تقدم نحو 30 ألف شخص بطلبات لإحلال وتحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعي، وذلك ضمن خطة الحكومة لإحلال وتحويل السيارات للعمل بالغاز.
وبلغ عدد المواطنين الذين سجلوا في الموقع الإلكتروني الخاص بتقديم الطلبات نحو 83 ألفاً. وتستهدف الحكومة إحلال نحو 250 ألف سيارة قديمة بأخرى تعمل بالوقود المزدوج (غاز طبيعي وبنزين) بنهاية عام 2023، وذلك في إطار المرحلة الأولى من خطتها التي انطلقت مطلع العام الحالي، وتشمل سبع محافظات.