روسيا القيصرية (ما قبل السوفياتية) تمتلك إرثا غنيا في الفنون التشكيلية، خصوصا تلك اللوحات ذات الطابع الديني التي زينت جدران المعابد العملاقة، فضلا عن قاعات الكرملين (مركز الحكم القيصري والسوفياتي فيما بعد). لكن على خلاف هذا التراث الكلاسيكي، جاءت أعمال فنانة روسية شابة، لكي تضيف لمحة جديدة إلى فنون التشكيل في بلادها.
ليا كوراشفيلي، التي تنحدر من مدينة أوسوريسك، لم تحب صقيع الألوان في اللوحة الروسية الشتوية، لتخطف بصرها "بوليوود" المضيئة نحو أجواء أكثر استوائيةً ودفئاً كما هي لوحاتها.
تقول ليا، "أعيش مع أمي في تلك المدينة الصغيرة، التي تقع في جنوب شرقي روسيا، بعد وفاة أبي العام الماضي، الرسم حرفتي منذ الطفولة، لكن على رغم هذا الاهتمام لم أفكر في ارتياد مدرسة للفنون، أنا فنانة عصامية، علمت نفسي بنفسي، ووجدت دعماً كبيراً من عائلتي في هذا المجال، فانغمست في الثقافات والفنون وجميع ما يخص الرسم، حتى تطورت تقنيتي في الرسم إلى نحو أفضل".
قصتها مع الرسم
لم يكن الطريق بالنسبة إليها سهلاً، لولا أن الفضاء الواسع للفن التشكيلي أخذ جل اهتمامها وتركيزها، مضيفة "في عام 2013 بدأت في رسم البورتريه لولعي بالسينما الهندية، ومع مرور الوقت تحسنت تقنيتي في الرسم شيئاً فشيئاً، حتى أنني أقوم بواجبين معاً، واجبي كفنانة تشكيلية، وواجبي كموظفة في الشرطة بقسم الإحصاء، ووجدت صدى جيداً من زملائي هناك، إذ تم اقتناء جميع لوحاتي، ولم يبق منها سوى لوحة واحدة بحوزتي، إضافة إلى أنني أقوم بتنفيذ الكثير من الطلبات التي ترد لي بشكل مستمر بسعادة مطلقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تذكر الفنانة الشابة، "لم أُقم أي معرض شخصي خاص حتى الآن، على رغم أني أنفذ الكثير من الطلبات التي تردني بشكل مستمر، وهي كثيرة، ويبلغ سعر اللوحة 200 دولار أميركي، إلا أني أطمح لإقامة معرض شخصي يوماً ما".
لماذا الهند؟
كل الأعمال التي نفذتها توحي بأن للهند قصة معها، وفي هذا الصدد تقول "الحكاية كانت في أسطوانة، فعندما كنت في السادسة من عمري أعطتني جدتي أسطوانة بها أفلام هندية، وكانت تلك أفضل هدية عيد ميلاد حصلت عليها، ومن تلك اللحظة بدأت أعشق رسم لوحات لفناني بوليوود، وقراءة سيرهم الذاتية، أنا من روسيا، لكن بوليوود جزء من حياتي اليومية".
وحول المميز في الأعمال الفنية الهندية تذكر أن "الأفلام الهندية تأخذني إلى صور مبهرة، الأزياء، والرقصات، والموسيقى، والخيال، كل شيء فيها يأخذ اللوحات إلى أبعاد مختلفة، ولا شك في أن أبطال بوليوود يتمتعون بجمال فريد، وهو ما أحاول إظهاره من خلال لوحاتي، أعرف ملياً أن في الهند كمّاً زاخراً من الفنون، وجمهوراً عريضاً، ولكنني أرسم ما أحب وأشعر به، أنا منغمسة في سحرهم، وإبداعهم، لدرجة أنني أشعر بأن شيئاً ما يأخذني نحو عالمهم الإبداعي"، وتختم حديثها بتأكيد رغبتها في إقامة معرض فني لها في الدولة الآسيوية الكبيرة، وواثقة من قدرتها على فعل ذلك يوماً ما.